إيلاف من لندن: أصبح العراقيون الجمعة بين محتفل بعيد الفطر كما أعلن السنة ومراجع شيعية وشذ عنهم السيستاني الذي اعتبر السبت أول أيام العيد.. بينما أعلنت أمانة بغداد عن تهيئة العاصمة للمناسبة باجراءات أمنية وخدمية في وقت ينتظر العراقيون اجتماع قادتهم لبدء مرحلة تشكيل البرلمان والحكومة.

فعلى الجانب الشيعي أعلن المرجع الشيعي الأعلى في البلاد علي السيستاني أن اليوم الجمعة متمم لهلال شهر رمضان وغدا السبت أول أيام عيد الفطر.

وقال مكتبه في بيان رسمي إنه قد تمّ التحرّي عن هلال شهر شوال بعد غروب الشمس من الخميس 29 رمضان وبالرغم من كثرة عدد المستهلّين فانه لم تثبت على الوجه الشرعي رؤية الهلال بالعين المجردة في العراق والمناطق المجاورة له في تلك الليلة وإن كان المتوقع أن يرى في الليلة القادمة مرتفعاً وواضحاً جداً إلا انه لا دلالة في ذلك على كونه لليلتين.. وعليه فأن اليوم الجمعة يكون مكمّلاً لعدة شهر رمضان وسيكون غدا السبت هو يوم عيد الفطر.

وعلى العكس منه فقد أعلنت ستة مراجع شيعية في النجف أن اليوم هو أول أيام عيد الفطر.. وهم آيات الله محمد سعيد الحكيم وفاضل المالكي وقاسم الطائي وفاضل البديري و كمال الحيدري وجواد الخالصي اضافة إلى مقتدى الصدر ان الجمعة هو أول أيام عيد الفطر.

أما بالنسبة لسنة العراق فقد أعلن المجمع الفقهي وديوان الوقف السني ودار الافتاء ان اليوم الجمعة هو أول أيام عيد الفطر.. وأكد مفتي جمهورية العراق مهدي الصميدعي ثبوث رؤية هلال شهر شوال مساء الخميس ليكون الجمعة أول ايّام العيد.. داعيا الله تيسير الطريق للشعب العراقي ويحفظ وطنه من كل مكروه.. مشيدا بصمود وشجاعة القوات الأمنية وأبناء الحشد في المحافظة على الأمن والاستقرار. 

وفي اقليم كردستان العراق الشمالي فقد أعلنت وزارة الأوقاف ان اليوم الجمعة أول أيام العيد 

وقال رئيس اتحاد علماء المسلمين في الاقليم عبد الله ويسي في بيان "بعد تواصلنا مع اللجان الفرعية في محافظات كردستان فقد تمت رؤية الهلال من قبل اللجنة الفرعية في وزارة الأوقاف في السليمانية.

يشار إلى أنّ كل من السعودية والإمارات ومصر والبحرين ولبنان وتركيا وايران والوقف السني في العراق أعلنوا أن الجمعة هو أول أيام عيد الفطر.. كما أعلنت سلطنة عمان والكويت أيضا أن يوم الجمعة هو أول أيام العيد الفطر وكانت سبقتهم في ذلك ماليزيا واندونيسيا وبروناي وسنغافورة.

لا إغلاق للشوارع.. والمتنزهات مجانًا

وبهذه المناسبة فقد أعلنت مديرية المرور العراقية العامة أن أيام عيد الفطر لن تشهد أي إغلاق للشوارع كما حصل في السنوات السابقة.

وأكد العميد عمار وليد ضابط اعلام شرطة المرور انه لن يكون هناك اي قطع في الطرقات التي تقطع سنويا.. مستدركا بالقول ولكن هناك بعض الضرورات التي قد تفرض نفسها على الارض مثل الزخم الشديد الذي يحدث في بعض مناطق العاصمة مما يرغم على بعض القطوعات من اجل تنظيم حركة السير والمرور كما يحدث في أيام العطل والمناسبات.

ومن جانبها قررت أمانة العاصمة افتتاح جميع المرافق السياحية والترفيهية والمتنزهات للمواطنين مجاناً خلال أيام العيد مؤكدة اعداد خطة أمنية لتأمين هذه الأماكن. وقالت الامانة في بيان ان "امينة بغداد ذكرى علوش وجهت بتهيئة جميع المرافق السياحية والترفيهية والمتنزهات وتجهيزها بالألعاب لافتتاحها للمواطنين مجاناً أيام عيد الفطر اضافة إلى تهيئة متنزه ابو نؤاس على نهر دجلة وسط بغداد لافتتاحه امام الأسر البغدادية خلال أيام العيد وبحلة جديدة بعد نصب مجموعة من ألعاب الاطفال وأماكن الجلوس والاهتمام بالمسطحات الخضر والمزروعات إلى جانب اعادة افتتاح مرائب لوقوف السيارات.

كما هيأت أيضاً المتحف البغدادي لإستقبال الزائرين والذي يضم عدداً كبيراً من المشاهد والحرف والمهن البغدادية القديمة التي إندثر منها الكثير بسبب التطور التكنولوجي ودخول كثير من التقانات الحــديثة إلى الحياة العامة.. وتم اعداد خطة أمنية من قبل مديرية الحراسات والأمن بالتنسيق مع قيادة عمليات بغداد لتأمين هذه الأماكن للزائرين والقيام بتنظيف الشوارع وغسلها وخاصة المحيطة بالمراقد المقدسة والجوامع وتهيئتها لأداء صلاة العيد.

 وكان مجلس الوزراء العراقي قد قرر الثلاثاء الماضي تعطيل الدوام الرسمي لمناسبة حلول عيد الفطر وحدد أيام الاحد والاثنين والثلاثاء ضمن أيام عطلة العيد لتنضم إلى الجمعة والسبت وهما يومي العطلة الاسبوعية.. كما قرر استئناف الدوام الرسمي يوم الأربعاء المقبل الموافق 20 من الشهر الحالي.

 مجلس الأمن يمدد ليونامي وبغداد بانتظار اجتماع قادتها

ويحل العيد على العراق اليوم مع تطورين مهمين الأول تمديد مجلس الأمن الدولي مساء امس لولاية بعثة الامم في العراق عاما آخر.. وترحيب القوى السياسية بدعوة العبادي لعقد اجتماع بعد العيد مباشرة لبحث ترتيبات الاسراع بتشكيل البرلمان والحكومة.

فقد اتخذ مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارا بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى العراق "يونامي" عاما اخر حتى 31 أيار مايو عام 2019. وجاء القرار الذي صاغته الولايات المتحدة الأميركية قبل انتهاء الولاية الحالية ليونامي بأكثر من شهر حيث كان مقررا أن تنتهي في 31 يوليو المقبل بسبب رغبة واشنطن بتبني مبكر للولاية تحسبا لاحتمال حدوث تصاعد في التوترات السياسية التي نجمت عقب الانتخابات البرلمانية العراقي التي جرت في 12 من الشهر الماضي. 

وطلب القرار من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن "يقدم تقريرا كل 3 شهور إلى أعضاء المجلس بخصوص مدى التقدم الذي تم إحرازه صوب الوفاء بجميع المهام المنوطة بالبعثة".

وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" التي يجدد مجلس الأمن ولايتها في تموز يوليو من كل عام هي بعثة سياسية أسست بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1500 لعام 2003 وتضطلع بتقديم المشورة والمساعدة إلى حكومة وشعب العراق في دفع الحوار السياسي الشامل والمصالحة الوطنية والمساعدة في العملية الانتخابية وفي التخطيط للتعداد الوطني، وتسهيل الحوار الإقليمي بين العراق وجيرانه وتعزيز حماية حقوق الإنسان، والإصلاح القضائي والقانوني.

ومن جهة أخرى فقد أعلنت العديد من القوى السياسية العراقية اليوم دعمها وتأييدها لدعوة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي امس الخميس لها لعقد لقاء عالي المستوى بعد عطلة عيد الفطر لتسريع عملية تشكيل البرلمان والحكومة الجديدن.

وقال العبادي في كلمة إلى الشعب العراقي "على الرغم مما شاب الانتخابات من خروقات ومخالفات فإن اتباع الطرق القانونية والاحتكام للقانون والدستور هو السبيل الوحيد لحل هذه المشاكل والمضي نحو استحقاق تشكيل مجلس نواب جديد والحكومة التي تنبثق عنه". ودعا "إلى عقد لقاءات مسؤولة للاتفاق على البرنامج المقبل لإدارة الدولة بجميع مؤسساتها وسلطاتها وعلى ضوء الدستور والقانون".

وطالب العبادي القوى السياسية بعقد لقاءات مسؤولة للاتفاق على البرنامج المقبل لادارة الدولة بجميع مؤسساتها وسلطاتها وعلى ضوء الدستور والقانون وان يكون البرنامج المنشود ملبيا لطموحات مواطنينا في العيش الكريم وحماية الدولة والمجتمع ووضع اسس قوية ودائمة للتعايش السلمي وللسلم الاهلي وتستهدف محاربة الفساد والقضاء عليه والتخلص من المحاصصة الفئوية الضيقة.