نصر المجالي: رغم مغادرته المستشفى الاثنين وعودته، كما قالت مادر فلسطينة، لممارسة مهامه كالمعتاد، إلا أن الجدل والنقاش لا يزال مستمرا حول الخليفة المحتمل للرئيس الفسطيني محمود عباس ابن الثالثة والثمانين من العمر.

وغادر عباس المستشفى الاستشاري في رام الله، اليوم الاثنين بعد تماثلة للشفاء، وألقى فور خروجه كلمة مقتضبة أمام الصحافيين في باحة المستشفى طمأن فيها الشعب الفلسطيني على صحته، معلنا أنه سيباشر عمله غدا الثلاثاء، حسب وكالة (معًا). 

وتمنى عباس في كلمته أن يصل الفلسطينيون إلى مبتغاهم بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، قائلا: "أتمنى من الله أن نصل لمبتغانا.. الدولة المستقلة وعاصمتها القدس".

وأشاد عباس بجهود أطباء وطواقم المستشفى، فضلا عن شكره للزعماء والقادة العرب وغير العرب الذين اتصلوا للاطمئنان على صحته.

التهاب رئوي وأذن

وكان الرئيس الفلسطيني نُقل إلى المستشفى الاستشاري في مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة يوك الأحد، للعلاج من التهاب رئوي حيث ارتفعت درجة حرارته إلى 40 درجة مئوية.

ووسط صراع "قصر" في القيادة الفلسطينة عم منيخلف عباس في مرحلة يواجه فيها الشعب الفلسطيني أصعب لحظاته، كشفت مصادر فلسطينية رفيعة عن توافق داخل الأروقة القيادية لحركة فتح والمجلس المركزي للمنظمة على تعيين ناصر القدوة لخلافة عباس.

اتصالات

ونقل موقع (فتخ الإخباري) عن مصادر لم يسمها قولها إن اتصالات تمت مع بعض العواصم العربية بينها القاهرة وعمان لاطلاعهم على ما تم التوصل إليه بشأن خلافة الرئيس عباس، وأنه لا يوجد فراغ سياسي حال غيابه عن رئاسة السلطة.

عباس والخليفة المحتمل ناصر القدوة

ووفق مصادر عربية مطابقة، فإن القاهرة هي أول من وجه باتجاه الدكتور ناصر القدوة، حيث عملت المخابرات المصرية طيلة الـ72 ساعة الأخيرة على إقناع الجميع للوصول لهذه النتيجة.

وتابعت المصادر أن شخصيات في مركزية فتح من قطاع غزة ارتكزت بتوجيه ودعم المخابرات المصرية على التوزيع الجغرافي بحيث يتولى قيادة حركة فتح من الضفة الغربية، وقيادة المنظمة من أريحا، ورئاسة السلطة من قطاع غزة.

ناصر القدوة

يذكر أن ناصر القدوة عمل وزيرا للخارجية الفلسطينية، كما أنه يتراس مجلس إدارة مؤسسة عرفات منذ تأسيسها، وابن شقيقة الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات.

وُلد القدوة في غزة عام 1953، وانتقل إلى ليبيا مع أسرته، ثم انتقل إلى مصر، وحصل على شهادة في طب الأسنان من جامعة القاهرة عام 1979. عُين وزيراً للخارجية الفلسطينية منذ إبريل 2003، وحتى 2005 في حكومة أحمد قريع. 

وكان ناصر القدوة انضم إلى حركة فتح في عام 1969 وانتخب عضواً في المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1981 وحتى عام 1986.

وبدأ القدوة عمله الدبلوماسي منذ عام 1986، حيث عينه ياسر عرفات مساعدا للمثل الدائم لمنظمة التحرير الفلسطينية زهدي الطرزي، وقد حل مكانه في عام 1991، وحتى عام 2003.

وقد ساهم القدوة وبشكل فاعل، في تحريك قضية ضد الجدار العازل الإسرائيلي في الأمم المتحدة، حيث نتج عن هذه الجهود قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي بعدم شرعية الجدار، ووجوب تعويض المتضررين الفلسطينيين منه.