لندن: بينما تجددت الاحتجاجات العراقية الجمعة فقد أقدمت الكويت على إجراء سيلبي واحدًا من أهم مطالب المحتجين من خلال المساعدة على توفير الطاقة الكهربائية للعراقيين حيث تقوم بتزويد بلدهم بما يحتاجه من وقود "الكازاويل" لتشغيل الوحدات الكهربائية المتوقفة.. بينما اعلن في لندن عن تمويل عمليات استطلاع الرأي في العراق لمعرفة وفهم المطالب بفرص العمل ومحاربة الفساد وتفعيل دور الحكومة في تقديم الخدمات حيث يتصدر الاصلاح حاليا مطالب المواطنين.

وأعلنت وزارة الكهرباء العراقية اليوم ان الكويت ستجهزها بوقود "الكازاويل" لتشغيل الوحدات الكهربائية التوليدية المتوقفة. وقالت الوزارة في بيان صحافي تابعته "إيلاف" انه "بتوجيه من أمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ستباشر وزارة النفط الكويتية بتجهيز وزارة الكهرباء العراقية بوقود "الكازاويل" لتشغيل الوحدات التوليدية المتوقفة ودعم الوحدات العاملة ".

وأضافت ان بارجة كويتية محملة بكمية 30الف متر مكعب من وقود "الكازاويل" كدفعة أولى ستصل يوم غد السبت إلى موانىء البصرة، وستتوإلى الكميات وبشكل دوري على مدى الايام المقبلة ".

يأتي ذلك في وقت تشهد محافظات عراقية بجنوب البلاد ووسطها منذ التاسع من الشهر الحالي مظاهرات احتجاج تطالب بتحسين خدمة الكهرباء وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وتجاوزها حاجز الخمسين درجة مئوية.

وكان امير الكويت الشيخ الصباح قد اكد لرئيس الوزراء العراقي حيدر للعبادي دعم بلاده للعراق في ظروفه الحالية على خلفية الاحتجاجات الدامية التي يشهدها حاليا وعبر خلال اتصال هاتفي في 16 من الشهر الحالي عن أمله بأن "يسود العراق الأمن والسلام أن يسعى نحو توحيد صفوفه وتكاتف أبنائه وتظافر جميع الجهود سعيًا لتحقيق كل ما فيه الخير والصالح له ولشعبه وأن يتمكن من تجاوز هذه الظروف". 

واكد استعداد الكويت لتقديم كل ما من شأنه ان يساعد العراق خلال الفترة المقبلة للبناء والاعمار والاستقرار اضافة إلى المساعدة في بعض المشاريع ومنها تحلية المياه في محافظة البصرة الجنوبية التي انطلقت منها الاحتجاجات وهي المحاذية حدودها مع الكويت وسرعان ما امتدت إلى محافظات اخرى في الجنوب والوسط.

يشار إلى أنّ العراق ينتج 15.7 ألف ميغاواط من الكهرباء ويستورد من إيران 1200 ميغاواط فيما يحتاج إلى 23 ألف ميغاواط لضمان عدم انقطاع الكهرباء عن مواطنيه حيث يبلغ معدل هذا الانقطاع حاليا 12 ساعة يوميا وخاصة بعد ان أعلن وزير الطاقة الإيراني رضا أردكانيان الاسبوع الماضي أن بلاده أوقفت تصدير الكهرباء والمياه بالكامل عن العراق. وأشار في تصريح صحافي إلى أنّ الاستمرار بتزويد العراق بالكهرباء والماء من شأنه أن يفاقم الوضع الراهن في ايران بشأن قطوعات الكهرباء.

وفشلت مباحثات اجراها في طهران السبت الماضي وزير الكهرباء العراقي قاسم الفهداوي مع وزير النفط الإيراني بيجن زنكنة واردكانيان في التوصل إلى حل أزمة قطع ايران للكهرباء عن العراق مطالبة بغداد بدفع أكثر من 1.5 مليار دولار ديوناً متراكمة من فواتير الكهرباء. وتصر إيران التي تطالب العراق بدفع أكثر من 1.5 مليار دولار ديوناً متراكمة من فواتير الكهرباء بأن يجري الدفع بالدولار لكن الحكومة العراقية تتخوف من أن تلحق بها العقوبات الأميركية اضرارا إذا تعاملت مع طهران بالعملة الصعبة وتطالب في المقابل بالمقايضة بأي شيء ما عدا الدولار.

بريطانيا تمول عمليات استطلاع الرأي في العراق

إلى ذلك، أعلن في لندن الجمعة عن قيام صندوق الاستقرار والأمن البريطاني في العراق بدعم عمليات المعهد الديمقراطي لإجراء استطلاعات الرأي العام المستقلة في جميع أنحاء البلاد. 

وتم مؤخرا انجاز ألاستطلاع الاول من مجموع ستة استطلاعات سيتم اجراؤها في العراق تتعلق بفرص العمل ومحاربة الفساد وتفعيل دور الحكومة والتعرف على سقف المطالب تجاه الحكومة المقبلة لخلق فرص العمل وتقديم الخدمات حيث يتصدر الاصلاح حاليا مطالب المواطنين.

وتشير نتائج الاستطلاع على أن الرجال والنساء العراقيون يركزون على التحديات الاقتصادية للبطالة والفساد وينظرون بتفاؤل نحو مستقبلهم كما تظهر ان الطائفية تفقد جاذبيتها بصورة عامة حيث تشير النتائج إلى أن معظم العراقيين مستعدون لتقديم تنازلات من أجل وحدة البلاد. 

ويوضح انه بالرغم من تمتع القوات الأمنية بتأييد شعبي واسع، إلا أن ثقة المواطنين في المؤسسات وهيكلية الحكم متدنية للغاية. وبعد الانتخابات الاخيرة هناك فرصة حقيقية لتشكيل حكومة شاملة تمثل جميع الاطراف، حيث يعتقد العراقيون أن الحكومات المركزية والمحلية بحاجة إلى أن تكون أكثر استجابة وفاعلية في تلبية احتياجات المواطنين، وعليها ان تعمل على اطلاع الشعب بما تقوم به حيث يعد بناء الثقة في المؤسسات العامة من الشروط الاساسية للمثابرة وتحقيق التنمية على المدى الطويل.

ويهدف هذا المشروع الذي يديره المعهد الديمقراطي في العراق إلى مساعدة حكومة العراق والمجتمع المدني والمجتمع الدولي على مراقبة وفهم الوضع في العراق ومعرفة احتياجات المواطنين والاستجابة لها على نحو أفضل مع تطورها على المدى الطويل. 

وقد أجري هذا الاستطلاع الاول في الفترة بين شهري شباط فبراير ونيسان ابريل 2018 من خلال إجراء 14350 مقابلة وجهاً لوجه مع المستطلعين في جميع أنحاء العراق.

والمعهد الديمقراطي الوطني البريطاني هو منظمة غير ربحية وغير حزبية تعمل على دعم المؤسسات الديمقراطية وتعزيزها في جميع أنحاء العالم من خلال مشاركة المواطنين وتعزيز ثقافة الانفتاح والمساءلة في مؤسسات الحكم.