أمستردام: في خطوة مفاجئة أمر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بتجميد عمل سرايا السلام في الجنوب.

ولم يوضح بيان الصدر الذي أورد الخبر واطلعت عليه "إيلاف" سبب هذا الاجراء، لكن متابعون عراقيون قالوا لـ "إيلاف" إن خطوة الصدر تأتي تمهيداً لتجميد كامل سرايا السلام (الجناح العسكري للتيار الصدري) الذي جاء بضغط من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي المتحالف، مؤخراً، مع كتلة سائرون المدعومة من الصدر، تمهيداً لحل باقي "الميليشيات" المسلحة التي تمتلك خزيناً هائلاً من السلاح والعتاد.

وقال المتابعون لـ "إيلاف" إن جنوب العراق، وخاصة محافظة البصرة، يحوي أكبر خزين من السلاح وهو بيد "الحشد الشعبي" وأكبره لدى "سرايا السلام".

وكان مخزن عتاد انفجر في مدينة الصدر شرق بغداد مطلع الشهر الجاري في حسينية تابعة للتيار الصدري تسبب بقتلى وخسائر مادية.

وتسبب التفجير باحراج للصدر الذي طالما هاجم خصومه من العناصر المسلحة المنضوية تحت تشكيل الحشد الشعبي، خاصة عصائب أهل الحق المنشقة عن جيش المهدي الذي يتبع الصدر عام 2004 ووصفها بـ "الميليشيات الوقحة". 

واشتركت جميع "الميليشيات" العراقية بعمليات الحرب على تنظيم داعش العام الماضي، وتتمتع بسطوة في الشارع العراقي حد منافستها القوات الأمنية، وقد دخلت الأجنحة السياسية لها الانتخابات العراقية وحصدت المرتبة الثانية بـ 47 مقعداً.

وكانت مشادة كلامية في حاجز أمني بين مسلحين تابعين لسرايا السلام وقوات حماية رئيس الوزراء العبادي، منتصف شهر آذار الماضي، تطورت الى تبادل اطلاق النار تسبب بمقتل عميد في القوات الخاصة العراقية يتولى أمن تحركات رئيس الوزراء في سامراء، شمال بغداد، كان متوجهاً من بغداد إلى الموصل تمهيداً لزيارة العبادي للمسدنة المتحررة من تنظيم داعش.

وكان مصدر قريب من العبادي أبلغ "إيلاف" يوم أمس أن العبادي يضغط على الصدر بإيجاد حل لسرايا السلام التي تكررت احراجاتها له وسط مطالبات شعبية وحزبية بضرورة تحركه لوضع حدٍّ للوجود المسلح الموازي للقوات الأمنية العراقية، تمهيداً لحسم العبادي ملف السلاح في السارع العراقي وطلبه من تشكيلات الحشد الشعبي بحصر السلام بيد الدولة فقط.

وجاء في بيان مكتب الصدر الأخير "حسب توجيهات السيد مقتدى الصدر تقرر تجميد عمل سرايا السلام في محافظة البصرة لمدة سنتين من تاريخ هذا البيان".

وتضمن البيان "طرد مسؤول سرايا السلام في محافظة البصرة سمير محمد لعيبي، وتجميد عمل مسؤول سرايا السلام في جنوب العراق حيدر مصطفى (أبو آية) لمدة سنتين". مشيراً الى "إرسال وفد يمثل الصدر الى محافظة البصرة لدعم الاجهزة الامنية، وعدم التدخل بشؤونها المهنية والوظيفية الخاصة".

وشدد البيان على "حصر التعاون مع الجهات السياسية والامنية في المحافظة بالاخوة السياسيين وبعض ممثلي الصدر بشكل خاص".

انتقاد العبادي

وكان نائب نائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس هاجم رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، بعد القصف الذي استهدف قوات في الحشد الشعبي في المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا الأسبوع الماضي".

وقال المهندس إن "الحشد الشعبي ضُرب واستهدف، وقد تكون من أهداف أميركا هو إخلاء الحدود من الحشد. لن نسكت ونطالب الحكومة بأخذ حق هؤلاء الشهداء".

وأضاف أن "هذه الحكومة سلمت ملف الماء والكهرباء والتربية والانتخابات، ماذا جرى؟ وبخصوص حصر السلاح بيد الدولة، فمن هو المنضبط أكثر في الدولة من الحشد الشعبي؟".

وخاطب المهندس الحكومة العراقية ورئيسها: "أنتم أدرتم الانتخابات لمدة 12 ساعة وكانت أفسد انتخابات، ونحن أدرنا حرباً ضد تنظيم داعش لمدة أربع سنوات، وكذلك ملف الامتحانات لم تسيطروا عليه، وبعدها تريدون حصر السلاح بيدكم. اليوم تتحدثون مرتاحين عن الحشد الشعبي بعدما تأمن وضعكم بهذه الطريقة".

وكانت غارة جوية استهدفت عناصرللحشد الشعبي في الأراضي السورية، الأسبوع الماضي، وأوقعت 52 قتيلا وجريحا.

وقال نائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في مؤتمر صحفي إن "الاستهداف الأمريكي هو استهداف واضح، وإن الضربة كانت صاروخية وبقايا الصاروخ ما زالت موجودة لدينا".

ونفت الولايات المتحدة ضلوعها في الهجوم. وقال الجيش العراقي إن أيا من قواته المكلفة بتأمين الحدود العراقية السورية لم تصب في الضربة الجوية، مبيناً أن القوات العراقية التي تعرضت للقصف لم تتواصل أو تنسق مع قيادة العمليات المشتركة بشأن وجودها هناك.

وتتبع القوة التي تعرضت لهجوم، بصاروخين مسيرين، لكتائب حزب الله التي وصفت رئيس الوزراء حيدر العبادي بـ"رئيس جالية المملكة المتحدة في العراق" ألا متوعدته، عبر لسان القيادي فيها أبو طالب السعيدي، "إن هذه الدماء الزكية ستسقط عرشك، وحلمك في الفوز بولاية ثانية قد ولى".

ولم تشارك كتائب حزب الله في الانتخابات العراقية هي تنظيم النجباء و لديهما مقاتلون في سورية منذ عام 2011.

يذكر أن قوات الحشد الشعبي تكونت من متطوعين استجابوا لفتوى الجهاد الكفائي التي أعلنها المرجع الشيعي آية الله العظمى علي السيستاني عام 2014 بعد احتلال تنظيم داعش محافظة نينوى شمالاً ومناطق من محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى والانبار، وانضم مقاتلون تابعون لميليشيات شيعية مسلحة كانت قد قاتلت الجيش الأميركي في العراق بعد عام 2003 أبرزها عصائب أهل الحق وبدر وكتائب حزب الله وكتائب الامام علي وميليشيات أخرى قاتلت مع الجيش العراقي تنظيم داعش في مناطق تواجده حتى اخراجه من كل المدن التي احتلها. 

وتم ضم هيئة الحشد الشعبي بمليشياتها الى القوات العراقية لكنها ظلت فارضة سطوتها التي نالتها خلال مقاتلتها تنظيم داعش محتفظة بالاسلحة التي غنمتها وتلك التي نالتها من الدولة العراقية.