الزيارة، زيارة دولة رسمية (نعم)، لكنها منقوصة البروتوكول الملكي الكامل المعتاد في استقبال ملوك ورؤساء العالم، فاستقبال الملكة اليزابيث الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترمب لتناول الشاي سيكون في قلعة وندسور وليس قصر باكينغهام المقر الرسمي للدولة. 
ويبدأ الرئيس الأميركي نهاية الأسبوع الحالي زيارة اعتبرتها الحكومة البريطانية (رسمية) اثارت ولا تزال الكثير من الجدل والرفض والاحتجاج على نطاق واسع في الساحة البريطانية، ووضعت السلطات البريطانية برنامجا بروتوكوليا صارما غير مسبوق للزيارة الرئاسية الأميركية التي ستكون مختلفة عن زيارات سابقة منذ عهد هاري إس ترومان، الذي دخل البيت الأبيض في العام 1945، واستقبلته الملكة العام 1952، والتقت الملكة بريطانيا كل رئيس أميركي منذ ذلك العالم باستثناء واحد فقط وهو ليندون جونسون. 
وتستقبل الملكة البريطانية، ترمب وزوجته ميلانيا يوم الجمعة المقبل، ولن يحضر الاستقبال الأمير فيليب دوق أدنبرة زوج الملكة، وقبل الرحلة لقلعة وندسور، تستقبل رئيسة الحكومة تيريزا ماي الرئيس الأميركي في مقرها الصيفي في (تشيكرز) وتعقد معه محادثات على مأدبة غداء. 

لا لقاء مع المعارضة

ويلاحظ أن برنامج زيارة ترمب لا يشمل أي لقاء مع زعماء المعارضة كما جرت العادة، وذلك بسبب الجدل ومعارضة الزيارة من جانب هؤلاء، حيث هاجم سياسيون يساريون من بينهم زعيم حزب العمل جيريمي كوربين وعمدة لندن صادق خان الزيارة المرتقبة للرئيس.

وكان السفير الأميركي وودي جونسون في لندن علق في الششهر الماضي على برنامج الزيارة الذي لم يكن معلنا آنذاك أعلن أن ترمب سيقالبل الملكة. وقال: يتعين أن يقابل الرئيس، رأس الدولة مجرد أن يضع قدمه على الأرض البريطانية، إنه عمل مهم جدا، رمزي جدا".

وأكدت تقارير رسمية أن كل تفاصيل زيارة ترمب ستكون خارج العاصمة، وذلك خشية مواجهة المتظاهرين المحتجين على زيارته حيث يتجهزون لإطلاق "منطاد الرضيع الغاضب ترمب - The Trump baby blimp " المغطى بالحفاضات المعبأ بالهيليوم ، في سماء لندن تزامنا مع الزيارة، وقد سمح عمدة لندن صادق خان بإطلاقه. 

نفي 

وإلى ذلك، ورغم كل تلك الترتيبات "المنقوصة" لزيارة ترمب، فإن متحدثة باسم داونينغ ستريت نفت أن يكون برنامج الرئيس صمم لإبعاده عن الاحتجاجات المحتملة.
وقالت: "رؤساء الوزراء كثيرا ما يستخدمون لعبة الداما لعقد لقاءات مع القادة الأجانب. إنه يوفر أجواء غير رسمية للمناقشات الثنائية الهامة". وذلك في تعليق على اجتماع تيريزا ماي المنتظر مع ترمب في تشيكرز وليس في 10 داونينغ ستريت.
واضافت: "نتطلع إلى التأكد من أن الرئيس لديه فرصة لرؤية وتجربة المملكة المتحدة خارج لندن والجنوب الشرقي". وصرّحت المتحدثة باسم ماي: "زيارة ترمب هي لحظة مهمة للتشديد على علاقاتنا الوثيقة".

الوصول

وسيصل ترمب وزوجته السيدة الأميركية الأولى بعد ظهر يوم الخميس إلى لندن، وفي ذلك المساء، ستقيم رئيسة الوزراء تيريزا ماي مأدبة عشاء لترمب في قصر بلينهايم في أوكسفوردشاير، وهو مسقط رأس ونستون تشرشل، للاحتفال بعلاقات البلدين. 
وأشارت المتحدثة باسم داونينغ ستريت إلى أن من بين المدعوين سيكون هناك عدد كبير من ممثلي عالم الاقتصاد، في وقت تأمل لندن بشدة توقيع اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة بعد خروجها من الاتحاد الاوروبي.
وبعد ذلك يقضي الزوجان ترمب وميلانيا ليلتهما في وينفيلد هاوس في لندن، المقر الرسمي للسفير الأميركي في المملكة المتحدة. وفي صباح اليوم التالي سينضمان مرة أخرى إلى رئيسة الحكومة لمشاهدة عرض مشترك للقدرات العسكرية للمملكة المتحدة والولايات المتحدة، ثم إجراء محادثات في (تشيكرز) وذلك قبل التوجه لمقابلة الملكة في قلعة وندسور.