الرباط: تفاعلا مع ندوة حول الحريات الفردية تعتزم مجموعة الديمقراطية والحريات تنظيمها بمدينة الدار البيضاء، قال محمد أوجار، وزير العدل المغربي، إن الحديث عن الحريات لا يجب أن يكون مطية لإشعال الفتنة الطائفية في البلاد، خاصة أن المغرب صنع على مدى 12 قرنا نموذجا للتدين والإسلام القائم على الوسطية والاعتدال و وحدة العقيدة والمذهب.

وأضاف أثناء استضافته في برنامج "ضيف الأولى" الذي تبثه القناة المغربية الأولى مساء الثلاثاء "نحن نتمسك بوحدة المذهب ومرتاحون لتمسك المغاربة بعقائدهم، علما أن المغرب قد مكن غير المسلمين من يهود ومسيحيين من ممارسة شعائرهم بأريحية في الكنائس والأماكن المخصصة للعبادة".

وقال "هناك بعض الدعوات يجب أن تحرص على دعم التماسك في البلاد وألا تفتعل قضايا تدعو للتفرقة، تم الاتصال بي من أجل هذه الندوة واقترحت استضافة علماء أفاضل، فلا يمكنني أن أشارك في محفل يشير لوجود طوائف لا وجود لها في المغرب".

وحول حملة المقاطعة التي ينخرط فيها مواطنون مغاربة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، اعتبر أوجار أنها تعبير عن هوية المجتمع المغربي، و شكل متجدد يخالف طريقة الاحتجاج في الشارع عبر النقابات والأحزاب والجمعيات.

وذكر أنها تعبير عن تراجع دور الأحزاب و الجمعيات والنقابات و آليات الوساطة التقليدية التي أصبحت تعرف نوعا من الكسل والترهل، مما يفرض على الحكومة مسؤولية التعامل معها بشكل إيجابي يؤهلها لبلورة الحلول على مستوى التحديات المطروحة.

وأضاف المسؤول الحكومي"فوجئنا بهذا الشكل الجديد من الاحتجاج وكان هناك ارتباك على مستوى التواصل لدى الحكومة، لذا، فحذار من أن يتم تسييس هذا الاحتجاج الحضاري و استخدامه بشكل سيء من طرف جهات خارجية".

وبخصوص انتقاد نشطاء لما يصفونه ب"زواج السلطة والمال" في إشارة لدخول رجال أعمال مغاربة للميدان السياسي، من ضمنهم عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، قال أوجار، عضو المكتب السياسي للحزب، إن أخنوش لم يكن راغبا في رئاسة الحزب لكن إلحاح أعضائه جعله يقبل الفكرة.

وأفاد أن ولوج أخنوش للسياسة جعله محط استهداف، بحيث كان الكل يشيد به حينما كان رجل أعمال، لتتغير الأمور لاحقا.

وتابع قائلا "لا يمكن اختصار الحزب في أخنوش، بل هو هياكل و مؤسسات و قيادات تاريخية، فنحن تاريخيا حزب الأطر والمعقول، واكبنا كل مشاريع الإصلاحات الكبرى".

وحول الإصلاحات التي يستوجب القيام بها، قال الوزير إن المجتمع مكبل بالمشاكل، أبرزها بطالة الشباب، فضلا عن وجود تضخم في الخطاب حول الإصلاح دون القيام بمباشرته.

وقال أوجار"لا يمكن أن ينجح أي إصلاح في المغرب من دون تكريم الموظف وإعادة الاعتبار لوضعه، فالأساسي هو العنصر البشري الذي أغفلناه".