لندن: فيما كشف في بغداد اليوم عن انخفاض معدلات الخصوبة في العراق خلال العقود الثلاثة الماضية فقد تم الاعلان عن استعدادات لاجراء تعداد للسكان عام 2020 للمرة الاولى منذ عام 1997 وسط توقعات ببلوغ عدد العراقيين حينها إلى 42 مليون نسمة من 37.7 مليون حاليا.

وقالت وزارة التخطيط العراقية في بيان صحافي تسلمته "إيلاف" الاربعاء لمناسبة اليوم العالمي للسكان الذي يحتفل فيه العالم في 11 تموز يوليو من كل عام ان الاحتفال هذا العام 2018 يتبنى موضوع "تنظيم الأسرة حق من حقوق الإنسان" حيث يولي العراق اهتماماً واسعاً بقضايا تنظيم الأسرة حسبما أولته الوثيقة الوطنية للسياسات السكانية اهتماماً بهذا الجانب والتي تبنت فيها مبادىء التأكيد على احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية وأكدت على حقوق الزوجين في الاختيار بحرية ومسؤولية عدد الولادات والمباعدة بينها والحصول على المعلومات والخدمات المطلوبة والوسائل اللازمة لتحقيق خياراتهما.

انخفاض نسبة الخصوبة

وأشارت التخطيط إلى أنّ التقديرات السكانية الحديثة توضح اتجاه معدل النمو السكاني في العراق نحو الانخفاض خلال العقود الثلاثة الماضية وهذا ناتج عن الانخفاض الحاصل في معدلات الخصوبة في العراق التي شهدت انخفاضاً واضحاً من 6 مولود حي لكل امرأة في سن الإنجاب في الثمانينات إلى 4 مولود في عام 2017.

واوضحت ان معدل انتشار استخدام وسائل منع الحمل بلغ نسبة 60% من النساء في سن الإنجاب أما نسبة الحاجة غير ألملباة لاستخدام وسائل منع الحمل للنساء في سن الانجاب والراغبات في وقف الإنجاب ولكنهن لا يستخدمن وسائل منع الحمل في الوقت نفسه فقد بلغت 8% في حين بلغت نسبة الحمل المبكر للنساء في سن الانجاب 2% بينما بلغ معدل الولادة لدى اليافعات في الأعمار بين 15و 19 سنة 82 أمرأة لكل ألف من النساء في سن الإنجاب. وبينت ان الأسر العراقية بدأت بالتفكير والاهتمام بتحسين نوعية الحياة الأسرية وتعزيز اوضاعها لما له من تأثير على رفاهيتها وتنمية المجتمع وتطويره.

 وقالت الوزارة ان الجهاز المركزي للإحصاء التابع لها يشارك المجتمع الدولي الاحتفال باليوم العالمي للسكان الذي يتزامن مع الاستعدادات والتحضيرات الاولية لتنفيذ التعداد العام للسكان عام 2020 للمرة الاولى منذ عام 1997. 

الخلاف حول القومية والطائفة يعيق اجراء الاحصاء

ولم يشهد العراق أي تعداد سكاني رسمي بعد سقوط النظام السابق عام 2003 بسبب خلافات بين المكونات العراقية حول ادراج القومية والدين والطائفة باستمارة التعداد اضافة إلى الاوضاع الامنية المتدهورة التي تشهدها البلاد منذ ذلك الوقت.

وطبقا للدورة الاحصائية العراقية كان من المفترض إجراء التعداد السكاني عام 2007، إلا أنه أرجئ بسبب الظروف الأمنية إلى عام 2009، ثم إلى 24 تشرين الأول اكتوبر 2010 وتأجل أخيراً إلى 2020 بسبب مخاوف من تسييسه.

تأجيل يليه تأجيل

وقد عارضت قوميات عراقية إجراء الإحصاء في المناطق المتنازع عليها مثل مدينة كركوك التي يسكنها العرب والأكراد والتركمان (حوإلى مليون نسمة)، والتي تضم حقولا نفطية كبرى، إضافة إلى مناطق متنازع عليها بين العرب والأكراد في مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى التي تضم سكانا بديانات ومذاهب متنوعة كالمسلمين والمسيحيين والأيزيديين والشبك، وذلك تحسبا من أن هذا التعداد قد يكشف عن تركيبة سكانية من شأنها القضاء على طموحات سياسية لقوى تمثل تلك القوميات.

يذكر أنه تقرر في وقت سابق إجراء التعداد السكاني الجديد في العراق للمرة الاولى منذ 23 عاما حيث كان آخر تعداد شامل قد أجري عام 1987، بينما أجري تعداد عام 1997 في 15 محافظة فقط حيث كانت محافظات إقليم كردستان الثلاث خارج سيطرة الحكومة. لذلك فالتعداد المرتقب سيجري وسط ظروف ومتغيرات سكانية وأمنية مختلفة يشهدها العراق بعد سقوط نظامه السابق عام 2003. 

 وأجري أول تعداد لسكان العراق عام 1934 وبلغ العدد آنذاك ثلاثة ملايين، ولاحقاً في إحصاء 1957 بلغ سبعة ملايين، وهو التعداد الذي اعتبر فيما بعد أساساً في تحديد طبيعة التركيبة السكانية للعراق. وبينما أجل الإحصاء المقرر عام 1987 بسبب ظروف الحرب مع إيران، فإن آخر تعداد أجري عام 1997 أظهر أن عدد سكان العراق تجاوز 25 مليوناً. 

ومنذ ذلك الوقت لم يجر أي تعداد سكاني شامل في العراق، خصوصاً أنه لا توجد أي إحصائية رسمية تبين حجم الطوائف الدينية والقوميات العرقية. وبحسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء التابع لوزارة التخطيط العراقية لعام 2005، يؤلف المسلمون (نحو 95%) من السكان كما يوجد مسيحيون ويزيديون وصابئة وديانات صغيرة أخرى.