العلاقات الأميركية - الأوروبية ليست في أفضل أيامها، فانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران، وفرض الضرائب على واردات الصلب من أوروبا وكندا، ساهم في توتير الأجواء بين الطرفين.

إيلاف من نيويورك: لأن المصائب لا تأتي فرادى، وفي ظل الكلام الذي يُحكى عن محاولة الإدارة الأميركية فرض كلمتها على حلفائها الأوروبيين، جاء سفير واشنطن المعيّن حديثًا في ألمانيا ليصبّ الزيت على النار أكثر، بعدما أوقد بتصريحاته شرارة غضب بعض الساسة الألمان الذين طالبوا بطرده من البلاد.

أزمة جديدة مع أكبر بلدان أوروبا
ريتشارد غرينيل، سفير ترمب الجديد في برلين، وبدلًا من أن يعمل على تقريب وجهات النظر بين بلاده وأكبر دول القارة العجوز، فتح الأبواب أمام أزمة جديدة، وصل صداها إلى واشنطن، بعدما تحدث عن رغبته في تمكين رجال السياسة المحافظين في أوروبا. 
كما أعرب عن إعجابه بالمستشار المحافظ المتشدد سيباستيان كورز، وقبل فترة قصيرة، طالب الشركات الألمانية بوقف التعامل مع إيران، بعد إعلان ترمب انسحابه من الاتفاق النووي، علمًا بأنه تسلم منصبه رسميًا منذ أقل من شهر واحد.

أول مثلي في إدارة ترمب
السفير الجديد الذي أثار بتصريحاته زوبعة من الانتقادات، وصل صداها إلى واشنطن، خرج اسمه للتداول بإمكانية شغله منصب رفيع في إدارة ترمب (سفير لدى الناتو أو دولة أوروبية كبيرة) في يونيو من العام الماضي. وفي بداية شهر سبتمبر من العام نفسه تحدثت الصحف الأميركية عن اقتراب موعد تعيين غرينيل كسفير للولايات المتحدة في ألمانيا، ليكون أول مثلي ينضم إلى إدارة ترمب.

قبل ذلك بسنوات، عمل غرينيل بصفة متحدث باسم حملة المرشح الرئاسي السابق، ميت رومني عام 2012، ليكون أول مثلي يعمل كناطق إعلامي لمرشح رئاسي جمهوري، علمًا بأنه تسلم في عهد الرئيس السابق جورج بوش الابن، منصب المتحدث السابق باسم بعثة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة.

مساعد سابق لبولتون
وسلط الأعلام الألماني الأضواء على مندوب ترمب الجديد في ظل العلاقات المتأرجحة بين البلدين. وقالت "دير شبيغل" إن غرينيل يملأ حسابه على موقع إنستاغرام بصور كلبته لولا، ويعدّ من أبرز مؤيدي السياسات الخارجية المتشددة، كما سبق له أن عمل كمساعد لجون بولتون، الذي يعتبر مرشدًا وحليفًا له.

يهاجم السيدات في أميركا
بعد ترشيحه لتمثيل بلاده في ألمانيا، لم يكن طريق السفير مفروشًا بالورود، بعدما واجه معارضة ديمقراطية أخّرت تثبيت تسميته حتى أواخر شهر أبريل الفائت، وقد وُجّهت إليه اتهامات تتعلق بمهاجمة سيدات بارزات في الحزبين الديمقراطي والجمهوري على حسابه في تويتر، كميشال أوباما، وهيلاري كلينتون، ومادلين أولبرايت، وسفيرة ترمب في الفاتيكان كاليستا غينغريتش، زوجة نيوت غينغريتش رئيس مجلس النواب السابق، وأحد حلفاء الرئيس الأميركي.

لا تنتقد ميركل
السناتور الديمقراطي، روبرت مينينديز، كان قد علق على تصرفات غرينيل أثناء جلسات الاستماع إليه بالقول إن "احترام النساء والأشخاص الذين يمتلكون وجهات نظر مختلفة، يعد أمرًا ضروريًا بالنسبة إلى السفراء"، معتبرًا أن "غرينيل لا يمتلك الطباع التي تؤهّله لشغل هذا المنصب، خصوصًا في ألمانيا في ظل العلاقات المترنحة معها"، آملًا "عدم قيامه بالتغريد ضد ميركل إذا تم تعيينه رسميًا".

أما السناتور الآخر، جيف ميركلي، والذي عمل على تأخير التصويت على تعيين غرينيل، فتوجّه إلى زملائه في مجلس الشيوخ قائلًا: "لا أستطيع دعم مرشح يهاجم النساء الديمقراطيات والجمهوريات البارزات".

وفي معرض الرد على أسئلة أعضاء مجلس الشيوخ بشأن تعليقاته، أعرب غرينيل عن ندمه، واضعًا كلامه عن السيدات في إطار الدعابة والفكاهة، مؤكدًا أنه سيغيّر من طريقة تعاطيه بعد تسلمه المنصب الجديد.