إيلاف من لندن: دعا قادة وممثلي الكتل السياسية العراقية خلال اجتماع مع العبادي إلى الاسراع بتنفيذ إصلاحات سريعة وحلول عاجلة للمشاكل الخدمية والادارية وضرب الفساد ورفضوا اعتداء المتظاهرين على القوات الأمنية فيما انتقلت الاحتجاجات إلى العاصمة التي أعلنت دعمها لمطالب ابناء الجنوب.

وخلال اجتماع في بغداد عقده رئيس الوزراء حيدر العبادي فقد اجمع قادة الكتل السياسية على حق التظاهر السلمي والتعبير عن الراي وتفهمهم لمطالب المواطنين المشروعة والعمل لتلبيتها ورفضهم وادانتهم للتجاوزات التي حصلت على الممتلكات العامة والخاصة ومؤسسات الدولة والاعتداءات على القوات الأمنية التي حررت الارض من الارهاب ولا زالت تلاحق جيوب العصابات الارهابية كما قال بيان رسمي اطلعت على نصه "إيلاف" اليوم.

وجرى خلال الاجتماع التاكيد على دعم القوات الأمنية في سعيها لحفظ الأمن والنظام في البلد وضرورة اخذ الموافقات الاصولية على اي تظاهرة يحدد فيها الزمان والمكان والجهة والتعهد بسلمية التظاهرة.

وشددت القوى السياسية على ضرورة الاسراع في تشكيل لجنة لمتابعة وتنفيذ الاجراءات الحكومية بالاصلاحات السريعة لتامين حلول عاجلة للمشاكل الخدمية والادارية وبما يتصل بضرب الفساد لضمان اداء افضل لمؤسسات الدولة لتلبية حاجات المواطنين الملحة.

ومن جهتها أعلنت وزارة الداخلية العراقية عن إصابة 274 عنصرا من افراد القوات الأمنية بين ضابط ومنتسب "بسبب اعمال عنف من مندسين وسط المتظاهرين "المطالبين بفرص عمل ويحتجون على نقص الخدمات الاساسية وتفشي الفساد.

 

القوات الأمنية تحيط بمتظاهري البصرة

 

وعلى الصعيد ذاته فقد أكد العبادي دعمه للتظاهر السلمي والتعبير عن الراي وسماع المطالب لكي يكون اداء الدولة سليما ويخدم المواطنين. جاء ذلك خلال اجتماعه مع وفد من اهالي مجينة النجف حيث استنع إلى مطالبهم التي وصفها بالمحقة مستدركا بالقول "لكن هناك من يريد التخريب لكي تتراجع النجف اقتصاديا وان لايصل لها رجال الاعمال والمستثمرين مبينا ان الأمن أساس الحياة".

وأشار إلى أنّ العراق مر بظروف خطيرة باحتلال داعش لاراضيه ولكن عاد اقوى من السابق أمنيا وعسكريا واقتصاديا "فصمود العراقيين ووحدتهم نقل الدولة من الزوال إلى الانتصار والتحرير والقوة" على حد قوله.

وجرت خلال الاجتماع مناقشة مناقشة مطالب اهالي النجف فيما يخص الكهرباء والمياه والزراعة وفرص العمل والصحة والمطالب الاخرى وايجاد الحلول لها.

انتقال الاحتجاجات إلى بغداد

وقد انتقلت تظاهرات الاحتجاج التي تشهدها محافظات الجنوب العراقي والتي دخلت يومها العاشر إلى العاصمة العراقية التي شهدت الليلة الماضية تظاهرات مؤيدة لمطالب محتجي الجنوب حيث خرج مئات العراقيين المؤيدين لتظاهرات الجنوب في ساحة التحرير وسط بغداد رافعين شعارات منددة بتعامل القوات العراقية مع الاحتجاجات.

وبرغم تراجع حدة الاحتجاجات نسبياً في شوارع البصرة الجنوبية فإن المظاهرات أمام حقول النفط والغاز استمرت، وإن لم تؤثر على الإنتاج. 

وكشف قائد عمليات الفرات الأوسط المسؤولة عن كربلاء والنجف وبابل والديوانية الفريق الركن قيس خلف المحمداوي عن إلقاء القبض على من اسماهم بالمندسّين من خارج المحافظات التي تشهد المظاهرات ضد سوء الخدمات والبطالة. وقال المحمداوي في تصريح صحافي إن "القطعات العسكرية بصنوفها كافة تعمل على حماية المتظاهرين المطالبين بحقوق مشروعة".

 ورغم أن العراق شهد عدداً من الاحتجاجات في العاصمة وغيرها من المدن، لكن لأمر الذي يميز هذه المظاهرات أنها انطلقت من مناطق تعتبر معقل الأحزاب الشيعية ي المتنفذة في حكم العراق منذ سقوط النظام السابق عام 2003 حيث عبر المتظاهرون عن غضبهم من هذه الأحزاب ومليشيات مسلحة موالية لايران فتم إحراق مقراتها ومكاتبها في المدن التي شهدت الاحتجاجات.

ومن المؤكد أن الأزمة التي اندلعت شرارتها في البصرة على خلفية معاناة المواطن العراقي من سوء الخدمات وإنعدام الماء والكهرباء وإنهيار المستوى التعليمي والصحي في مدن جنوب العراق، لن تحل بين عشية وضحاها فقد وصل المتظاهرون إلى حالة من اليأس من الوعود الحكومية المتكررة في تلبيه هذه المطالب خاصة وان هذه الأحزاب منهمكة في المساومات والمفاوضات للبقاء في السلطة بينما المواطن العر اقي يعيش أوضاعا خدمية ومعيشية سيئة.

ويصنف العراق من بين أكثر الدول فساداً على المستوى العالمي وهو يملك ثاني أكبر احتياطي من النفط في العالم بعد السعودية ويصدر نحو ثلاثة ملايين برميل من النفط يوميا في الوقت الراهن. وينتج أغلب النفط من حقول تقع في جنوبي العراق الذي يعاني من نسب بطالة عالية وخدمات شبه معدومة وانقطاع الكهرباء لفترات طويلة بينما تقارب درجات الحرارة 50 درجة مئوية.