إيلاف من نيويورك: لم تنته بعد تداعيات لقاء الرئيس الأميركي، دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وسط حملة عنيفة تستهدف سيد البيت الأبيض نتيجة ما قاله اثناء المؤتمر الصحفي المشترك.

وخرج مسؤولو الحزب الجمهوري قبل خصومه لادانة كلامه عن التحقيق الذي يقوده روبرت مولر، ودفاعه عن روسيا وصولا الى حد تبرئتها من عملية التدخل وبالتالي اتهام وكالات الاستخبارات الأميركية بالكذب بشكل غير مباشر.

فخ كبير

تناول الرئيس الأميركي التحقيق الروسي بهذا الشكل أوقعه في فخ كبير، وجعله يخرج بمظهر المهزوم امام فلاديمير بوتين، واصبح من السهل التصويب عليه من خلال شعار اميركا أولا الذي رفعه خلال الانتخابات وبعدها.

اكبر خطأ في رئاسته

وبلا ادنى شك فإن تصريحاته جعلت حلفاءه ينفرون منه، فرئيس مجلس النواب السابق، نيوت غينغريتش الذي يدافع عن ترمب منذ الحملة الانتخابية، قال ان الرئيس ارتكب اكبر خطأ في رئاسته، وجدير بالذكر ان ترمب لم يجد سوى شون هانيتي وجنين برو للدفاع عنه.

دمية بوتين

ولكن السؤال الكبير، هل كان ترمب سيئا لهذه الدرجة في لقاء القمة، وهل كان فعلا "دمية" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين كما يتهمه خصومه في الحزب الديمقراطي، وماذا عن الملفات الأخير التي تباحثها الرئيسان.

دور مستشاريه

في الواقع فإن مستشاري الرئيس الأميركي يتحملون مسؤولية كبيرة في خروج ترمب بهذا المظهر في هلسنكي، فالجميع كان على علم بأن وسائل الاعلام لن ترحم ترمب ومعه بوتين وستحاول قدر الإمكان احراج الرجلين خصوصا في موضوع التدخل بالانتخابات بعد توجيه مولر اتهامات لاثني عشر مسؤول في الاستخبارات الروسية.

معركة خاطئة

وقبل أيام من القمة، سلطت وسائل الاعلام اضواءها على المؤتمر الصحفي المشترك وكيف سيتصرف ترمب، وهل سيحابي الرئيس الروسي على حساب بلاده واستنتاجات وكالات الاستخبارات التي اتهمت موسكو بالتدخل في الشأن الأميركي، وبدلا من ان يعمد الفريق المحيط بالرئيس الى تحضيره بشكل جيد لهذا المؤتمر كما حدث في المناظرتين الثانية والثالثة مع المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون عام 2016، انفجر ترمب بعد اسئلة وسائل الاعلام وظن نفسه انه يغرد على تويتر، فدخل في معركة خاطئة بالزمان والمكان مع فريق التحقيق الذي يقوده مولر.

أضاع الفرصة

في العاصمة واشنطن هناك رأي يقول، ان ترمب كان بإمكانه الخروج بصورة اقوى تجعله يظهر بمظهر الممسك بخيوط اللعبة، وكان يكفي ان يقول انه يثق باستخبارات بلاده لهذه الغاية تحدث مع بوتين بهذا الموضوع واتفقا على ارسال محققين للقاء المتهمين الروس، ويمكنه أيضا الاستفادة من موقفه حيال شبه جزيرة القرم حيث قال بوتين صراحة ان ترمب ابلغه بأن هذه المنطقة جزء من اوكرانيا، وأيضا سوريا حيث رمى كرة النار بين الروس والإيرانيين.