بحضور جون فرونسوا جيرو، سفير فرنسا في المغرب و100 خبير مغربي مقيم في فرنسا من أطر عليا وباحثين وأصحاب مقاولات، افتتح عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب المكلف المغارية المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، أشغال الورشة الموضوعاتية الأولى للخبراء المغاربة المقيمين في فرنسا، تحت شعار"الابتكار والتكنولوجيات الحديثة: الفرص المتاحة للمغرب"، اليوم الأربعاء، في مدينة الصخيرات.

الرباط: قال بنعتيق إن استقرار أوروبا وأمنها لا يمكن لهما أن يتحققا إذا لم يكن هناك تعاون مغربي - أوروبي، في ظل شراكة حقيقية وقوية، مؤكدًا على أهمية العلاقات التي تجمع المغرب وفرنسا، والتي تتميز بقوتها، رغم صعوبات يتم تدبيرها وفق الرؤية الاستراتجية والمصالح المشتركة للبلدين.

 بنعتيق رفقة السفير الفرنسي

وذكر المسؤول الحكومي أن الاستثمارات الفرنسية في المغرب تشكل 34.3 في المائة من مجموع الاستثمارات الأجنبية في المملكة، التي تشهد وجود 800 مقاولة فرنسية، فضلًا عن الحضور المالي للوكالة الفرنسية للتنمية، بهدف تمويل المشاريع.

وأشار إلى أن المغرب يقوم بإصلاحات جهوية بجرأة وتحدّ، لا يقوم نجاحها على المدى القريب، وإنما تلمسه الأجيال المستقبلية. زاد متسائلًا: "هل يمكن أن نناقش غدًا ثقافة اقتصادية محضة في غياب القيم الإنسانية، علمًا أن المغرب التزم بحضوره في مختلف النقاشات الكونية، منها الميثاق العالمي من أجل هجرة منتظمة، والذي اختارت الأمم المتحدة أن تنظمه في شهر ديسمبر في مراكش، بحيث نتوقع حضور 50 رئيس دولة".

وقال إن المغرب اختار سياسة هجرة بديلة، حيث حصل 50 ألف أجنبي على بطاقة الإقامة بالبلد الذي لم يعد فقط للعبور، ويسجل حضور 7600 طفل في المدرسة العمومية، في نهج اندماج تكاملي بعيد عن سياسة إغلاق الحدود.

بنعتيق مع أفراد من الجالية 

من جانبه، ذكر جون فرونسوا جيرو، السفير الفرنسي في المغرب، أن مصطلح "الفشل" لا يمثل موضوعًا في العلاقات الثنائية بين البلدين، بفضل العلاقات القوية التي تنسج بشكل يومي، والتي تعززها الأطر العاملة و60 بالمئة من الطلبة المغاربة الذين يختارون فرنسا كوجهة للتعليم.

أضاف جيرو: "أنا سعيد بالشراكة الاستثنائية التي تجمعنا بالمغرب، والتي تحضر بقوة من خلال التاريخ والقيم، ففرنسا تحتل الصدارة في مجالات التعاون مع المغرب، وهو ما يترجمه عمل الوكالة الفرنسية للتنمية، والتي اختارت المغرب كأول بلد تلجه في العالم، من خلال مساهمتها بـ400 مليون يورو سنويًا لفائدة مجالات التعليم والثقافة والتنمية".

يستمع لشروحات حول مشاريع

وأشادت مريم الإدريسي، رئيسة جمعية الأطر المغاربة في فرنسا، لـ"إيلاف المغرب"، بأهمية الورشة في إقامة صلة وصل بين مغاربة العالم ونظرائهم في الداخل، في إطار تبادل التجارب والنقاشات، في أفق استثمارها في مشاريع تعود بالنفع على بلدهم.

وقالت إن الجالية المغربية المقيمة في فرنسا تتسم بالديناميكية والاندماج السلس، إضافة إلى انتمائها المزدوج الذي يمكنها من لعب دور أساسي في مجال التنمية المستدامة.

عبد الكريم بنعتيق

تندرج هذه الورشة التي تمتد ليومين ضمن سلسلة تضم 12 ورشة موضوعاتية لتعبئة الكفاءات المغربية في فرنسا، وتهدف إلى تثمين خبراتهم وتجاربهم في مجال الابتكار والتكنولوجيات الحديثة، وربط شراكة بينهم وبين نظرائهم بالمغرب، وتتمحور أشغالها حول خمسة محاور، تهم المعطيات والتكنولوجيا الرقمية والنجاعة والطاقة والبيئة والبحث والتطوير والتنمية، إضافة إلى الاستثمار وخلق المقاولات والمدن والجهات.

أثناء اطلاعه على بعض إسهامات الجالية