أجمع خبراء وعلماء في الشأن الديني مغاربة وأجانب على ضرورة محاربة التطرف والغلو في الدين، والعمل على نشر العلم الشرعي الصحيح الذي يحصّن الشباب، ويبعدهم عن التكفير والإرهاب.

إيلاف من الرباط: قال عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد الزايد، الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي، في افتتاح المؤتمر الدولي حول "تفكيك خطاب التطرف" بالرباط، اليوم الثلاثاء، إن الغلو والتطرف كقضية فكرية تشمل السلوك والتعامل والعلاقات لدى الشباب لن يزيد الأمة إلا انتكاسًا، يتسبب في زعزعة أمنها وضعف اقتصادها.

واعتبر أن مهمة العلماء والباحثين في القضايا الشرعية والشأن الإسلامي تستلزم البحث عن المصادر التي ينفذ منها الفكر المتطرف، من خلال مراكز بحثية، مضيفًا أن الوسطية في الحكم على الأشخاص والاعتدال في المواقف منهاج ومطلب إنساني يؤكد القيم الدينية والحضارية.

وأشار الزايد أن الإسلام يتميز بيسر ومرونة شرائعه مما يكسبه قدرة على مواكبة التطورات، في ظل هجمة تعتمد على انسياق بعض المسلمين في التشديد والتكفير.

أفاد عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، أن خطورة التطرف تأتي من كونه انحرافًا في الفهم، وشذوذًا في السلوك ينجرف نحو الغلو، ويؤدي إلى العبث بالأمن والإخلال بالسلم الأهلي وضياع فرص البناء للمجتمعات البشرية.

وحول طرق القضاء على التطرف، قال التويجري "ينبغي أن يسير في اتجاهات ثلاثة، المحاربة الأمنية والمعالجة الفكرية وتجديد مناهج التعليم وتجويدها لتقدم المعلومات الصحيحة عن سماحة الدين، وتقويم برامج الإعلام، فتفكيك هذا الخطاب عملية أوسع من التحليل النقدي وأعمق من البحث عن المفاهيم وتقييم الأفكار، تستوجب تصدي المفكرين والعلماء في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها العالم الإسلامي، ليرسموا خريطة طريق للجهات الموكل إليها تنفيذ التوصيات التي سيخرجون بها".

من جهته، ذكر سعد بن علي الشهراني، الأمين العام للهيئة العالمية للعلماء المسلمين، أن المنظمات الإرهابية تقود حربًا إعلامية ضد كل من يخالف قناعتها الشاذة ومنهاج الوسطية الذي جاء به الإعلام.

زاد قائلًا "ضعف التعليم الديني وتفشي الجهل يؤديان إلى التطرف، علمًا أن 30 بالمئة من المنتمين إلى داعش وصلوا إلى المرحلة الجامعية أو اجتازوها، 5 بالمئة لديهم تعليم ديني، لكن إضعاف الضوابط والرموز الدينية هي من الأخطاء التي تذكي التطرف".

وقال الشهراني إن الشباب يواجهون خطرًا كبيرًا عبر التجنيد الإلكتروني من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تستغلها المنظمات الإرهابية للإيقاع بهم، خاصة أن داعش وحدها تمتلك 120 ألف حساب عبر تويتر.

نادى أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، بضرورة مخاطبة الأطفال منذ الصغر وتلقينهم المبادئ الصحيحة للدين، من أجل الحصول على الحصانة اللازمة في مختلف مراحل حياتهم.

وأضاف عبادي"المغرب حرص منذ عقود على إعطاء الأهمية للبعد المضموني، على غرار العديد من الدول الأخرى التي تتحرك إيجابًا من دون إغفال القدرة الاستيعابية للمخاطبين".

ويعقد المؤتمر الذي يمتد ليومين، بالتعاون بين الرابطة المحمدية للعلماء ورابطة العالم الإسلامي، بمشاركة خبراء وعلماء من المغرب ولبنان والعراق والسعودية الإمارات وموريتانيا وغينيا وإرتيريا.

شهد المؤتمر الدولي حول التطرف تكريم أحمد عبادي، الذي تسلم شهادات تكريمية، من طرف رابطة العالم الإسلامي، تقديرا لمساره العلمي وتثمينا لعمل الرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب.في مؤتمر دولي يروم تفكيك خطابه.