إيلاف من نيويورك: يعد قيام الرئيس في الولايات المتحدة الأميركية بالعفو عن متهمين أو محكومين أمرًا طبيعيًا، لكن في حالة دونالد ترمب لا تسير الأمور كما تجري في العادة، فكل حركة يقوم بها يستنفر الإعلام ورجال السياسة لتحليلها ودراسة خلفياتها وتداعياتها.

خلال وجوده في البيت الأبيض، وصلت حالات العفو في عهد الرئيس السابق، باراك أوباما، إلى مئتين واثنين، أما رقم استبدال العقوبات وتخفيفها على المدانين فرسى على الف وسبعمئة وخمسة عشر، بينما توقفت حصيلة سلفه جورج بوش الابن، عند 189 قرار عفو، واستخدم صلاحيته احدى عشر مرة لتخفيف العقوبات، وجدير بالذكر ان الرئيسين اتخذا معظم قرارات العفو في ولايتهما الثانية.

مسيرة ترمب

ترمب دشن مسيرة العفو مع قائد الشرطة في مقاطعة ماريكوبا بولاية اريزونا، جيف اربايو الذي كان من المحتمل ان يدخل السجن لعام واحد بسبب تصرفاته ضد المهاجرين غير الشرعيين، ثم جاء الدور على البحار السابق كريستيان ساوسير الذي حكم لمدة عام على خلفية التقاطه داخل غواصة، وتبعه لويس سكوتر ليبي أحد المساعدين الموثوقين لنائب الرئيس السابق، ديك تشيني.

عفو عن الأموات

هبات ترمب لم تقف عند الاحياء، بل وصلت الى الأموات، فالملاكم الأسود الشهير، وبطل العالم جاك جونسون الذي توفي عام 1946 حصل على عفو من الرئيس الأميركي أيضا بعد مرور اكثر من مئة عام على صدور قرار بسجنه لمدة عام واحد.

القرار الجديد

قرار العفو الخامس صدر يوم الخميس، واستفاد منه مخرج الأفلام المحافظ الأميركي من اصل هندي دينيش ديسوزا، واللافت ان من وجه اتهامات الى الأخير ليس سوى مواطنه بريت بهارارا مدعي عام نيويورك السابق الذي عزله ترمب من منصبه بعد فترة قصيرة من وصوله الى البيت الأبيض.

رسائل مشفرة

وصل عداد الإعفاءات الى الرقم خمسة في غضون أقل من عامين، وربط البعض قراراته بالتحقيقات التي يجريها روبرت مولر، حيث يعتقد معارضوه ان عفو ترمب عن هؤلاء الأشخاص يهدف أيضا الى توجيه رسالة الى مساعديه السابقين في الانتخابات، كبول مانافورت، ومايكل فلين، فحواها انه لن يتخلى عنهم وبالتالي ما من داع للتعاون مع المحقق الخاص روبرت مولر، لأن الرئيس في نهاية المطاف سيعفو عنهم اذا ما وجه اليهم المحقق الخاص اتهامات.

لم يؤكد أو ينفي

لكن حتى اللحظة لم يصدر عن ترمب أي تصريح يؤكد انه بصدد العفو عن أي شخص في حملته الانتخابية، وهو اكتفى بالقول سوف نرى ردا على سؤال صحفي وجه اليه حول إمكانية العفو عن مايكل فلين، مستشار الامن القومي السابق.

المشاهير يستفيدون

بالمقابل، اشارت موقع بوليتيكو، "إلى ان قرارات ترمب المتعلقة بالعفو استفاد منها المشاهير الى حد كبير"، وباستثناء البحار السابق سايروس، فإن الرجال الأربعة ليسوا مغمورون على الاطلاق.

وما يعزز من كلام بوليتيكو، ظهور أسماء شخصيات جديدة من المرجح ان يعفو عنها الرئيس الأميركي، او يخفف من الاحكام الصادرة بحقها، ويأتي على راس اللائحة، المذيعة التلفزيونية مارثا ستيوارت التي ادينت عام 2004 بتهم جنائية بالتآمر وعرقلة العدالة وتقديم بيانات كاذبة للمحققين الاتحاديين بشأن تجارة الأسهم.

حاكم ايلينوي السابق

وإلى جانب ستيورات، يبرز اسم الديمقراطي رود بلاغوجيفيتش ، حاكم ولاية ايلينوي بين عامي 2003 2009 ، قبل عزله والحكم عليه لأربعة عشر عاما بعد ادانته بالفساد على خلفية اتهامات وجهت بطلب رشاوى مقابل تعيينات سياسية، واعتبر ترمب ان مكان الحاكم السابق ليس السجن، فما فعله لا يبرر عقوبته.

كيم واسطتها

ثالث الشخصيات، اليس ماري جونسون، السيدة التي يبلغ عمرها 63 عاما، وتقبع خلف القضبان منذ أكثر من 20 عاما بسبب تورطها في جريمة مخدرات، جونسون ليست شخصية مشهورة ولكن نجمة الواقع الأميركية كيم كارداشيان، هي من يقاتل لحصولها على قرار بالعفو عنها او تخفيف عقوبتها، ولهذه الغاية زارت ترمب منذ يومين في البيت الأبيض.