اعلن الحزب الشيوعي العراقي احد مكونات ائتلاف سائرون الانتخابي بزعامة الصدر دعمه لتحالف هذا الأخير مع ائتلاف "الفتح" المثثل للحشد الشعبي بزعامة حليف ايران القوي هادي العامري. مشيرا الى ان ذلك لاينفي وجود خلافات في الفكر والمواقف السياسية.
واشار الحزب الشيوعي العراقي وهو أحد مكونات التيار المدني المنضوية تحت لواء تحالف "سائرون" الانتخابي بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الفائز في الانتخابات البرلمانية العامة التي شهدتها البلاد في 12 من الشهر الماضي في بيان صحافي تلقت "إيلاف" نصه الخميس .. اشار الى انه منذ اعلان نتائج انتخابات مجلس النواب وبالنظر الى عدم حصول اَي من الكتل الفائزة على عدد من المقاعد البرلمانية يؤهلها لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر فقد دخلت كتل سياسية عدة في حوارات ولقاءات، كان تحالف "سائرون" محور العديد منها لكونه الفائز الاول في عدد المقاعد. 

واضاف انه في اعقاب اعلان النتائج، التقى الوفد المفاوض لتحالف سائرون بممثلي العديد من الكتل السياسية. وأسفرت اللقاءات عن تفاهمات في شأن المبادئ التي ينبغي ان يعتمدها برنامج الحكومة القادمة. وكان بين اللقاءات تلك التي جرت مع تحالف الفتح (الممثل للحشد الشعبي بزعامة هادي العامري رئيس منظمة بدر ورجل ايران القوي في العراق) والتي اعقبها اعلان الاتفاق من قبل مقتدى الصدر هادي العامري الثلاثاء الماضي لتشكيل الكتلة الاكبر. 

وكانت مصادر في التيار المدني المتحالف مع الصدر قد اكدت امس وجود صدمة بين اوساط التيار بعد اعلان تحالف سائرون والفتح. واشارت الى ان هناك ضغوطا إيرانية على لكن هذا التحالف كان متسرعاً. يذكر ان عناصر التيار المدني ظلوا يشاركون التيار الصدري في تظاهرات الاحتجاج التي كانت تنظم ايام الجمعة على مدى السنوات الثلاث الاخيرة للمطالبة بالاصلاح ومكافحة الفساد ومعاقبة الفاسدين واسترجاع اموال الشعب التي سرقوها بحسب الشعارات التي كانوا يرفعونها وينادون بها.

سليماني ومجتبى خامنئي

يشار الى ان الاعلان عن تحالف الصدر مع ائتلاف الفتح بزعامة العامري الذي يضم فصائل الحشد الشعبي قد اثار استغراب الكثير من القوى السياسية خاصة مع التحلفظات التي طالما اكد عليها الصدر في اوقات سابقة حول ممارسات وسياسات الحشد المدعوم ايرانيا ووصفها بـ"ألوقحة".

وتقول مصادر عراقية ان ضغوطا وتهديدات ايرانية قد مورست على الصدر لاعلان تحالفه مع الحشد حيث يجري قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني صحبة مجتبى خامنئي نجل المرشد الاعلى الايراني مباحثات في بغداد للتقريب بين القوى الشيعية الفائزة في الانتخابات واحياء التحالف الشيعي من اجل تشكيل الكتلة البرلمانية الاكبر التي ترشح رئيس الحكومة العراقية الجديدة.

الخلاص من الطائفية والفساد

واوضح الحزب الشيوعي في بيانه انه فِي لقاءات سائرون ومفاوضاته كافة جرى تأكيد الثوابت التي تضمنها مشروعه للتغيير والإصلاح، التي تلبي رغبة الناس والناخبين، خصوصا من منحوا ثقتهم لتحالف سائرون، فغدا ذلك أمانة في عنق التحالف وهدفا يسعى الى تحقيقه. وقال انه فِي هذا السياق تم الانفتاح على القوى والكتل التي ابدت استعدادا للتفاهم والتوافق على الأسس المذكورة، الامر الذي وفر الارضيّة لتطور تلك اللقاءات الى تفاهمات، والى اتفاقات تستجيب للاستحقاق الدستوري الحاكم بشأن الكتلة الأكبر .. مبينا ان اساس موقفه من أي تحالف يعتمد على مدى التزامه بالمباديء المشار اليها اعلاه.

واعتبر ان الاعلان عن التحالف مع الفتح جاء ليسهم في منع تعريض البلد الى مخاطر جدية، تحرق الأخضر واليابس، وهو ما تحاول قوى مختلفة وبدوافع متباينة جره اليها. فالبعض لا يتورع عن اللجوء الى الأساليب والوسائل التي تضع الوطن على كف عفريت من دون اكتراث بالنتائج، في سعيه لمنع توفير الظروف المناسبة لانتقال سلمي سلس للسلطة، وللحيلولة دون تنفيذ المشروع الوطني الاصلاحي، ولتيسير الالتفاف على إرادة التغيير التي عبرت عنها جماهير واسعة. 

واوضح ان هذا التحالف المعلن يعبر عن قناعة مزيد من القوى الوطنية ببرنامج سائرون، وما يتضمن من التزامات شاملة في سائر الميادين، ومن توجه الى الخلاص من المحاصصة الطائفية والاثنية، ومكافحة الفساد، واقامة الدولة المدنية الديمقراطية التي تحقق العدالة الاجتماعية. 

وقال الحزب انه برغم اقراره بحقيقة ان أي تحالف سياسي لا ينفي بالضرورة الاختلافات في الفكر وفي بعض المواقف السياسية فأنه يؤكد كطرف في سائرون، سعيه من خلال هذا التحالف وبالتعاون والتنسيق مع بقية اطرافه، الى دفع كل القوى الوطنية التي تتفق مع الخطوط العامة لبرنامج سائرون، وتوجهات هذا التحالف العابر للطوائف، نحو العمل الموحد لتشكيل الكتلة الاكبر التي تأخذ على عاتقها، وفقا للالتزامات الدستورية، تشكيل الحكومة على اساس الكفاءة والنزاهة والوطنية. 

وشدد الحزب الشيوعي على ان موقفه هو موقف تحالف سائرون ذاته، الذي يمد اليد الى الائتلافات والتحالفات التي تقترب من مشروعه السياسي الوطني، وتتوافق معه في وضع المواطن والوطن في مركز الاهتمام، وتكريس جميع الجهود لخدمتهما.

وكان قد اعلن في مدينة النجف الثلاثاء عن تحالف اكبر فائزين في الانتخابات الاخيرة لتشكيل الكتلة البرلمانية الاكبر وذلك بالاتفاق بين سائرون بزعامة الصدر والفتح بزعامة العامري المدعوم بالحشد الشعبي حيث لهما 101 مقعدا برلمانيا بحسب نتائج الاقتراع العام.

وأعلن الصدر خلال مؤتمر صحافي مشترك مع العامري ان "تحالف الفتح مع سائرون في الفضاء الوطني يحافظ على التحالف الثلاثي بين سائرون والحكمة بزعامة عمار الحكيم والوطنية بزعامة اياد علاوي والذي اعلن عنه في 8 من الشهر الحالي ليضم 95 نائبا. واوضح الصدر انه تم "تشكيل تحالف بين سائرون و الفتح لتشكيل الكتلة الأكبر ".. ومن جانبه اكد العامري ابقاء الباب مفتوحاً امام الجهات الفائزة في الانتخابات البرلمانية للانضمام الى التحالف الجديد مع الصدر.

لكنه لم يعرف فيما اذا كان تحالف الصدر والعامري هذا سينضم الى التحالف الثلاثي او ان التحالفين سينتظران من ينضم اليهما كلا على حدة لجمع اكبر عدد من النواب الى احداهما لتشكيل الحكومة .