بدأت قيادات سنية عراقية قادمة من الخارج كان محظورا عليها العودة الى بلدها مباحثات في بغداد حول آخر التطورات السياسية وتشكيل الحكومة الجديدة وعقدت اجتماعا مشتركا للاتفاق على رؤية لشكل هذه الحكومة.. فيما تعهد الصدر انه سيقف أمام تحديات الطائفية والانحراف وساسة الفساد بينما اكد الحكيم تحالفه معه.

وبدأ زعيم المشروع العربي في العراق الشيخ خميس الخنجر الذي فاز بستة مقاعد في انتخابات البرلمان الجديد والأمين العام للمشروع الوطني في العراق الشيخ جمال الضاري مباحثات في بغداد كلا على حدة حول مرحلة ما بعد الانتخابات الاخيرة وتشكيل الحكومة الجديدة وذلك للمرة الاولى منذ 15 عاما حيث كان رئيس الوزراء السابق نوري المالكي يصنفهما ضمن الزعماء المعارضين المحظور عليهم العودة الى العراق واصدر ضدهم مذكرات اعتقال ذات طبيعة سياسية.

فبعد ان بحث الشيخ الخنجر هاتفيا مع رئيس تحالف سائرون زعيم التيار الصدري الفائز في الانتخابات مقتدى الصدر هاتفيا التطورات السياسية في البلاد وعزمه على لقائه في النجف قريبا فقد بحث مع رئيس البرلمان سليم الجبوري تشكيل حكومة عراقية جديدة قوية قادرة على تحمل مسؤولياتها.

كما ناقش الطرفان ملف تشكيل الحكومة المقبلة، واهمية تضافر جهود الكتل السياسية في تصحيح المسار السياسي وحل المشاكل العالقة وتبني الرؤى الداعمة لحكومة قوية يتشارك فيها الجميع وقادرة على تحمل مسؤولياتها إزاء المشاكل والتحديات الظروف التي يمر بها البلد. بحسب المكتب الإعلامي للجبوري. 

وايضا بحثا سبل التركيز على الجانب الخدمي والمعيشي في المرحلة المقبلة، وتوفير جميع مستلزمات العيش الضرورية وايلاء الاهمية بالمناطق المحررة واعادة تأهيل بناها التحتية ومشاريعها ومؤسساتها ومرافقها. 

كما بحث الخنجر مع نائب الرئيس العراقي اسامة النجيفي زعيم تحالف القرار الانتخابي التطورات السياسية وتشكيل الحكومة. وقال خلال مؤتمر صحافي مع اعضاء في التحالف عقب الاجتماع انه لم يأت الى بغداد من اجل "منصب أو مصلحة".. مشيرا الى أنه جاء من اجل اطلاق مبادرة شاملة للحوار. 

وقال "إنني سعيد بوجودي في بغداد وبين اعضاء تحالف القرار"، مبينا "انني جئت الى بغداد بعد هذا الغياب لا لمنصب او مصلحة وانما جئت لاطلاق مبادرة وطنية شاملة للحوار والتعايش بين كل مكونات الشعب".

وأضاف الخنجر "نحن جئنا لنقدم انموذجا مختلفا عن التجارب الماضية في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، بعيدا عن المحاصصة الطائفية وبعيدا عن التدخلات الخارجية"، مؤكدا "لنا أمل كبير في شركائنا بالوطن للمضي سريعا بتشكيل هذه الحكومة".

واشار إلى أن "الشعب اليوم بحاجة ماسة الى تشكيل هذه الحكومة " لافتا الى أن "النازحين والمناطق المنكوبة هي أحد أهم مهام تحالف القرار الكبيرة" كما نقلت عنه وكالة السومرية مؤكدا بالقول "جئنا وايدينا ممدودة إلى كل شركائنا في الوطن للذهاب الى المستقبل من أجل بناء مستقبل واعد لكل أبناء الوطن".

ومن جانبه بحث الشيخ جمال الضاري الأمين العام للمشروع الوطني مع رئيس البرلمان سليم الجبوري نتائج الانتخابات والتحديات والمشاكل التي رافقت العملية الانتخابية والوضع العام في البلد وخصوصا المناطق المحررة من تنظيم داعش الارهابي وملف عودة النازحين.

وأكد رئيس مجلس النواب خلال الاجتماع على ضرورة تكاتف جهود الجميع من أجل مواجهة المرحلة المقبلة خصوصا على صعيد تشكيل الحكومة ومعالجة أوضاع البلد في مختلف الجوانب لتحسين الواقع المعيشي والخدمي للمواطن وتحقيق الاستقرار والسلم المجتمعي وإعادة إعمار المناطق المدمرة جراء الحرب على الإرهاب وإنهاء ملف النازحين. 

كما شارك الخنجر والضاري في اجتماع لقيادات سنية في العاصمة بجهود بذلها رئيس بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق يان كوبيش لجمع قيادات سنية في اجتماع مشترك . وشارك في الاجتماع اضافة للخنجر والضاري كلا من وضاح الصديد ومحمد الدايني وآخرين تم خلاله الاتفاق على تقديم برنامج للمكون العربي السني يكون بورقة موحدة تُعتمد خلال مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة. 

وتشير مصادر عراقية الى ان الشخصيات السنية هذه لاتعارض تولي حيدر العبادي رئاسة الحكومة المقبلة في ولاية ثانية. واعتبرت المصادر عودة هذه الشخصيات السنية الى بلدها مؤشر على وجود ترتيبات جديدة ستحصل للمرة الاولى في احتضان شخصيات البلاد الوطنية .

الصدر لابعاد العراق عن التدخل الخارجي

اكد رئيس تحالف سائرون الفائز في الانتخابات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اليوم انه سيقف أمام تحديات الطائفية والانحراف وساسة الفساد ويمنع الطائفيين من الاصطفاف ويقسّم الثروة النفطية بين الشعب وأبعد العراق عن التدخلات الخارجية .

وقال الصدر في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" الجمعة واطلعت عليها "إيلاف" متوجها لانصاره "أيها الأحبة.. لا أسألكم إلا أن تعكسوا صورة جميلة عنا آل الصدر.. ولا أريد منكم في هذه المرحلة التظاهرات لدعم تشكيل الحكومة أو من أجل التهديدات، وكل من يفعل ذلك فسيجر العراق الى أتون الحرب والعنف ولا داعي للتعدي على دول الجوار أما الاحتلال فلن نتنازل عـن موقـفـنا منه ما دام محتلاً".

وأضاف: "فإنني وكما دخلت الخضراء منفرداً بخيمتي الخضراء فاليوم سوف أقف أمام تحديات الطائفية والانحراف وساسة الفساد والإسفاف والمندسين ذوي الإرجاف لأدافع عن نهج الأسلاف وأحقق الأهداف ولأكرم الأشراف وأمنع الطائفيين من الاصطفاف ولأقسّم الثروة النفطية بين الشعب بإنصاف وأبعد العراق عن الفقر والجفاف وعن التدخلات الخارجية وكل الأطراف فأنا عراقي لا أخاف".

وكان الصدر اجرى خلال الاسبوع الحالي محادثات مع قادة التحالفات الفائزة في الانتخابات حول متطلبات المرحلة المقبلة وتشكيل الحكومة الجديدة ورسم لدى عودته الى مقره بالنجف الأربعاء شكل الاتفاقات التي نتجت عن مباحثاته هذه قائلا انها اسفرت عن إتمام اللمسات الاخيرة لتشكيل حكومة أبوية قوية تعطي للشعب حقوقه وللفاسد عقوبته وتضم الكتل الوطنية النزيهة. 

الحكيم يؤكد تحالفه مع الصدر

ومن جهته قال رئيس التحالف الشيعي زعيم تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم الحاصل على 21 مقعدا برلمانيا في الانتخابات الاخيرة أن تياره ماض بتحالفه مع سائرون بزعامة مقتدى الصدر ومنفتح على الآخرين.

جاء ذلك خلال اجتماع للحكيم مع وفد الاتحاد الوطني الكردستاني في بغداد حيث بحثا خارطة التحالفات السياسية وتشكيل الحكومة حيث أشار الحكيم إلى "أهمية التداول السلمي للسلطة وعدم احتكارها على جهة دون أخرى". وشدد على ان "تشكيل الحكومة سيكون بإرادة عراقية صرفة كما كانت وجهات النظر متطابقة حول ضرورة تشكيل الحكومة ضمن الأسقف الزمنية الدستورية واستثمار الوقت وعدم انتظار اللحظات الأخيرة" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي.

كما حث الحكيم مع نائب رئيس الجمهورية زعيم تحالف القرار العراقي الحائز على 13 مقعدا في البرلمان الجديد أسامة النجيفي ملف تشكيل الحكومة وملف التحالفات المطلوبة لها وفق التوقيتات الدستورية "حيث كانت الرؤى متطابقة حول ضرورة تشكيل حكومة الاغلبية الوطنية" كما قال المكتب.
وشدد الحكيم على ان "الحكومة المقبلة لابد ان تكون حكومة خدمة لا ازمة وحكومة بناء واعمار وتقديم الخدمات ..حكومة تلتزم بالقانون ولا تكون فوقه، وجددنا التأكيد على أهمية ان يكون القرار العراقي وفق المصلحة العراقية".

وكانت المفوضية قد أعلنت في 19 من الشهر الحالي نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في 12 من الشهر نفسه حيث تصدرها تحالف سائرون بزعامة مقتدى الصدر بحصوله على 54 مقعدا تلاه قائمة الفتح الممثلة للحشد الشعبي بزعامة رئيس منظمة بدر هادي العامري بنيلها 47 مقعدا ثم حل ائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي ثالثا بنيله 42 مقعداً.