كانت أفكار برنارد لويس في السنوات الأخيرة ترتكز أقل فأقل على البحث العلمي الصارم وموجهة أكثر فأكثر نحو توفير غطاء أكاديمي لسياسات الإدارة الأميركية في الشرق الأوسط.

لندن: لاحظ مراقبون أن ما نشرته الصحف الأميركية في نعي برنارد لويس الذي توفي عن مئة عام وعام في 19 مايو لا يعكس كم كان المؤرخ المفضل للبيت الأبيض في عهد جورج بوش الابن شخصية مثيرة للجدل.

أجمعت كلمات النعي في هذه الصحف على أنه "أكبر مؤرخ للاسلام والشرق الأوسط في العالم" وان أعماله من أفضل ما كُتب عن العالم الاسلامي ومنطقة الشرق الأوسط، وحتى خصومه يعترفون "بقوته الفكرية". ومما قيل في وصف برنارد لويس انه "من أعمدة الحكمة في المناظرة الاسلامية الكبرى".

بحسب الكاتب براين ويتيكر الذي درس العالم العربي في جامعة ويستمنستر البريطانية، يحظى برنارد لويس باحترام كبير بين كثير من الاميركيين خصوصًا الذين لا يعرفون الكثير عن الاسلام، لكن آراءه أقل تأثيرًا خارج الولايات المتحدة.

اضاف ويتيكر أن المديح بين الأكاديميين المتخصصين بالشرق الأوسط، بمن فيهم كثيرون في الولايات المتحدة، يتركز على أعمال برنارد لويس الأولى وانه لم يسافر كثيرًا في العالم العربي ومجال خبرته الأكبر هو تركيا، وهي ليست النموذج الأمثل للبلدان العربية.

على الرغم من سجل برنارد لويس في طرح أفكار مثيرة للاهتمام، وإن كانت قابلة للنقاش، فان افكاره في السنوات الأخيرة كانت ترتكز أقل فأقل على البحث العلمي الصارم وموجهة أكثر فأكثر نحو توفير غطاء أكاديمي لسياسات الادارة الاميركية في الشرق الأوسط.

راودت برنارد لويس في سنواته الأخيرة أفكار في منتهى الغرابة عن سيطرة الإسلام على أوروبا بحلول نهاية القرن، وهي وجهة نظر تلقى "قبولا واسعًا" الآن، بحسب ما يقوله بعض المعلقين الاميركيين من تجار الخوف.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "غارديان". الأصل منشور على الرابط:

https://www.theguardian.com/commentisfree/2006/may/02/thehistoryman ​