لندن: دعا زعيم تحالف سائرون الفائز في الانتخابات العراقية الاخيرة مقتدى الصدر الكتل السياسية إلى قطع حواراتها حول تشكيل الحكومة مع الولايات المتحدة والجوار في إشارة إلى إيران مشددًا على أن هذا الامر عراقي فحسب.. فيما توفي متظاهر ثان برصاص الشرطة خلال احتجاجات بمحافظة البصرة لعاطلين عن العمل بينما دعا معصوم السلطات إلى تحقيق عاجل في الحادث ومحاسبة المسؤولين عنه.

وأكد الزعيم الشيعي العراقي الفائز في الانتخابات الاخيرة مقتدى الصدر ان تشكيل التحالفات بين الكتل الفائزة في الانتخابات تمهيدا لتشكيل الحكومة الجديدة هو امر بيد العراقيين وحدهم داعيا الكتل السياسية إلى قطع حواراتها مع واشنطن وطهران حول ذلك. 

وأبدى الصدر في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" وتابعتها "إيلاف" اليوم استعداده للتعاون لأجل خلق تحالف عابر للمحاصصة الحزبية والطائفية والقومية ناصحا جميع الكتل السياسية بالابتعاد عن التخندقات والتحالفات الطائفية والعرقية المقيتة.

 

تغريدة الصدر عن قطع الحوار مع واشنطن وطهران حول تشكيل الحكومة

 

وجاء في نص تغريدة الصدر هذه التي أعلنت في وقت تتكثف فيه المباحثات بين التحالفات الانتخابية الفائزة من أجل تشكيل الكتلة الاكبر التي ستشكل الحكومة المنتظرة.. مايلي:

أولاً: على الكتل السياسية قطع الحوار بشأن تشكيل التحالفات وما بعدها مع أمريكا ودول الجوار فهذا شأننا نحن العراقيين فقط لا غير.. 

ثانياً: أنصح جميع الكتل السياسية بالابتعاد عن التخندقات والتحالفات الطائفية والعرقية المقيتة وأنا بدوري أرفض أي تخندق سني أو شيعي أو كردي أو غير ذلك وأنا على أتم الاستعداد للتعاون لأجل خلق تحالف عابر للمحاصصة الحزبية والطائفية والقومية. 

ثالثاً: الشعب يتضوّر حراً ولا كهرباء مع شحة مياه.. فإن لم تكن الحكومة قادرة على ذلك فلتستعن بدول الجوار على تحسين واقع الكهرباء والماء والقطاع الصحي والتربوي فوراً بدل أن تستعين بهم لتشكيل الحكومة. 

وأنا بدوري أعلن تضامني وتعاطفي مع الشعب وأطالب بقطع جميع خطوط الطوارئ التي يرتع تحت نورها وبردها الساسة الفاسدون.


وتأتي دعوة الصدر هذه فيما اجرى زعيمان سياسيان سنيان عراقيان هما نائب الرئيس العراقي زعيم تحالف القرار أسامة النجيفي ورئيس البرلمان المنتهية ولايته سليم الجبوري خلال الساعات الاخيرة مباحثات منفصلة مع مبعوث الرئيس الأميركي ماكغور برت حول "جهود الكتل السياسية الرامية إلى تشكيل الحكومة المقبلة إضافة إلى ملف الانتخابات واجراءات العد والفرد اليدوي التي أقرها البرلمان والمحكمة الاتحادية والنتائج التي ستتمخض عنها بالطريقة التي تضمن عدم ضياع صوت الناخب العراقي".

كما سبق ذلك مباحثات اجراها مع التحالفات الشيعية قبل أيام كل من مجتبى نجل المرشد الاعلى الإيراني علي خامنئي واللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني حيث مارسا ضغوطا على هذه التحالفات لتشكيل الكتلة البرلمانية الاكبر التي سترشح رئيس الحكومة المقبلة.

وكانت المفوضية العليا للانتخابات العراقية قد أعلنت في 19 من مايو الماضي نتائج الانتخابات البرلمانية حيث تصدر النتائج تحالف سائرون بزعامة الصدر بحصوله على 54 مقعدًا تلته قائمة الفتح الممثلة للحشد الشعبي بزعامة رئيس منظمة بدر هادي العامري بنيلها 47 مقعدا ثم حل ائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي ثالثا بنيله 42 مقعداً. 

وفاة متظاهر ثان في البصرة ومعصوم يدعو لمحاسبة المسؤولين

فيما أعلن اليوم عن وفاة متظاهر ثان برصاص الشرطة خلال احتجاجات شهدتها محافظة البصرة العراقية الجنوبية أمس لعاطلين عن العمل فقد دعا الرئيس العراقي معصوم السلطات الامنية والقضائية بالتحقيق العاجل في الحادث ومحاسبة المسؤولين عنه.

وقال مصدر في البصرة اليوم ان متظاهر ثان توفي متأثرا بجراحه التي اصيب بها نتيجة فتح شرطة حماية المنشآت النفطية النار على المحتجين امس حيث قتل شاب واصيب ثلاثة اخرون من المتظاهرين العاطلين عن العمل. 

واوضح ان المحافظة تشهد غليانا شعبيا حيث خرجت تظاهرات حاشدة الليلة الماضية احتجاجا على نقص الخدمات وغياب الطاقة الكهربائية في اجواء جاوزت فيها درجات الحرارة الخمسين مئوية.

واثر ذلك وجه الرئيس العراقي فؤاد معصوم السلطات الامنية والقضائية بالتحقيق العاجل والعادل بمقتل واصابة عدد من المحتجين خلال تظاهرة في منطقة باهلة التابعة لقضاء المدينة بمحافظة البصرة الجنوبية مشددا على ضرورة اتخاذ كل الاجراءات القانونية الكفيلة بإحقاق الحق ومحاسبة المسؤولين عن الحادث كما قالت الرئاسة العراقية في بيان صحافي تابعته "إيلاف".

وأكد معصوم ان التظاهر والتعبير عن الرأي بكل الوسائل السلمية حق يكفله الدستور فضلا عن كونه ممارسة ديمقراطية سليمة شرط عدم استعمال العنف والاخلال بالنظام العام. وطالب السلطات الحكومية المعنية باتخاذ كل الاجراءات اللازمة لحماية حياة المواطنين كافة وإلى فتح حوار مع المتظاهرين والاستماع إلى مطالبهم وحظر استخدام العنف المفرط ضد التظاهرات السلمية لأي سبب كان.

 وقتل شخصان واصيب ثلاثة آخرون خلال تظاهرة حاشدة للعاطلين عن العمل امس في محافظة البصرة اثر تعرضهم لإطلاق نار من قبل قوات الشرطة المكلفة بحماية الحقول النفطية هناك.

وقال الناطق الاعلامي باسم المتظاهرين محسن الباهلي في تصريح صحافي ان الشرطة اقتحمت موقع التظاهرة في منطقة باهلة واطلقت الرصاص الحي العشوائي على المتظاهرين.

ومن جهتها قالت قيادة عمليات البصرة ان القتلى والمصابين كانوا من ضمن مجموعة مسلحة عمدت إلى قطع الطريق المؤدي إلى الشركات النفطية العاملة في شمال المحافظة. وقال قائد العمليات الفريق الركن جميل الشمري في تصريح صحافي ان "مجموعة من المسلحين قطعوا الطريق المؤدي إلى مواقع الشركات النفطية ومنعوا الموظفين من الوصول إلى مقار عملهم حيث وصلت قوة امنية مشتركة إلى المكان لمعالجة الامر فيما بادرت تلك المجموعة باطلاق النار من اسلحة خفيفة ومتوسطة على القوات الامنية التي بادلتها الاطلاق دفاعا عن نفسها على حد قوله.

يذكر أن اتفاقا بين وزارة النفط والشركات النفطية يقضي بتشغيل 80 بالمائة من ابناء المحافظة في هذه الشركات لكنه يبدو ان هذا الاتفاق لا ينفذ ما ترك شباب المحافظة التي تعد عاصمة العراق الاقتصادية يعانون البطالة اثر وقف التعيينات في معظم المؤسسات الحكومية منذ ثلاثة أعوام برغم انها تضم أضخم الحقول النفطية في البلاد فضلاً عن خمسة موانئ تجارية نشطة ومنفذ حدودي بري مع إيران وآخر مع الكويت. 

وتبلغ نسبة البطالة بين العراقيين رسميا 12 بالمائة حيث تشكل شريحة العمر دون 24 عاما نسبة 60 بالمائة من سكان العراق البالغ 38 مليون نسمة ما يجعل معدلات البطالة أعلى مرتين بين الشباب.