في لقاء حواري شيق، أسر عثمان العمير بالكثير من أسراره إلى علي العلياني في برنامج "مجموعة إنسان"، فأخبره عن الماضي، وعن علاقته بأشخاص تركوا أثراً في حياته، وعن عهد الملك سلمان الذي أنقذ المملكة من الشيخوخة. 

لمشاهدة الحلقة كاملة اضغط هنا

إيلاف من دبي: في سحور ليلة رمضانية، استضاف الإعلامي السعودي علي العلياني في برنامجه "مجموعة إنسان" على «أم بي سي» عثمان العمير، ناشر "إيلاف" ورئيس تحريرها، فرافقه في رحلة في حياته، مكتشفاً الكثير من أسراره العامة والخاصة. 

 

الإعلامي السعودي علي العلياني مستقبلًا ناشر إيلاف

 

عراب الصحافة السعودية... هكذا درج العلياني على مخاطبة العمير الذي حاور الملوك والزعماء، والذي قلمه مشرط جراح... الأستاذ. هذه الأوصاف التي استخدمها العلياني في مقدمته عن العمير المقيم في لندن، والمستوطن فيها بكل جوارحه.

 

جغرافيا الذكريات

في لقائه هذا، استعاد العمير القليل من أمسه، من أيام الزلفي وانتقاله إلى المدينة، وتعلقه بمدينتين غير منسجمتين. يقول عن المدينة: «كأنك في مدينة مفتوحة الأفكار، لا حدود للمعرفة فيها، وأتمنى أنها ما زالت كما تركتها، فأنا زرتها آخر مرة في عام 1991، وتعلمت من زيارتي لها أن الكثير من الآثار التي كانت موجودة فيها قد زالت، حتى البناء المعماري في المدينة، وكل شيء تغير فيها»، وهذه التغيرات دفعت بالعمير ليعيش في قلب مدينة لندن، أي المدينة القديمة في لندن، إذ يشعر إنه بذلك قد عاد إلى ماضيه في المدينة بالسعودية.

لكن، لم لا يعود إلى المدينة المنورة نفسها ليعيش فيها، ما دام يحن إليها. لا يعود العمير، «لأن المدينة التي عشت فيها في أوائل الستينات، وعرفت كل أزقتها، غير موجودة الآن». بحسبه، الإنسان العربي ليس له ذاكرة جغرافية، فتفاصيل طفولته الجغرافية تتغير دائمًا.

 

 

لم يأت العمير إلى لندن في طفولته، بل أتاها شابًا عاملًا مراسلًا صحفيًا. وهو، إلى ذلك، معجب بالتاريخ البريطاني كما يقول، لهذا يعيش في منطقة عابقة بالتاريخ، «فأينما أذهب أجد أثرًا، أجد شيئًا يذكرني بشخصية قرأت عنها، أو أنا معجب فيها. كما أن منطقة نايت بريدج تحولت إلى منطقة سياحية، وانتقل إليها الأغنياء العرب، لكني أدفع الضرائب للحكومة البريطانية كي أعيش في بريطانيا، لا لأعيش في أحد بلدان الشرق الأوسط».

كذلك استعاد العمير ذكرياته في العاصمة السعودية الرياض، في البطحاء وشارع الوزير وحلة القصمان وشارع الوزير، وفشله في الدراسة بسبب الصحافة، وعمله مساعدًا لتركي السديري، وكتابته في الفن، وتأسيس صحيفة "الجزيرة" وعمله محررًا رياضيًا "هلاليًا" فيها، وتنظيمه الحفلات الفنية المتعلقة بالرياضة وحفلات تكريم الرياضيين.

نعم ولا

في فقرة عنوانها «ضد وضد» في برنامج "مجموعة إنسان"، وهي تقوم على توجيه أسئلة محددة يجيب عنها الضيف بنعم أو لا، أكد العمير أنه ليس رجلًا مليئًا بالحزن كما يقال عنه، وأن لندن أصبحت موحشة بعد موت أصدقائه ومنهم الوزير والسفير والكاتب الراحل غازي القصيبي، وأن الارتباك الخليجي ما زال هو نفسه منذ ثلاثة قرون، وأن الراحل عبد الحسين عبد الرضا هو أعظم ممثل خليجي.

وفي فقرة "ند فرسان"، تحدث العلياني عن هدية قدمها العمير لـ "أم بي سي"، هي مقطوعة موسيقية للعمير نفسه عنوانها "رسالة حب للمغرب"، كان قد طلب تأليفها من موسيقار ألماني، لتكون هدية زفاف للأمير مولاي رشيد، شقيق الملك المغربي محمد السادس.

 

 

شهادات

تحدث العمير عن علاقته بالشيخ وليد الإبراهيم، أو "أبو خالد"، الذي وصفه بأنه شخصية تاريخية في الإعلام العالمي، بسبب الجهد الذي قام به بتأسيس أم بي سي، وتقديم محتوى إعلامي راقٍ. يروي: "كنت في لندن، وكنت أعتقد أنني طاووس لندن الوحيد، وأتى أبو خالد من أميركا، كلمني فزرته، وحضرت اجتماعًا تأسيسيًا لـ أم بي سي، كنت أنا في الشركة السعودية للأبحاث والتسويق، وكنا نشعر بالضيق من وجود أي صوت إعلامي غيرنا. سئلت عن رأيي في أم بي سي، فأرسلت إجابتي إلى المرحوم الملك فهد، وكانت سلبية. يبدو أن وليد الإبراهيم اطلع على الرسالة، لكنه أثبت فيما بعد أن كلام الناس لا يقدم ولا يؤخر، وهو أثبت أنه تخطانا فعلًا بفضل رؤيته الإعلامية وجهوده التي جعلت أم بي سي رائدة حتى الآن".

 

/p>

 

سأل العلياني عن عبد الرحمن الراشد، فقال العمير: "مارس الصحافة والتلفزيون والكتابة، وأنا لم أمارس إلا الصحافة، وقراري بالانفصال عنه (المقصود فض الشركة الإعلامية التي أسساها في عام 1995 في بريطانيا واطلقا عليها اسم OR، الحرفان الأولان من اسميهما باللغة الإنجليزية، وتخصصت ببرامج تلفزيونية لقنوات فضائية في الشرق الأوسط وبريطانيا وأميركا) لم يكن خاطئًا أبدًا، فأنا لا أفهم في مهنة التلفزيون، وهو متخصص في التلفزيون منذ أيامه في أميركا". في هذا السياق، روى العمير قصة المقابلة التي ساقها مع الرئيس الإيراني الراحل هاشمي رفسنجاني، وكان يظن أن جل الأمر كاميرا وتنتهي المسألة، لكنه فوجئ بتفاصيل لا يعرفها، كهندسة الصوت ومكان الجلوس والإضاءة، وهي مسائل لا يدركها، بينما تنبه إليها الراشد. لهذا، يصر العمير على أن الراشد صحافي أكثر منه.

تحدث العمير عن علاقته الوثيقة بصالح العزاز، الذي كان سماه سمير عطالله "شيخ قبيلة الأصدقاء". وهو قضى معه فترة طويلة من الزمن، وكانا صديقين بشكل عائلي. يقول عنه إنه شخصية لا يمكن إلا أن تحبها، "فالجندي الذي اعتقله لم يكن يحمل مالًا، قأقرض صالح سجانه 20 ريالًا".

إيران وغيرها

ذكره العلياني بحديث له في عام 2016، يدعو فيه إلى خفض منسوب التوتر مع إيران، والتعاون مع الإيرانيين، وكان يقصد الشعب الإيراني. سأله: "اما زلت على موقفك هذا مع ما يحصل في المنطقة: الحوثيون وحزب الله وإيران في سورية وغير ذلك؟". أجاب العمير: "يجب أن نفرق بين الشعب الإيراني والحضارة الإيرانية والإسهام الإيراني الفارسي الكبير في الحضارة العربية والدين الإسلامي وبين النظام الإيراني، والسعودية منذ أيام الملك الراحل فهد إلى الآن تمد يدها لإيران، بالسلام والأمن والاستقرار، وما يحصل أن من يرد هذه اليد هم الفئة التي تحكم إيران، أي الحرس الثوري والملالي. عندما أتكلم عن إيران أقصد إيران العمق، التاريخ، الشعب الكبير، لا بد أن تنتهي المأساة الموجودة في إيران، أي حكم الملالي".

 

 

أنقذها من الشيخوخة

في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، يرى العمير أن أحدًا لا يستطيع تقدير أهمية التغيير الحاصل في المملكة العربية السعودية إلا إذا كان قد عاش المراحل المتعددة في تاريخ المملكة، «فالمملكة قبل الملك سلمان كانت تمر في شيخوخة، وأنا في عام 1979 ذهبت إلى روسيا في أيام الاتحاد السوفياتي، اكتشفت حجم الشيخوخة فيها، ولما عدت في الرياض، وقلت إني أخشى على المملكة أن تمر بالمرحلة البريجنيفية، حيث كان الجميع متقدمين في السن، وكان هناك تنازع سلطات، فكان هناك رئيس، وسكرتير عام الحزب الشيوعي، ورئيس الحكومة، وأعتقد أن الملك سلمان أنقذ المملكة العربية السعودية من أي شيخوخة، باختياره الأمير محمد وليًا للعهد، وإجماع الشعب السعودي على هذه المرحلة التي أنقذتنا من أي مطب آخر، أو شيخوخة».

 

 

هل سيكتب عثمان العمير يوماً مذكراته؟ أتى جوابه حازمًا: «لا... ثمة كاتب أميركي يقول: الأخبار بعد وفاتي كاذبة».​