شددت إسرائيل القيود على شحنات المواد التي تعبر حدودها إلى قطاع غزة، إثر شن فلسطينيين هجمات جديدة باستخدام بالونات تحمل مواد حارقة.

ومنعت إسرائيل دخول الوقود عبر معبر كيريم شالوم (كرم أبو سالم) حتى الأحد المقبل، بيد أنها سمحت باستمرار دخول شحنات الأغذية والمواد الطبية.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إن ذلك جاء ردا على ما سماه "استمرار المحاولات الإرهابية" لحركة حماس الإسلامية الفلسطينية.

ومن جهتها حذرت حماس، المسيطرة على قطاع غزة، إسرائيل من "عواقب وخيمة".

وشن الجيش الإسرائيلي السبت سلسلة ضربات جوية على القطاع ردا على عمليات قصف انطلقت منه وصفت بأنها الأكثف منذ الحرب بين إسرائيل وحماس في عام 2014.

وقتل فلسطينيان وأصيب 14 آخرون في الضربات الجوية الإسرائيلية، وأصيب أربعة إسرائيليين إثر اطلاق أكثر من 200 صاروخ وقذيفة هاون على مناطق جنوب إسرائيل.

وقد هدأت أعمال العنف في أعقاب موافقة حماس وحركة الجهاد الإسلامي على وقف إطلاق للنار توسطت مصر للتوصل إليه.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه على استعداد "لزيادة قوة هجماتنا" إذا لم يتوقف الفلسطينيون عن إرسال الطائرات الورقية والبالونات التي تحمل وقودا حارقا أو عبوات ناسفة فوق الحدود الإسرائيلية مع القطاع.

وتسببت تلك المعدات في مئات الحرائق في جنوب إسرائيل، إذ أحرقت أكثر من 2,830 هكتارا من الغابات والأراضي الزراعية وتسببت في خسارة مئات الآلاف من الدولارات، بحسب مسؤولين إسرائيليين.

وبدأت هجمات الإحراق تلك خلال مظاهرات الاحتجاج الجماهيرية التي تواصلت على امتداد حدود القطاع مع إسرائيل، في إطار ما يُعرف بـ"مسيرات العودة" التي دعت إلى حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أراضي آبائهم داخل حدود إسرائيل اليوم، كما طالبت أيضا بإنهاء الحصار المفروض على غزة من الجانبين الإسرائيلي والمصري.

وقال مسؤولون صحيون في غزة إن أكثر من 130 فلسطينيا قد قتلوا وأصيب 15 ألفا برصاص القوات الإسرائيلية خلال تلك الاحتجاجات.

وتتهم جماعات حقوقية القوات الإسرائيلية باستخدام القوة المفرطة، وتقول إسرائيل إنها فتحت النار في حالات الدفاع عن النفس فقط ضد أشخاص حاولوا التسلل إلى أراضيها تحت غطاء الاحتجاجات.

وقصفت الطائرات الإسرائيلية الاثنين موقعين تابعين لحماس بعد أن تسببت بالونات حارقة في أربعة حرائق في إسرائيل.

قللت إسرائيل مدى حركة الصيادين الفلسطينيين إلى ثلاث نقاط بحرية
Reuters
قللت إسرائيل مدى حركة الصيادين الفلسطينيين إلى ثلاث نقاط بحرية

وأعلن ليبرمان لاحقا أن معبر كيرم شالوم (كرم أبو سالم) سيغلق أمام شحنات الوقود، فضلا عن تقليل المدى المسموح للصيادين الفلسطينيين الوصول إليه من ستة نقاط بحرية بعيدا عن الساحل (12 كيلومترا) إلى ثلاثة.

وتأتي هذه الإجراءات بعد يوم من إيقاف إسرائيل للصادرات والواردات عبر المعابر مع القطاع، باستثناء الإمدادات الإنسانية الأساسية، والوقود، والغذاء، وبعض المعدات الطبية والأدوية، والماشية والعلف الحيواني، في محاولة لفرض ضغط على حماس.

ووصف فوزي برهوم المتحدث باسم حماس إغلاق المعابر بأنه "جريمة ضد الإنسانية".

وقال برهوم "هذه الإجراءات الانتقامية تعكس درجة الظلم والقبح في الجريمة التي تواجهها غزة، والتي ستكون لها عواقب وخيمة يتحمل الاحتلال كامل المسؤولية عنها".

وقالت منظمة "جيشا" غير الحكومية الإسرائيلية التي تدعو إلى حرية الحركة للفلسطينيين، إن "إغلاق شريان الحياة الرئيسي في غزة فعل عقوبة جماعية غير قانونية مقيت ضد مليوني شخص من سكان غزة، معظمهم من الأطفال".

وتفرض إسرائيل ومصر حصارا بريا وبحريا وجويا على قطاع غزة، منذ فرض حركة حماس لسلطتها على القطاع في عام 2007، وطردها لمنافسيها، بعد عام من فوزها بالانتخابات التشريعية. ويقول كلا البلدين إن الحصار فرض كنوع من الإجراء الدفاعي.

------------------------------

يمكنكم تسلم إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.