واشنطنّ: أدت تصريحات الرئيس الاميركي دونالد ترمب خلال لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إلى تنامي المواقف المنتقدة لسياسته بطريقة غير مسبوقة، حيث بات هناك شبه إجماع على عزل سيد البيت الابيض عن منصبه، بعدما كانت هذه الدعوة مقتصرة على عدد قليل من الديمقراطيين في الكونغرس.

في تطور لافت، دعا مشرع جمهوري في ولاية تكساس الأميركية إلى عزل الرئيس دونالد ترمب “الدجال الذي لم يحترم مؤسساتنا الوطنية ولا قوانيننا ولا الشعب الأميركي”، في إشارة إلى التصريح التي أدلى به ترمب خلال مؤتمره الصحافي الاثنين الماضي الذي عقده في العاصمة الفنلندية هلسنكي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وقال خلاله “إنه لا يعتقد أن موسكو حاولت التدخل في الانتخابات الرئاسية عام 2016، وشكك في مصداقية معلومات أجهزة الاستخبارات الأميركية التي أكدت هذا الأمر".

دعوات لعزل ترمب
وكانت الدعوات إلى عزل ترمب مقتصرة على عدد قليل من الديمقراطيين في الكونجرس، لكن بعد “المؤتمر الصحافي” أصدرت قيادات جمهورية مؤثرة في الكونغرس بيانات وتصريحات أدانت فيها بلهجة قوية وغير مسبوقة الرئيس.

وقال المشرع الجمهوري في مجلس ولاية تكساس جايسون فيلالبا في مقالة نشرتها صحيفة تكساس تريبون الأربعاء “استهزأ رئيسنا بقوانين الهجرة ووكالات الاستخبارات واستراتيجيتنا للسياسة الخارجية، وحتى الشعب الأميركي (…) لقد حان الوقت لعزله ورميه في مزبلة التاريخ”.

ترمب لم يعد قائدا
ولاحظ فيلابا أن الرئيس “الذي رفع الدين القومي بمقدار ترليون دولار، يعتبر الأميركيين أغبياء، ومثيرين للشفقة وضعفاء”، مؤكداً أنه أحد أولئك الذين “حذروا الجمهوريين من التصويت لهذا الدجال”.

وزعم “أنه يطالب بعزل الرئيس لأنني أفعل دائما ما أعتقد أنه صحيح، رغم انه قد يضرني سياسياً، لكننا يجب أن نتجاوز الانقسامات، ونتفق أن ترمب لم يعد قائدنا”.

اجماع
يذكر أن الكثير من الجمهوريين في الكونغرس الذين أصدروا بيانات أدانوا فيها تصريحات ترمب، قال كثير منهم في مقابلات خلال اليومين الماضيين، إنهم لم يلمسوا أي غضب من زملائهم الجمهوريين في مجلسي الشيوخ والنواب بسبب انتقادهم الرئيس علنا.

تراجع ترمب
وكان ترمب تراجع الأربعاء عن تصريحاته “التي فهمت خطاء” وأعلن ثقته بتقارير أجهزة الاستخبارات الأميركي التي تقول إن روسيا متورطة بالتدخل بالانتخابات الرئاسية.


يذكر أن الجمهوريين الذين كانوا يسيطرون على مجلسي الشيوخ والنواب عام 1974، ذهب غالبيتهم في اتجاه التصويت لعزل الرئيس الجمهوري حينها ريتشارد نيكسون، لكن الأخير قرر تقديم استقالاته قبل التصويت بساعات.