بيروت: استبدل محرك البحث غوغل رمزه الأحد بصورة الفنان العربي محمد إيسياخم، في الذكرى الـ 90 لميلاده، لكن من هو هذا الرجل الذي قامت الشركة العالمية بتخليد ذكراه؟، في حين انها لا تلجأ لتغيير علامتها ان لم تكن المناسبة مهمة وعالمية.

يعد محمد إيسياخم أحد اعمدة الفن التشكيلي ومؤسسه في الجزائر، ولد في قرية جناد بمنطقة القبائل في مثل هذا اليوم من عام 1928، وتوفي في الأول من ديسمبر 1985 بعد صراع مع مرض السرطان، ليترك ارثا ضخما من أعماله التي لخصت مسيرته الفنية الكبيرة.

مسيرته
بدأت مسيرته خلال فترة الاحتلال الفرنسي، بعد تعرضه لحادث مأساوي أدى لمقتل شقيقته وبتر ذراعه، إلا انه ترك اثرا كبيرا انعكس في اعماله.

وتعلم الرسم في سن مبكرة على يد أستاذه "محمد راسم"، وكانت اول انجازاته حين اتيح له فرصة لعرض لوحاته في باريس عام 1951 بقاعة "أندريه موريس"، ليلتحق بعدها إلى طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة في العاصمة الفرنسية.

بالإضافة إلى الرسم، امتهن إيسياخم أيضا الصحافة ولجأ إلى الكتابة، وألف كتاب بعنوان "35 سنة في جهنم رسام" عرض فيه تجربته الفنية والإنسانية. 

وأصبح أستاذا في المدرسة الوطنية للفنون الجميلة بالجزائر وعضوا مؤسسا للاتحاد الوطني للفنون التشكيلية في عام 1963. 

معارضه
وأقام الفنان الجزائري عدداً من المعارض في العديد من عواصم، وحصد الكثير من الجوائز والميداليات التقديرية، لعل أهمها جائزة الأسد الذهبي في روما عام 1980.

النقاد
رأى العديد من النقاد أن اعمال إيسياخم"، مرآة تعكس تجربته المريرة مع القهر والدمار، وتترجم طموح الجزائري للتحرر من الاستعمار، وتشير إلى يتمه وعزلته، معتقدين أنه استمد جماليته من الرعب، وتغنى بالموت.

وفي احد حواراته مع إحدى المجلات، قال الفنان الجزائري: "الرسم يؤلمني"، إنني "أتعذب فيما أرسم".

وأشار إلى أن "الرسم أكبر صدمة في حياتي، قد تكون أفظع من الصدمة التي أدت إلى بتر ذراعي"، وهو ما يؤكد صحة تحليل النقاد.