واشنطن: يعتزم الرئيس الاميركي دونالد ترمب لقاء نظيره الروسي الرئيس فلاديمير بوتين في فنلندا، وسط ترقب ساسة واشنطن، لما سيحمله هذا اللقاء من قرارات قد تسهم في تغيير الاستراتيجية الاميركية حيال ملفات حساسة تطال أوروبا وأوكرانيا على وجه الخصوص.

وتتجه أنظار العالم إلى القمة التي سيعقدها الرئيسان ترمب وبوتين في العاصمة الفنلندية هلسنكي الاثنين، والتي يتوقع أن يبقى ما يجري خلالها مجهولا، لأن سيد البيت الأبيض أصر أن تقتصر على الزعيمين مع مترجميهما.

قلق أميركي
و ينتاب الأوساط السياسية في واشنطن، خصوصاً المناهضة للرئيس، قلقا عارما من أن يقدم ترمب تنازلات في قضايا تعتبر من الاستراتيجية الأميركية، مثل التضحية بأوكرانيا والحلفاء الأوروبيين، من خلال الاعتراف بروسية شبه جزيرة القرم، في مقابل سحب بوتين قوات بلاده من سوريا، وإنهاء تحالفه مع إيران هناك، وهي صفقة قالت تقارير إعلامية إن إسرائيل وضعت خطوطها العريضة وتعمل على إنجازها منذ أشهر، عبر اتصالات مكثفة أجرتها مع واشنطن وموسكو.

القرم 
من جهتها قالت قناة سي إن بي سي الأميركية الأحد، أن الأوكرانيين يشعرون بقلق بالغ من القمة، ويعتقدون أن ترمب سيبيعهم ومعهم الحلفاء الأوروبيين، وقد “يقر لبوتين بروسية شبه جزيرة القرم، وأن هذه المشكلة بين روسيا وأوروبا، ولا علاقة للولايات المتحدة بها، على أن تسحب موسكو قواتها من سوريا في مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية”.

لقاء ترمب - ماي
وكان ترمب رفض خلال مؤتمر مع رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي الجمعة في لندن، التمسك بسياسية الولايات المتحدة برفض “الاحتلال الروسي للقرم”، وقال حينما سئل إذا ما كان سيناقش هذه القضية مع بوتين بالقول “سنرى”.

وجدد هذا الرد المخاوف الأوروبية من استمرار الرئيس الأميركي بانقلابه على الاستراتيجية التي اتبعتها واشنطن منذ خمسينات الماضي، بمحاربة التوسع الروسي وضمها لأراض ذات سيادة إليها بالقوة، إذ صدم ترمب قادة مجموعة الدول السبع في مايو الماضي “بالقول إن شبه جزيرة القرم جزء من روسيا باعتبار أن سكانها يتحدثون اللغة الروسية”.

العقوبات على روسيا
وكانت الولايات المتحدة ومعها حلفاؤها الأوروبيون فرضوا عقوبات اقتصادية على روسيا بعد “احتلالها” شبه جزيرة القرم عام 2014، لكن ترمب الذي امتدح مرات عدة بوتين ورفض وصفه بالعدو انتقد مرارا فرض عقوبات على موسكو، وقال الشهر الجاري في كلمة أمام تجمع لأنصاره في ولاية مونتانا “ أن بوتين بخير، وأنا استعد لمقابلته منذ زمن طويل”. 

وكان مستشار ترمب للأمن القومي جون بولتون نأى بنفسه عن احتمالية التضحية بالأوروبيين والأوكرانيين بشأن قضية القرم وقال مطلع الشهر الجاري في مقابلة مع محطة سي بي إس حينما سئل عن هذه القضية “أن لا أضع السياسة الرئيس هو من يفعل”.

مذكرة بودابست
وقال السفير الأميركي السابق في أوكرانيا في عهد الرئيس بيل كلينتون، ستيفن بايفر لمحطة سي إن بي سي السبت “أن التنازلات في شبه جزيرة القرم ستنتهك الالتزامات التي تعهدت بها واشنطن في مذكرة بودابست الأمنية لعام 1994، والتي بموجبها تعهدت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا معاً باحترام سلامة أراضي أوكرانيا.

ولاحظ “أن أي تنازل سيوجه ضربة قوية لمصداقية الالتزامات الأمريكية".

ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين سابقين ومحللين قولهم إن الاعتراف الأميركي بروسية شبه جزيرة القرم، لن يغير شيء من الناحية القانونية،” فهي أوكرانية وفقاً لقرارات الأمم المتحدة، لكنه قد يدفع موسكو إلى زيادة تدخلاتها “المضرة في أوكرانيا وأجزاء أخرى، دون الخشية من اتخاذ واشنطن إجراءات عقابية ضدها.”