إيلاف من نيويورك: أطلق الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، استراتيجية جديدة في مواجهة روبرت مولر، المحقق الخاص في عملية التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016 بعد عام من تولي مولر ملف التحقيقات.

ترمب الذي هادن فريق التحقيق طوال الأشهر الماضية، وجد أن أفضل طريقة للدفاع هي الهجوم، وسريعا أدرك عدد من أعضاء فريقه القانوني كجون دود، وتي كوب ان لا مكان لهم في الخطة الجديدة بظل تطلب المرحلة شخصيات قادرة على المواجهة، فخرج الرجلان، وحل مكانهما رودي جولياني، وجاين راسكين وزجها مارتن راسكين.

إنهاء الملف

جولياني تصدر الاعلام منذ توليه منصبه الجديد بهدف إيصال رسالة قوية الى مولر بأن الأيام القادمة لن تكون كسابقاتها، والهدف واضح، انهاء هذا الملف بشكل سريع، ويكفي الإشارة الى ان عمدة نيويورك السابق، الذي رافق ترمب في معظم جولاته الانتخابية، أطل على الاعلام في مناسبتين بغضون اثني عشر ساعة فقط.

تكتيك جولياني

رأس حربة ترمب بمواجهة مولر، اكد جهوزية الفريق لمجابهة فريق الاخير والتعاون معه في آن واحد، وضع خطا احمر أمام أي استدعاء قد يقوم به المحقق الخاص، ولكنه لم يوصد باب التفاوض على المقابلة التي يريدها مولر مع الرئيس الأميركي، ملمحا من إمكانية الموافقة عليها بمقابل الإنتهاء من التحقيقات.

عاجزون عن توجيه الاتهام

وضرب جولياني مجددا، بعدما كشف يوم الأربعاء، "أن فريق المحقق الخاص روبرت مولر أبلغ البيت الأبيض أنه غير قادر على توجيه اتهام إلى ترمب أيا تكن الأدلة التي ستكتشف"، وابلغ محامي ترمب الحالي، فوكس نيوز و(سي ان ان)، "ان فريق مولر قبل بالالتزام بتفسير قضائي قديم لوزارة العدل لم يشر إليه من قبل، يقضي بعدم إمكان توجيه اتهام إلى رئيس أثناء توليه مهامه" مضيفا "كل ما يمكنهم القيام به هو رفع تقرير وليس بإمكانهم توجيه اتهام، في كل الأحوال أقروا بذلك أمامنا".

رأي مُخالف

وفي الوقت الذي لم يصدر أي تعليق سلبي او إيجابي عن مكتب المحقق الخاص، اعتبر القاضي اندرو نابوليتانو ان كلام جولياني غير صحيح، ويمكن للفريق الخاص ان يوجه اتهاما للرئيس لأنه ليس فوق القانون، وعن إمكانية رفض ترمب طلب استدعاء موجه من مولر، تحدث القاضي عن إمكانية حدوث ازمة دستورية بين السلطتين القضائية والتنفيذية.

"ووترغيت" جديدة

لكن الحدث الأبرز في المواجهة بين ترمب وفريق مولر، كان في حديث المحقق الفدرالي السابق عن وجود مخبرين لجهاز الـ"افي بي آي" ضمن حملة ترمب الانتخابية، ولم يستبعد جولياني هذه الفرضية، واستعان الرئيس ترمب بحديث ماكارثي على حسابه على موقع تويتر، ورجحت كيليان كونواي هذه الفرضية أيضا.

ولعل اثارة هذا القضية يهدف الى محاولة مقارنتها بفضيحة ووترغيت عندما قرر الرئيس ريتشارد نيكسون التجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي في مبنى ووترغيت في محاولة لاعادة الفوز بالانتخابات، قبل ان يتم في السابع عشر من حزيران 1972 القاء القبض على خمسة أشخاص في واشنطن كانوا يحاولون زرع أجهزة تسجيل في مقر الديمقراطيين، فانفجرت ازمة سياسية انتهت باستقالة نيسكون.

سلسلة دورات تحضيرية للرئيس

وعاد جولياني امس الخميس ليكشف عن بدء الفريق القانوني لترمب التحضير لاجراء دورات تحضيرية يشارك فيها الرئيس استعدادا للمقابلة المنتظرة مع روبرت مولر، وأوضح، "ان هذه الدورات مشابهة للتحضيرات التي يقوم بها المرشحون للمناظرات الرئاسية".