أعلنت قيادة الحشد الشعبي العراقي عن مقتل 22 من عناصر قواتها على الحدود مع سوريا جراء قصف أميركي متهمة الجانب الأميركي بدعم ما وصفته بالعدو لفتح ثغرة للدخول إلى الاراضي العراقية فيما تم الكشف عن انتماء القتلى إلى ثلاثة فصائل في الحشد.

إيلاف من لندن: أشارت هيئة الحشد الشعبي الذي يضم الاف من المتوعين لقتال تنظيم داعش إلى تعرض مقر تابع لها يقع على الشريط الحدودي مع سوريا لقصف أميركي.

وقالت الهيئة في بيان صحافي الاثنين تابعته "إيلاف" "في الساعة 22 من مساء يوم أمس الأحد قامت طائرة أميركية بضرب مقر ثابت لقطعات الحشد الشعبي من لوائي 45 و 46 المدافعة عن الشريط الحدودي مع سوريا بصاروخين مسيرين مما ادى إلى استشهاد 22 مقاتلا واصابة 12 بجروح" .. وطالبت الجانب الأميركي بـ"إصدار توضيح بشأن ذلك خصوصا أن مثل تلك الضربات تكررت طيلة سنوات المواجهة مع الإرهاب" بحسب قولها.

واوضحت أن قوات الحشد الشعبي موجودة على الشريط الحدودي منذ انتهاء عمليات تحرير الحدود ولغاية الان بعلم العمليات المشتركة العراقية لكنه وبسبب طبيعة المنطقة الجغرافية كون الحدود أرضاً جرداء فضلا عن الضرورة العسكرية فان القوات العراقية تتخذ مقرا لها شمال منطقة البو كمال السورية والتي تبعد عن الحدود 700 مترا فقط كونها أرضاً حاكمة تحتوي على بنى تحتية وقريبة من حائط الصد حيث يتواجد الإرهاب الذي يحاول قدر الإمكان عمل ثغرة للدخول للأراضي العراقية وهذا التواجد بعلم الحكومة السورية والعمليات المشتركة العراقية".

واضافت ان المجاميع الإرهابية المتواجدة هناك في أشارة إلى تنظيم داعش تحاول إحداث ثغرة للدخول إلى الأراضي العراقية لكن قوات الحشد حالت دون ذلك "فأستبسل الأبطال حتى عجز العدو".. واكدت ان "مثل هذه الضربات جاءت كمحاولة لتمكين العدو من السيطرة على الحدود بعد أن قدمت القوات العسكرية من جيش وقوات حدود وحشد التضحيات لتحرير هذه المناطق وتطهير الحدود".

واضافت هيئة الحشد الشعبي إلى أنّها شكلت لجنة فور حصول الحادث للذهاب إلى قضاء القائم غربي الأنبار وسترفع اللجنة النتائج إلى القائد العام للقوات المسلحة".. مشددة بالقول على ان "السيادة العراقية خط أحمر وسلامة الأرض ومنع تسلل الإرهابيين إلى الداخل مهمتنا مع باقي صنوف القوات العسكرية ونحن ملتزمين بقرارات القيادة وبالوجبات المناطة بنا وان دماء العراقيين المدافعين عن الأرض والعرض لن تذهب سدى".

قتلى الحشد ينتمون إلى ثلاثة فصائل مسلحة

ومن جانبه ائتلاف دولة القانون بزعامة نائب الرئيس العراقي نوري المالكي قوات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش بقصف الحشد وقالت النائبة عن الائتلاف فردوس العوادي في بيان إن "التحالف المشؤوم يثبت يوما بعد يوم بما لا يقبل الشك أنه يعمل ضد العراق والمخلصين من أبنائه بالاستهداف والقتل تارة وبتمكين الإرهاب بأنواعه ومساعدته عليهم تارة أخرى".

وأوضحت أن "التحالف الذي تقوده أميركا واستمرارا لجرائمه المتكررة ضد المقاومة قد ارتكب ليلة أمس الاثنين جريمة نكراء لا يمكن أن تغتفر بقيامه في الحدود السورية العراقية بقصف أبنائنا من المقاومة الإسلامية والحشد الشعبي ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى من كتائب حزب الله العراق والعصائب والنجباء".

ودعت الحكومة العراقية إلى أن "تقف موقفا حاسما من هذه الإساءات المتكررة وأن تفهم هذا التحالف الغادر أن أي اعتداء على الحشد هو اعتداء على العراق، ما يتطلب موقفا حازما ليس أقل من طرد هذه القوات التي تعمل وفق أجندة تستهدف المقاومة في المنطقة".

وكانت الحكومة السورية قد أعلنت في وقت سابق اليوم أن قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة شنت غارة جوية على موقع عسكري في البوكمال مما أسفر عن مقتل عدد من المقاتلين السوريين فيما تحدث ناشطون لاحقا عن سقوط أكثر من 50 قتيلا.
لكن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" نفت تورطها في الهجوم على الرغم من الاتهامات الموجهة إليها من قبل دمشق والحشد الشعبي.

مرصد: 52 قتيلا بينهم 30 عراقيا

وعلى ذات الصعيد أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى ارتفاع حصيلة القتلى من 38 إلى 52 مقاتلا مواليا للنظام بينهم 30 مقاتلا عراقيا و16 مقاتلا سوريا ضمنهم جنود ومسلحون موالون له جراء الضربة التي قال إنها استهدفت رتلا عسكريا خلال توقفه عند نقطة لقوات النظام وحلفائها في بلدة الهري في محافظة دير الزور الشرقية.

 وأشار إلى أن الضربة تّعد واحدة من "الأكثر دموية" ضد المسلحين الموالين للنظام السوري.

 وقال قيادي في التحالف العسكري الذي يدعم الرئيس بشار الأسد إن "طائرات مسيرة مجهولة يرجح أنها أميركية قصفت نقاطا للفصائل العراقية" بين البوكمال والتنف بالإضافة إلى مواقع عسكرية سورية.
واوضح الميجر جوش جاك وهو متحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية بأنه "لم ينفذ أي فرد في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضربات قرب البوكمال".

ويدعم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من مقاتلين عرب وأكراد يحاربون تنظيم الدولة شمال شرقي البوكمال.

على الضفة الشرقية لنهر الفرات، يدعم التحالف الدولي قوات سوريا الديمقراطية (فصائل كردية وعربية) في معاركها ضد التنظيم المتطرف في جيب لا يزال يسيطر عليه شرق الفرات على الجهة المقابلة من مدينة البوكمال.