تنادت دولة الكويت الرسمية والأمنية، للتأكيد على أن الأوضاع على الحدود الشمالية يسودها الأمن والهدوء، وليس هناك ما يدعو إلى القلق، وأن ما يجري في جنوب العراق من مظاهرات واحتجاجات ما هو إلا شأن داخلي لا يضر العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين.

وأعلنت وزارة الخارجية الكويتية أن الأوضاع على الحدود الشمالية يسودها الأمن والهدوء وليس هناك ما يدعو إلى القلق بشأن تلك الأوضاع، مشدداً على أن الجهات الأمنية المختلفة تراقب عن كثب الأوضاع الأمنية هناك وتطوراتها.

ورفعت وزارة الداخلية الكويتية يوم السبت، درجة التأهب كما اتخذ الحرس الوطني الإجراءات ذاتها، بسبب ما يجري عند الحدود الشمالية مع العراق، تزامنا مع تصاعد الاحتجاجات في الجنوب.

الخارجية 

وقال بيان صادر من الخارجية الكويتية إن الكويت تتابع باهتمام بالغ الأحداث والتطورات الأخيرة في العراق والمتمثلة بالتظاهرات والاحتجاجات التي جرت هناك، مؤكدا ثقة الكويت بقدرة الأشقاء في العراق على معالجة هذه الأحداث بما يحقق الحفاظ على أمنه واستقراره وسلامة أبنائه.

وأعرب المصدر عن تمنياته بعودة الأوضاع الى طبيعتها والهدوء إلى ربوع العراق، ليتمكن الأشقاء من تجاوز هذه الظروف الاستثنائية الصعبة والتصدي لما يواجهونه من تحديات.

ومن جهتها، أكدت رئاسة الأركان العامة للجيش أن ما يجري هو شأن داخلي لدولة الجوار، وأن ما يقوم به الجيش بالتعاون مع الأجهزة الأمنية هو إجراء احترازي. 

تصريح الهاشمي

واعتبر السفير العراقي لدى الكويت علاء الهاشمي، في تصريح لصحيفة (القبس) الكويتية أن ما يحدث "لا يعدو كونه احتجاجات سلمية أثارتها قضايا داخلية تخص العراقيين".

وطمأن بأن الأمر برمته "لا يؤثر في العلاقات الأخوية للعراق مع جيرانه، خصوصا العلاقات الأخوية الصادقة مع الكويت". وأوضح الهاشمي أن ما يحدث في العراق قضايا داخلية سواء في محافظة البصرة او في بعض المحافظات الاخرى وهي بسيطة وتحل داخلياً، مؤكدا انها لا تؤثر على العلاقة العراقية مع دول الجوار وتحديدا مع الكويت.
في موازاة ذلك، ألغت الخطوط الجوية الكويتية، أمس السبت، رحلاتها المتجهة إلى النجف حتى إشعار آخر، في وقت أكدت فيه سفارة الكويت لدى بغداد "سلامة جميع المواطنين الكويتيين في المدن العراقية التي تشهد مظاهرات شعبية".

كما قامت الأجهزة الأمنية الكويتية بإرجاع حافلة تحمل 33 بحرينيا كان في طريقه إلى العراق، حيث تم إبلاغهم بأن الأوضاع غير آمنة ولن يسمح لهم بعبور الكويت إلى العراق.

حوادث البصرة

وكان محتجون قد نزلوا إلى شوارع مدينة البصرة ومنعوا الوصول إلى ميناء أم قصر للبضائع القريب من المدينة، فيما اقتحم آخرون مطار محافظة النجف احتجاجا على تردي الخدمات.

وإلى ذلك، نقلت صحيفة "الأنباء" الكويتية عن مصدر أمني قوله إن "الأجهزة المختصة بحرية وبرية تتابع ما يحدث في العراق بالتعاون والتنسيق مع السلطات العراقية".

وأكد المصدر أن الأوضاع في الحدود بين البلدين مستقرة للغاية ولكن لمزيد من الحيطة وجه وكيل وزارة الداخلية بتحريك نحو 400 ضابط وضابط صف إلى العبدلي، كما اتخذ الحرس الوطني إجراءات تأهب للأسباب عينها.

وكانت القوات العراقية منعت بعض متظاهري مدينة الناصرية من اقتحام منزل محافظ ذي قار يحيى الناصري، فيما استخدمت القوات القنابل المسيلة للدموع لغرض تفريقهم.