أظهرت دراسة عالمية ارتفاعًا حادًا في عدد مرضى السرطان حول العالم، وصلت نسبته إلى 28 بالمئة في عدد الإصابات الجديدة خلال الفترة الواقعة بين 2006 و2016، وأشارت إلى أن أعلى نسبة وفيات بالسرطان سُجلت في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

إيلاف من لندن: ارتفعت عدد الحالات المصابة بالسرطان التي تُشخص كل عام في انحاء العالم بنسبة الثلث تقريباً خلال العقد الماضي، مع ازدياد متوسط العمر المتوقع الذي يعيشه الانسان، وهو ما يعني انه سيتم تشخيص ملايين اضافية من الأشخاص خلال فترة حياتهم.

نمط الحياة

وقال باحثون في دراسة عالمية ان هناك سبباً للقلق أيضاً من زيادة عدد الاصابات بسرطان الجلد والرئة والقولون الذي يمكن الوقاية منه الى درجة كبيرة بتغيير عادات في نمط الحياة مثل التدخين والنظام الغذائي غير الصحي.

وتناولت الدراسة التي أجرتها منظمة "التعاون على العبء العالمي لمرض السرطان" معدلات التشخيص والوفيات السنوية بسبب 29 نوعاً من السرطان في أنحاء العالم.

واظهرت الدراسة ان 17.2 مليون اصابة و8.9 مليون وفاة بالسرطان سُجلت في انحاء العالم عام 2016.

وتشكل هذه الأرقام زيادة نسبتها 28 في المئة في عدد الاصابات الجديدة بالسرطان خلال الفترة الواقعة بين 2006 و2016 كثير منها يُعزا الى النمو السكاني وتزايد الشيخوخة وتطور طرق التشخيص والفحص التي تكشف الاصابة في وقت ابكر. 

ولكن أكبر نسبة نمو بعدد الاصابات والوفيات سُجلت في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط التس استهدفتها شركات التبغ العملاقة والمنتجات الغذائية الرخيصة وغير الصحية في العقود الأخيرة.

التبغ والغذاء الرخيص

وقال الباحثون إن هذه الأرقام تسلط الضوء على أهمية تركيز الجهود الرامية الى الحد من استهلاك التبغ على هذه البلدان النامية لتجنيبها المرور بالمأساة نفسها التي عاشها العديد من البلدان الغنية من جراء الوفيات غير الضرورية بأمراض ذات علاقة بالتبغ.

وما زال سرطان الرئة أخطر انواع السرطانات وكان مسؤولا عن 20 في المئة من اجمالي الوفيات بالسرطان في عام 2016 رغم ان سرطان الثدي يبقى أكبر اسباب الوفاة بين النساء.

تلوث الهواء

وقال الباحثون ان الادراك المتزايد بأن تلوث الهواء من السيارات والمصادر الصناعية وحتى المواد الكيمياوية المنزلية من العوامل التي تزيد خطر الإصابة بالسرطان يعتبر دافعاً مهماً للتحرك من أجل خفض الوفيات بسبب سرطان الرئة.

الكحول

ومن العوامل الأخرى زيادة تعاطي الكحول وانتشار الأغذية المصنعة ونمط الحياة الخالي من النشاط البدني التي كلها ساهمت في زيادة معدلات الاصابة بسرطان القولون فوق المستوى المتوقع من النمو السكاني وحده. 

وأشارت الدراسة ايضاً إلى انعدام المساواة في مكافحة السرطان. فان احتمال اصابة المرأة بسرطان عنق الرحم يزيد اربع مرات في البلدان النامية حيث لا تُنفذ على نطاق واسع برامج التلقيح والفحص باهظة الكلفة وهو أكبر سبب للوفاة بين النساء في هذه البلدان. 

العناية الصحية

وأكدت الدراسة أن توفر العناية الصحية للجميع شرط اساسي للتشخيص والعلاج المبكر للسرطان. وفي حين أن البلدان الغنية ذات المستويات المرتفعة لمتوسط العمر الذي يعيشه مواطنوها ولديها برامج وطنية للفحص الإشعاعي تتصدر قائمة البلدان في التشخيصات الجديدة فان العدد الأكبر من الوفيات بالسرطان يحدث في البلدان النامية. 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الاندبندنت". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.independent.co.uk/news/health/cancer-diagnosis-deaths-preventable-smoking-obesity-suncream-breast-prostate-lung-lifestyle-a8380776.html