بيروت: شهدت مناطق في سوريا ولبنان والأردن منذ بداية شهر يوليو الجاري، عددًا من الهزات الأرضية، تركّزت في أغلبها على الحدود المشتركة بين لبنان والأردن وسوريا.

ودفع تتابع الهزّات التي وصل عددها لأكثر من 42 هزة، الى إثارة التساؤلات والمخاوف، حول ماهية هذه الزلازل وفيما إذا كانت مقدمة لحدوث زلازل أكبر.

يؤكد الخبير الجيولوجي الدكتور كمال خير ل"إيلاف" الا احد يستطيع حتى الآن توقع هزة ارضية او زلزالاً قبل حصوله بمدة أشهر، الأمر الوحيد الذي يمكن أن يحصل علميًا اليوم، أنه في منطقة معينة وبعد دراسات مستفيضة، للأسف غير متوافرة في لبنان، أن يتم التوقع خلال عشر سنوات التي نمر بها أن هناك إمكانية 90% حدوث هزة قوية أو زلزال، وهذا بعد دراسات مستفيضة. 

ويضيف: "في الأساس لبنان موجود بمنطقة زلزالية لكن غير ناشطة جدًا، هناك مناطق أخرى في العام كل 70 او 80 عامًا تحدث فيها زلازل وهزات قوية جدًا، وكما هو معروف الزلزال او الهزة بحاجة إلى وقت لتجميع جهد كي تحصل مرة أخرى في المنطقة ذاتها، فمن المستحيل أن تحصل الهزة بالمكان ذاته فورًا إلا في حالات نادرة جدًا".

وعادة، يضيف خير، عندما تحصل هزة في منطقة معينة يستغرق الأمر إلى حد ال80 او المئتين او حتى ال500 عام، كي يعود الجهد للتجمع كي نحصل على هزة في المكان ذاته وبالقوة ذاتها.

ويلفت خير إلى أننا موجودون في مناطق لها تاريخ في الهزات و"لكن وتيرة حصولها بطيئة جدًا بالمقارنة مع الأماكن المتعارف عليها في المنطقة كتركيا واليونان، او اليابان او التشيلي او الاسكا، ووتير الهزات في المنطقة ولبنان ليست كبيرة لأن حركة الصفائح لدينا بطيئة جدًا مقارنة مع الأماكن الأخرى التي ذكرت."

في حال وقوع زلزال كبير كما أشيع اخيرًا كيف سيكون الوضع في لبنان؟ يجيب خير: "في حال حصل زلزال في المنطقة فبحسب قوة هذا الزلزال من الممكن أن نستشف مدى الدمار الذي يمكن أن يلحق المنطقة بما فيها لبنان، ولكن لا أحد يمكن توقع حصول زلزال أو هزة بالاشهر كما ذكرت، ربما قبل ثوان فقط، من خلال دراسات مستفيضة جدًا يمكن أن يعرف العلماء أننا في منطقة زمنية قد تستوعب هزة أرضية فيها خلال 10 سنوات أو 15 سنة، لكن أدق من هذا الامر لا يمكن أن يحصل، لم نصل إلى مستوى تقني في لبنان حيث يمكن أن نتوقع هزة أرضية أو زلزال قبل 15 يومًا أو أقل.

دراسات كثيرة

ويضيف خير: "الأمر بحاجة لدراسات كثيرة على امتداد فيلق البحر الميت الذي يمر بلبنان وسوريا، ولكن هكذا نوع من الدراسات يجب أن تكون على أنواع مختلفة، هناك نوع من الدراسات يطلق عليها دراسة حركة الزلازل في فترة ألف عام إلى الوراء، هذه الدراسات يُعمل بها بمناطق مختلفة من العالم ولدينا ايضًا في لبنان من قام بها وكنت مشاركًا فيها، ولكنها بحاجة الى جهود أكبر لنصل إلى القول بانه خلال ال10 سنوات المقبلة نحن مهددون بهزة او زلزال."

ويؤكد خير أن لبنان موجود في منطقة تحصل فيها الهزات القوية كل 500 او ألف أو حتى الف وخمسئة عام، حيث إمكانية التوقع تصبح أسوأ.

تاريخ الهزات في لبنان

ويعود خير الى تاريخ الهزات القوية في لبنان فيؤكد أن هزة قوية اصابت لبنان في العام 1997، بقوة 5,8 على مقياس ريختر، وفي العام 1956 شاهدنا هزة قوية أيضًا قدرتها بعض المراصد ب 6 على مقياس ريختير.

اما الهزات المدمرة فهي التي حصلت مثلاً في العام 551، او في العام 1201، أو في العام 1759 هذه هزات فوق ال7 على مقياس ريختير.

ويعتبر خير أن مستوى المباني اليوم في لبنان مقارنة بما حصل في السابق أي في العام 1956 أصبح أفضل بكثير، يومها دُمّرت الاف المباني القديمة وتوفي 134 شخصًا، واليوم ستكون النتائج أخف لأن المنازل اصبحت تبنى بشكل أفضل نسبيًا.

ويؤكد أن الخسائر المادية في حال حصل زلزال في لبنان لا يمكن تفاديها ففي أحسن دول العالم نلاحظ أنه مع مرور الزمن مقارنة بين العام 1906 أي هزة سان فرانسيسكو خسائرها ربما 1 بليون دولار، بينما هزة نورث ريدج التي حصلت في العام 1994 فإن الخسائر أكثر من ذلك بكثير، وكلما تقدمنا بالزمن فإن الخسائر المادية ترتفع.