يعتبر ستيفان ميلر، متشار الرئيس ترمب، المهندس الأبرز لسياسة فصل الأطفال عن ذويهم على الحدود الأميركية المكسيكية، إذ يعبر الرجل باستمرار عن مواقف متشددة ضدّ الهجرة والمهاجرين.

إيلاف من نيويورك: تصاعدت وتيرة الانتقادات ضد إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب على خلفية فصل الأطفال عن ذويهم على الحدود الأميركية المكسيكية.

وظهرت موجة استنكار واسعة من قبل أعضاء مجلس الشيوخ ونواب ينتمون الى الحزب الديمقراطي، وكذلك شخصيات جمهورية، وكان لافتا موقف بيل اوريلي، الإعلامي الشهير المؤيد لترمب والذي انتقد علنا هذه السياسة، علما بأن السيدة الاميركية الاولى، ميلانيا ترمب نددت بعملية الفصل كذلك.

بات واضحا ان مهندس عملية الفصل على الحدود، هو احد ابرز مستشاري البيت الأبيض، ستيفان ميلر الذي قال صراحة: "إن الحكومة الأميركية لديها التزام رسمي مقدس وغير قابل للانتهاك من اجل فرض قوانين الولايات المتحدة لوقف الهجرة غير الشرعية وتأمين وحماية الحدود".

وفي رده على سؤال حول إمكانية تأثر صور الأطفال الذين يتم فصلهم عن ذويهم على قرار الرئيس وبالتالي دفعه الى التراجع عن هذه السياسة، اكد أنه "لا يمكن التهرب من تأدية هذه المهمة".

أهداف ميلر

يريد ميلر من وراء هذه الخطوة الضغط على الكونغرس الأميركي، لتمرير مشروع قانون للهجرة يلائم تطلعاته، ويساهم أيضا في الموافقة على صرف أموال للبدء بتشييد الجدار الحدودي مع المكسيك.

الثنائي المعادي للهجرة

ويلعب ميلر دورا كبيرا الى جانب وزير العدل، جيف سيشنز، في تطبيق سياسات متشددة حيال مكافحة الهجرة على الحدود المشتركة مع المكسيك.

وجدير بالذكر ان مستشار ترمب الحالي (ميلر) عمل لفترة طويلة الى جانب سيشنز عندما كان يمثل ولاية الاباما في مجلس الشيوخ، والتقى الرجلان على مبدأ العداء في الظاهر للهجرة غير الشرعية، والشرعية في الباطن، فوزير العدل الحالي يعتقد بان المهاجرين يشكلون تهديدًا مباشرًا للبلاد عن طريق الحد من الأجور والتنافس على فرص العمل، وعلى الرعاية الاجتماعية، وأيضا بسبب ارتكابهم للجرائم، كما يتأثر بأفكار بروفيسور الاقتصاد جورج بورغاس الذي يعتبر ان المهاجرين يؤثرون بشكل سلبي على الاقتصاد.

عائلته مهاجرة

وعلى الرغم من كون ستيفان ميلر احد اكثر المتشددين ضد الهجرة في الإدارة الأميركية الحالية ووقوفه خلف انتهاج سياسة "عدم التسامح" لتبرير فصل الأبناء عن الأباء والامهات، إلا ان عائلة والدته هاجرت الى الولايات المتحدة في القرن العشرين بعدما هرب افراده من الإضطهاد في أوروبا.

وفي الوقت الذي يؤيد ميلر هجرة الافراد الذين بإمكانهم التحدث باللغة الإنكليزية فقط، والذوبان في المجتمع الاميركي، تحدثت جدته باللغة اليديشية عندما وصلت الى الولايات المتحدة وفق مجلة "فانيتي فير".

وهذه ليست المرة الأولى التي يخطف فيها مولر الأنظار، فالرجل يقف أيضا خلف خطاب ترمب الشهير خلال الحملة الانتخابية، والتي تعهد خلاله بحظر دخول المسلمين الى البلاد بحال فوزه، كما يعد من ابرز المستشارين الذين صاغوا قرار الحظر الذي اعلنه ترمب وشمل مواطني عدة دول عربية واسلامية بعد تنصيبه رسميا كرئيس للبلاد.