بيروت: قررت بلدة لبنانية هذا الصيف، تعيين شرطيات لتولي عملية تنظيم السير في المنطقة، لكن القرار كان مرفق بتحديد لباس الفتيات، حيث يفترض أن يلبسن الـ"شورت" خلال أداء مهمتهن، الأمر الذي أثار جدلا بين اللبنانيين.

وأثار قرار بلدية برمانا في المتن اللبناني بتعيين شرطيات يلبسن الشورت موجة كبيرة من الانتقادات والتأييد في آن معًا بين اللبنانيين.

إذ قرّرت بلدية برمانا تعيين شرطيات في هذا الصيف لتنظيم السير والقيام بسائر مهام الشرطة في البلدة، لكن ما أثار الجدل هو لباسهن، حيث ارتدين شورتًا، ما جعل البعض ينظر إلى الأمر من زاوية مختلفة.

لبنان متزمت!
ويعتبر رئيس بلدية برمانا بيار الأشقر في حديث لـ "إيلاف"، أن لباس "الشورت" يبقى عاديًا، إلا إذا اعتبرنا لبنان متزمتاً.

وبحسب الأشقر يبقى لبنان وخصوصًا بلدة برمانا منطقة منفتحة وسياحية بالدرجة الأولى، ونحن نقلد الغرب في كل شيء، فلماذا لا نتبعهم بلباس الشرطيات.

ويضيف الأشقر أن قانون البلديات يشير إلى أنه في حال تم اتخاذ قرار في أي بلدية، فلا يمكن أن يزيله سوى قانون آخر من مجلس شورى الدولة.

لسن قاصرات
ولدى سؤاله عن الفتيات إن كن قاصرات؟ يجيب الأشقر بأنهن لسن قاصرات، ويعملن ليلاً عندما تزدحم المطاعم والمقاهي في برمانا.
ويشير الأشقر إلى اننا في بلد سياحي وعلى البحر المتوسط، ومعظم الفتيات في لبنان يرتدين "الشورت"، فلماذا نستغرب اذا ارتدته شرطية ".

صدمة إيجابية
أما عن سبب اتخاذ بلدية برمانا قرارها بهذا المضوع فيقول الأشقر: "أخذنا القرار من أجل إحداث صدمة إيجابية وجذب الناس الى بلدة سياحية بامتياز هي برمانا، وكذلك إرسال رسالة وصورة جميلة عن لبنان المنفتح والجاذب للسياح والسهر وحب الحياة وليس بلد الموت".

تسليع المراة
وعن نظرية تسليع المرأة بارتدائها الشورت خلال عملها كشرطية للبلدية، فيرفض الأشقر كل الاتهامات التي وصلت إلى البلدية بتسليع المرأة وتوظيف قاصرات وغيرها، مشيرًا إلى أن برمانا هي دائمًا تحت القانون كما أن الفتيات لسن قاصرات، وقد تدربن بطريقة صحيحة للأداء ما طلب منهن من مهام كشرطيات، كما أن وجود الشرطيات معتمد في العديد من بلديات لبنان والعالم، والوقوف فقط عند اللباس يبقى أمرًا سخيفًا ولا يستحق الرد.

ردود فعل الناس
تؤكد منيرة خوري أنها ليست ضد ارتداء "الشورت" للفتيات بوجه عام، فالصبايا يبقين أحرارًا في ارتداء الشورت إذا أردن، "لكني ضد ارتداء الشرطيات في برمانا للشورت، لأسباب عدة ومنها أن المرأة ليست سلعة لجذب السياح المحليين والأجانب والعرب وإثارتهم والقيام بدعاية، والمفروض عدم التفرقة بين الفتيات والرجال، وان يتم إلباس الشباب الشرطيين أيضًا الشورت.
وتضيف "لماذا نستثني الرجال؟، هذا يبقى تمييزًا ضد النساء وتسليعا لهن بالدرجة الأولى".

وتشير خوري إلى أن الغرض من إلباس الشرطيات الشورت يبقى لجذب الشباب إلى تلك المنطقة، وكان الأجدى القيام بجذبهم من خلال مستوى التقديمات للمنطقة وتحسين الطرق بدل تسليع المرأة في هذا المجال.

الغاية لا تبرر الوسيلة
تعتبر جانيت أبو فاضل أن الغاية لا تبرر الوسيلة، بمعنى إذا أردنا أن نجذب سياحًا أكثر فهذا لا يعني أن نعمد إلى إلباس الشرطيات الشورت.

ونبقى بلدًا لا يمكن أن نخرج فيه من إطارنا المحافظ، وإذا تشبهنا بالغرب فهذا لا يعني أن تكون المرأة سلعة.

من جهته لا يرى ميشال كنعان أي ضرر في أن تلبس الشرطيات الشورت فهن بالنهاية يؤدين مهام جذب السياح أكثر إلى منطقة برمانا، والمهم برأيه هو ما تقوم به الشرطيات من تنظيم السير في بلدية برمانا.

بدوره يرى رياض أنطونيوس أن معظم فتيات لبنان يلبسن الشورت فلماذا نستغرب اليوم الأمر بالنسبة للشرطيات في برمانا؟.