إيلاف من دبي: أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية، أنور قرقاش، ان سيطرة جماعة الحوثي على مدينة الحديدة تعيق سير العملية السياسية في اليمن، ولفت إلى أن تحرير المدينة من قبضتهم سيأتي بهم إلى طاولة المفاوضات، مشددا على التزام بلاده بتسوية سياسية بناء على حوار وطني يمني برعاية أممية.

كشف وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية، أنور قرقاش، في سلسلة تغريدات على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن الأمور في اليمن الآن تمر بنقطة تحول، وطالما أن الحوثيين يسيطرون على الحديدة، فإنهم سيواصلون إعاقة سير العملية السياسية، وأن ثمة اعتقاد راسخ لديه مفاده أن تحرير الحديدة سيجبر الحوثيين على العودة إلى طاولة المفاوضات.

محمد بن زايد
من جهة أخرى قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية إن تضحيات ومواقف شهداء الإمارات تجاه وطنهم وأهلهم وأمتهم تجسد أصالة أبناء الإمارات وقيمهم النبيلة التي توارثوها عن آبائهم وأجدادهم والمتأصلة بالعطاء والولاء والانتماء لهذه الأرض الطيبة.


ضبط النفس

بدوره أوضح الوزير قرقاش أن قوات التحالف العربي أظهرت قدراً غير عادي من ضبط النفس أثناء قيامها بعمليتها الحالية، قائلا "انتهيت من إطلاع أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدينا في أبوظبي على تفاصيل العملية التي تشنّها قوات التحالف العربي حالياً لتحرير ميناء الحديدة من سيطرة الحوثيين.. لقد انطلقت هذه العملية وفقا للمعايير الدولية بهدف مساعدة المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، في مهمته الصعبة الرامية إلى إقناع الحوثيين بالانسحاب غير المشروط من الحديدة".

نقطة تحول

وتابع قرقاش في تغريداته "نمر الآن بنقطة تحول، ذلك أنه طالما ظل الحوثيون مسيطرين على الحديدة، فسيواصلون إعاقة سير العملية السياسية.. ثمة اعتقاد راسخ لدينا مفاده أن تحرير الحديدة سيجبر الحوثيين على العودة إلى طاولة المفاوضات". 

ولفت إلى أن "شعب الحديدة لا يرغب بأن يحكمه متطرفون دينيون مدعومون من إيران، بل يريد أن يعيش حرا.. لقد عقد شعب الحديدة وقوات التحالف العزم على تحرير المدينة، لأن ذلك سيقصر أمد الحرب.. أظهرت قوات التحالف قدراً غير عادي من ضبط النفس في خوضها للعملية، وسنواصل التركيز على هدفينا الرئيسيين، وهما: حماية تدفق المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين".


عرقلة الحل السياسي

وأضاف "تؤكد دولة الإمارات العربية المتحدة أن سيطرة الحوثيين على الحديدة تعرقل أي مساعي لإيجاد حل سياسي في اليمن"، مشددا على ضرورة "اتخاذ إجراءات استثنائية لضمان عدم تأثر المدنيين عند التعامل مع العدو".

وأوضح ان "قوات التحالف العربي قد عمدت لاتباع نهج مدروس ومسؤول لحماية المدنيين وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، وأن هذه العملية هدفت إلى مساعدة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتين غريفيث في مهمته الصعبة لإقناع الحوثيين بالانسحاب غير المشروط من الحديدة، وتسهيل عملية تسليمها للحكومية الشرعية اليمنية، مشيرا الى أن العمليات العسكرية والإنسانية تأتي بعد ثلاثة أعوام من الجمود لم يتمكن خلالها المبعوث الأممي السابق ــ مع الأسف ــ من إعادة الحوثيين إلى طاولة المفاوضات".

وتابع الوزير قرقاش "نعتقد أن الحديدة ستمثل تحولاً مهماً، إذ لطالما سيطر الحوثيون على الحديدة، سيواصلون عرقلة أي عملية سياسية ويتم اتخاذ إجراءات استثنائية لضمان عدم تأثر المدنيين عند التعامل مع العدو، الذي ينشر القناصة داخل الأحياء والقرى، كما يستخدم الألغام بصورة عشوائية في إطار حملته العنيفة للتمسك بالسلطة".

ميناء الحديدة

وأشار إلى أن "ميناء الحديدة يواصل العمل بشكل طبيعي، حيث تفرغ عدد من السفن حالياً شحناتها من البضائع والإمدادات في الميناء، وفي غضون ذلك تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة بعناية فائقة على زيادة كبيرة في الاستجابة الإنسانية لأي تأثير محتمل في السكان.

وأكد على أنه الوقت الحالي، هناك عشر سفن محملة بالأغذية والمواد الطبية قريبة أو في طريقها للحديدة، كما أن هناك عددا من القوافل تتجه شمالا من عدن عن طريق البر لتعزيز الإمدادات"، لافتا الى إبقاء الطريق من الحديدة إلى صنعاء مفتوحاً لاستخدامه ممراً للإخلاء الآمن للميليشيا الحوثية.

قوة الاحتلال

 وأضاف قرقاش "سكان محافظة الحديدة المدنيين يريدون أن يتحرروا، إذ إنهم ينظرون إلى الحوثيين كقوة احتلال، كما أنهم لا يريدون أن يحكمهم متطرفون مدعومون من إيران، بل يريدون أن يكونوا أحراراً، مؤكداً أن سكان الحديدة وقوات التحالف العربي مصممون على تحرير المحافظة، لأن ذلك من شأنه تقصير أمد الحرب".

مواجهة نفوذ طهران

وتناول وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية أبرز المصالح الأمنية الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة والمجتمع الدولي في اليمن، التي تتضمن مواجهة النفوذ الإيراني في منطقة الخليج العربي، وإنهاء التهديدات غير المقبولة التي تشكّلها الصواريخ البالستية التي تزود إيران بها الحوثيين، ودحر تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، وحماية خطوط الملاحة الدولية.

وأكد التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالتسوية السياسية بناء على مخرجات الحوار الوطني اليمني برعاية الأمم المتحدة، ووفقا للقرارات الدولية ذات الصلة التي تدعمها دولة الإمارات، مشددا على أن بلاده ليس لها مصلحة في التدخل بمخرجات العملية السياسية التي يجب أن يحددها اليمنيون.


أصالة أبناء الإمارات

من جانبه أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية أن "تضحيات ومواقف شهدائنا تجاه وطنهم وأهلهم وأمتهم تجسد أصالة أبناء الإمارات وقيمهم النبيلة التي توارثوها عن آبائهم وأجدادهم والمتأصلة بالعطاء والولاء والانتماء لهذه الأرض الطيبة".

ولفت إلى أن "تضحياتهم تزيدنا عزما وقوة وإصرارا على المضي في طريق العز والنصر، وستظل وقفة الإمارات بتضحيات أبنائها منعطفا تاريخيا تتناقله الأجيال وتستلهم منه معاني الوفاء والشجاعة والإقدام".

إعادة الأمل

وأضاف خلال تقديمه واجب العزاء إلى ذوي وأسر الجنود الإماراتيين الأربعة الذين قتلوا مؤخرا أثناء مشاركتهم في عملية "إعادة الأمل" ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن، "نعبر عن فخر واعتزاز دولة الإمارات العربية المتحدة، قيادةً وشعباً، بأبنائها الشهداء الأبرار، الذين قدّموا صورا عظيمة للتضحية والفداء والبذل".

ووجه "تحية إجلال وإكبار إلى مواقفهم البطولية المشرفة في ميادين العز والكرامة.. وأُحيي أسر ذوي شهداء وجنود الإمارات الذين يقفون في جبهة الوطن الداخلية صفاً واحداً، يمدون أبناءهم بالعزيمة والإصرار والصمود، ويعلون في نفوسهم قيم التضحية لأجل الوطن".