إيلاف من نيويورك:  خيم الارتباك على مسؤولي الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة الأميركية بعد يوم واحد من اعلان الرئيس دونالد ترمب اسم مرشحه لخلافة القاضي انتوني كينيدي في المحكمة العليا. 

وبدلا من توحيد اعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين خطابهم وتشكيل حالة قادرة على منع تثبيت تعيين بريت كافانوغ عبر اثارة مخاوف الرأي العام من نهج مرشح ترمب، اختاروا مهاجمة قرار ترشيحه بطريقة عشوائية زادت من تشرذم صفوفهم بسبب الآراء المتباينة. 

الزعيم أضاع البوصلة

وكان بمقدور زعيم الاقلية الديمقراطية، تشاك شومر، تصويب بوصلة المواجهة مع مرشح ترمب في مجلس الشيوخ والعمل على اسقاطه عبر تقديم حجة قوية مقنعة يستطيع من خلالها استقطاب بعض الجمهوريين العالقين في دائرة الوسط (سوزان كولينز، ليزا موركوفسكي) ، لكن فتح ملفات افتراضية وتقديم تنبؤات حول المسار الذي قد يسلكه كافانوغ، جعلا الامور اكثر سوءا، فانقسم الديمقراطيون وتوحد الجمهوريون خلف خيار الرئيس. 

جبهات متعددة بدون معنى

 الديمقراطيون فتحوا جبهات متعددة، فتشتتوا ولم يصبوا كامل تركيزهم على واحدة من اهم القضايا الاجتماعية (الاجهاض) وقرار رو ضد وايد، لتبرير موقفهم الرافض لتعيين خيار ترمب للمحكمة العليا، وعمد عدد من رموز الحزب في المجلس الى اثارة ملف التحقيقات الروسية الذي يشرف عليه المحقق الخاص روبرت مولر، وحاولوا الربط بينه وبين تسمية كافانوغ، حيث اعتبروا ان الاخير سيقف في صف الرئيس خصوصا ان هناك توقعات تشير الى أن هذا الملف وتشعباته سيصل الى اروقة المحكمة العليا.

فرضيات وتنبؤات

وانطلق الديمقراطيون في هجومهم على كافانوغ من خلفية ان المحكمة قد تنظر في امكانية مقاضاة الرئيس وتوجيه اتهام جنائي اليه،، أو ما إذا كان بإمكانه العفو عن نفسه أو عن أعضاء رئيسيين آخرين، او طرد المحقق الخاص من منصبه، واثار السناتور كوري بوكر هذه الفرضيات معيدا التذكير بكتابات قانونية صاغها كافانوغ في عام 2009، واشار خلالها الى عدم جواز مقاضاة رئيس يزاول عمله او توجيه اتهامات جنائية اليه.

 واعتبر تشاك شومر، "ان ترمب رشح كافانوغ إلى المحكمة العليا لأنه "قلق" بشأن التحقيق الروسي، وتساءل "عما إذا كان المرشح لخلافة كينيدي يعتقد أن ترمب فوق القانون"، وقال زعيم الاقلية للصحافيين "لقد اختار (ترمب) المرشح الذي يعتقد أنه سيكون الأفضل لتأمين الحماية لهم في ملف تحقيق مولر، وكافانوغ هو الاكثر تطرفاً في هذه القضية"، وطالب السناتور ريتشارد بلومنتال زملاءه برفض مرشح ترمب ما لم يلتزم بتحييد نفسه عن أي قضايا مالية تتعلق بترمب او بالتحقيقات الروسية.

انقسام داخلي

لكن آراء الديمقراطيين الذين يمثلوا ولايات محسوبة بشكل شبه كامل على حزبهم لم تتوافق مع آراء زملائهم الذين يصارعون للفوز في الانتخابات بولايات يملك ترمب تأثيرًا كبيرًا على ناخبيها، فسناتور نورث داكوتا، هايدي هيتكامب اكتفت بالقول لا ردا على سؤال حول امكانية استبعاد كافانوغ بسبب تحقيق مولر، بينما رفض جو مانشين الرد على نفس السؤال، واتخذ سناتور فلوريدا بيل نيلسون، ومونتانا جون تستر مواقف لا تؤيد ربط ترشيح كافانوغ بتحقيقات مولر. 

ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فإن انقسام الديمقراطيين تزامن مع تصريحات ايجابية صدرت لسوزان كولينز، وليزا موركوفسكي حيال خيار ترمب، خصوصا ان الشكوك كانت تدور حول امكانية رفض السيدتين لمرشح الرئيس على خلفية المستقبل المجهول لقرار رو ضد وايد، علما بأن التوقعات كانت تلفت الى حتمية بذل الديمقراطيين لجهود كبيرة من اجل استمالتهم عبر اثارة قضية الاجهاض.