تنتظر مدينة منبج تحديد مستقبلها لناحية القوات المتمركزة فيها، وهو ما سيتم التطرق اليه خلال لقاء مرتقب يوم الاثنين يجمع وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو بنظيره الأميركي مايك بومبيو في واشنطن، وذلك استكمالا لخريطة الطريق بشأن تسوية وضع المدينة التي تم الاتفاق على بنودها بعد اجتماعات اللجنة الأميركية – التركية المشتركة، الأمر الذي نفته واشنطن في وقت سابق.

إيلاف لندن: يلتقي وزيري الخارجية الأميركي والتركي في اجتماع مهم غدًا من المفترض أن يوقعان خلاله على اتفاقية تحدد مستقبل مدينة منبج شمالي سوريا، وتنهي أزمة الثقة بينهما، في حين زار منبح وفد من المعارضة السورية. 

لقاء أغلو - بومبيو

ويتجه وزير الخارجية التركي غداً الاثنين إلى واشنطن للقاء نظيره الأميركي.

وأكد مصدر دبلوماسي تركي لـ"إيلاف" أن الزيارة مهمة لأنه سيتم من خلالها مناقشة مستقبل المنطقة في مدينة منبج ووضع النقاط الأخيرة على اتفاق سيتضمن إخراج قوات سوريا الديمقراطية "قسد" نحو ما أسماه "الاستقرار في المنطقة عموما ومن يديرها مبدئيا".

ومن المتوقع أن يتطرق اللقاء الى مناقشة مستقبل عدة مناطق في شمال سوريا والحل السياسي المنشود في سوريا عموما وقضايا معلقة بين البلدان .

خريطة الطريق التسوية

وخريطة الطريق من أجل تسوية الوضع في مدينة منبج تم الاتفاق على بنودها بعد اجتماعات اللجنة الأميركية – التركية المشتركة بخصوص المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية غربي نهر الفرات وخصوصا منبج وريفها، والخاضع حاليا لمجلس منبج العسكري والذي يعد مجلس جامع أيضا للفصائل من عرب المنطقة في منبج تحت اطار "قسد". 

ورغم إعلان الخارجية الأميركية انها لم تصل الى اتفاق نشرت وكالة الأناضول الرسمية خطوطه العريضة وحددته على ثلاث مراحل، حسب نقلته عن مصادر استخباراتية تركية مقربة من اللجنة المشتركة . 

 

وفد من المعارضة السورية يزور مدينة منبج

 

وتتضمن المرحلة الأولى انسحاب قادة وحدات حماية الشعب الكردية من منبج مع فرصة للوحدات الكردية مدة شهر كامل لاستكمال انسحابها. 

وتتضمن المرحلة الثانية "دخول وحدات استخباراتية وعسكرية تركية وأميركية، إلى منبج بعد 15 يوما على انقضاء الشهر وانسحاب القوات الكردية". 

وفي المرحلة الثالثة "تعمل الدولتان خلال أسبوعين على تشكيل مجلسين، عسكري ومحلي متفق عليه بهدف توفير الخدمات والأمن في المدينة، يراعي نسبة السكان العرقية". 

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر ناورت قالت في بيان الأربعاء الماضي "لم نتوصل لأي اتفاق بعد مع الحكومة التركية ونحن مستمرون في المحادثات الجارية بخصوص سوريا والقضايا الأخرى التي تهم الجانبين".

تهديد تركي

وعلى الضفة الأخرى هدد جاويش اوغلو، بعملية عسكرية على منبج في حال "عدم وفاء الولايات المتحدة بوعدها في خصوص إجلاء وحدات حماية الشعب" .

واعتبر "أنه لو بقي وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون في منصبه لكان الاتفاق قد أنجز"، وهو ما يعد عدم رضى عن الاتفاق ببنوده القديمة من قبل الوزير الجديد أو الرغبة في تغييره.

الملف أكبر من منبج

ويبدو أن الملف أكبر من موضوع منبح وأعقد من ذلك بكثير وإطاره العلاقات التركية مع روسيا وإيران، ضمن ما يعرف بالدول الضامنة ويتعلق أيضا بقضية شراء تركيا منظومة الصواريخ الروسية اس-400، ورفض واشنطن لذلك .

حيث عرضت واشنطن شراء لمنظومة باتريوت الأميركية، ولكن أنقرة تريد شراء المنظومتين الأمريكية و الروسية معا ولا يبدو أنها باتجاه عدم الاستمرار مع موسكو في التنسيق المشترك . 
كما شاب أيضا صفقة شراء تركيا للمقاتلات الأميركية أف-35 الكثير من العقبات رغم أن تركيا من الدول التي ساهمت فيما قيل" تطويرها" .

حتى أن مجلس الشيوخ الاميركي يدرس عقوبات على تركيا في حال حصلت على الصواريخ الروسية وربما على طائرات متقدمة من روسيا (سوخوي-27) .

وفي المحصلة فإن كل ذلك يؤكد أنه أمام لقاء غد، بشان تفاصيل الاتفاق التركي الأميركي الكثير من العقبات حيث تتعنت تركيا على التمثيل النسبي العرقي في الإدارتين المدنية والعسكرية في منبح لإشراك العرب فيما ترى واشنطن في هذا الامر حجة لطرد "قسد" الذي تعتبرهم تركيا ارهابيين فيما هم حلفاء أميركا.

وتواجه البلدان أزمة ثقة كبيرة وتعتبر أنقرة أن واشنطن أخلت بتعهداتها أصلا حين سمحت للأكراد بدخول منبح لذلك من المتوقع أن تبقى الكثير من الأجزاء العائمة وهو ما لا تريده تركيا. لانها تريد أن تحصد ثمرات تقارب مع روسيا وثمرات إيجابية من الولايات المتحدة الأميركية ما أمكن .

وتطمح تركيا إلى أن يشمل الاتفاق مناطق أخرى، شرقي نهر الفرات، لتأمين حدودها الجنوبية، كتل أبيض في الرقة، ورأس العين في الحسكة. لكن من المتوقع أن ترفض واشنطن .

زيارة المعارضة 

في غضون ذلك وصل أمس وفد من المعارضة السورية مدينة منبج بعد ظهر أمس السبت للاطلاع على أوضاع المدينة من الناحية السياسية والاجتماعية والعسكرية.

واستقبل الرئاسة المشتركة للإدارة المدنية في منبج على رأسهم الرئيس المشترك للمجلس التشريعي فاروق الماشي وفد المعارضة عند معبر عون الدادات شمال مدينة منبج.

وعند وصول الوفد الى الادارة المدنية، الذي ضم عبيدة النحاس ومحمد سرميني وآخرون، استقبلهم رئيس حزب سوريا المستقبل إبراهيم القفطان وعدد من ممثلي الادارة المدنية.

و رحب إبراهيم القفطان بوفد المعارضة معلقا أنه: "علينا أن نعيد الكتب إلى حقيقتها في المكتبة ويجب ألا تكون مبعثرة"، في إشارة الى ضرورة التكتل والوحدة .