أعلن في بغداد اليوم عن توجه بعثة وزارية عراقية كبيرة تضم 4 وزراء ومجموعة من المدراء العامين الى مدينة جدة السعودية غدا لبحث ملفات مهمة تتعلق بالطاقة الكهربائية والنقل البري والبحري والجوي ضمن آليات مجلس التنسيق المشترك بين البلدين.

وقال وزير التخطيط العراقي سلمان الجميلي الثلاثاء انه سيتوجه بتكليف من رئيس الوزراء حيدر العبادي صحبة ثلاثة وزراء آخرين هم وزراء النفط جبار علي اللعيبي والكهرباء قاسم الفهداوي والنقل كاظم فنجان الحمامي وعدد من المديرين العامين غدًا الاربعاء الى مدينة جدة السعودية.

واوضح الوزير في بيان صحافي تابعته "إيلاف" ان الوفد سيبحث مع الجانب السعودي عدداً من القضايا والملفات المهمة في اطار عمل مجلس التنسيق العراقي - السعودي .. لافتا الى ان ملف الطاقة الذي يشمل الكهرباء والوقود سيكون احد اهم الملفات التي سيتم بحثها مع الجانب السعودي .. اضافة الى تفعيل النقل الجوي والبحري والبري بين البلدين ضمن نشاطات مجلس التنسيق العراقي السعودي الذي تم اعلانه في جدة في اغسطس عام 2017 بحضور العبادي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز. 

وتقول مصادر عراقية إن العبادي وجه بسفر هذه البعثة العراقية عالية المستوى الى السعودية بعد ان اوقفت إيران تصدير الكهرباء للعراق الشهر الماضي ما تسبب في نقص بتوفير الطاقة الى المواطنين في ذروة فصل الصيف على خلفية مشاكل تتعلق بتحويل العراق للمبالغ المستحقة إلى طهران وهو امر ادى الى تفاقم نقمة المواطنين وخروجهم منذ عشرة ايام في تظاهرات احتجاج دامية مطالبين بتوفير الخدمات الاساسية في مجالات الكهرباء والماء والصحة، اضافة الى توفير فرص عمل للعاطلين ومواجهة الفساد بإجراءات رادعة.

وينتج العراق 15.7 ألف ميغاواط من الكهرباء ويستورد من إيران 1200 ميغاواط فيما يحتاج الى 23 ألف ميغاواط لضمان عدم انقطاع الكهرباء عن مواطنيه، حيث يبلغ معدل هذا الانقطاع حاليا عنهم 12 ساعة يوميا مع وصول درجات الحرارة في محافظات جنوب البلاد الى 52 درجة مئوية.

ومن المنتظر ان يوقع الوفد الوزاري مع الجانب السعودي مذكرة تعاون بمجال الطاقة الكهربائية بعد ان أعلن وزير الطاقة الإيراني رضا أردكانيان الاحد الماضي أن بلاده أوقفت تصدير الكهرباء والمياه بالكامل عن العراق. واشار في تصريح صحافي الى ان الاستمرار بتزويد العراق بالكهرباء والماء من شأنه أن يفاقم الوضع الراهن في ايران بشأن قطوعات الكهرباء .

فشل مباحثات عراقية إيرانية

وفشلت مباحثات اجراها في طهران السبت الماضي وزير الكهرباء العراقي قاسم الفهداوي مع وزير النفط الإيراني بيجن زنكنة واردكانيان السبت في التوصل الى حل أزمة قطع ايران للكهرباء عن العراق، مطالبة بغداد بدفع أكثر من 1.5 مليار دولار ديوناً متراكمة من فواتير الكهرباء.

واليوم، قال وزير الطاقة الإيراني رضا أردكانيان للصحافيين في طهران ان العراق بحاجة كبيرة الي الكهرباء خاصة في فصل الصيف، والذي يتم توفير جزء منه عبر ايران من خلال خطوط نقل الطاقة. واضاف "إننا على اتصال دائم بالجانب العراقي ووزير الكهرباء العراقي كان في ايران مؤخرًا واطلع على حاجاتنا للكهرباء".

وتصر إيران التي تطالب العراق بدفع أكثر من 1.5 مليار دولار ديوناً متراكمة من فواتير الكهرباء بأن يجري الدفع بالدولار لكن الحكومة العراقية تتخوف من أن تلحق بها العقوبات الأميركية اضرارًا إذا تعاملت مع طهران بالعملة الصعبة وتطالب في المقابل بالمقايضة بأي شيء ما عدا الدولار .

وفي رد فعل عراقي فقد اوقف الـعـراق قبل ايام إصدار تأشيرات الدخول للإیرانیین قبل أن يعاود إصدارها لكن بوتيرة منخفضة جداً، ما أثار تساؤلات حول هذا الإجراء المفاجئ ومدى ارتباطه بضغوط أميركية على بغداد أو بوقف طهران إمداد بغداد بالكهرباء. 

واوقفت السلطات العراقية الاسبوع الماضي إيرانيين يحملون جوازات سفر مزورة في مطار بغداد كانوا يرومون التوجه بها الى المانيا، وبعد هذا الحادث اتخذت إجراءات تدقيق إضافية على الجوازات الإيرانية وقررت وضع بعض القيود بانتظار التوصل إلى صيغة جديدة بينها استخدام ملصق بدلاً من الختم.

وكان العراق والسعودية قد اعلنتا في أغسطس الماضي عن تشكيل مجلس تنسيقي مشترك لتطوير علاقاتهما ودفعها نحو انفتاح واعد في جميع المجالات الامنية والسياسية والاقتصادية والاستثمارية والسياحية والثقافية والإعلامية وتعزيز التعاون المشترك بين الجانبَيْن في الشؤون الدولية والإقليمية المهمة وحماية المصالح المشتركة وتنمية الشراكة بين القطاع الخاص في البلدَيْن وإتاحة الفرصة لرجال الأعمال للتعرف على الفرص التجارية والاستثمارية وتبني الوسائل الفاعلة التي تساهم في مساعدتهم على استغلالها.

 وبدأ التحسن في العلاقات بين الرياض وبغداد منذ يونيو عام 2016عندما زار العبادي السعودية.