إيلاف من بغداد: كشفت الامم المتحدة اليوم انها وجدت ان المستشفيات والجسور والمدارس ومحطات معالجة المياه ومحطات الطاقة في مدينة الموصل العراقية الشمالية ملوثة بكميات كبيرة جداً من مخلفات المتفجرات التي تركها تنظيم داعش واوضحت ان مليوني عراقي مازالوا نازحين عن مناطقهم الاصلية مؤكدة الحاجة الى 260.5 مليون دولار لمساعدة العراقيين المتضررين من الحرب مع التنظيم. 

وقالت مارتا رويدس، منسقة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في العراق في بيان صحافي تسلمت "أيلاف" نصه الاحد ان هذه الايام تصادف الذكرى السنوية الأولى لانتهاء العمليات العسكرية التي شنّتها القوات المسلحة العراقية على تنظيم داعش لاستعادة مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى الشمالية التي تسبب احتلالها من قبل التنظيم للفترة من حزيران/ يونيو 2014 وحتى تموز/ يوليو 2017 في كارثة إنسانية ومعاناة كبيرة وتدمير مادي هائل حيث فقد اضطر ما يقرب من مليون شخص إلى الفرار من المعارك هناك. 


تلوث كبير في المستشفيات والجسور ومحطات الماء والكهرباء
واشارت المنسقة الاممية الى ان التقييمات التي أجرتها الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني وجدت بأن المستشفيات والجسور والمدارس ومحطات معالجة المياه ومحطات الطاقة ملوثة بكميات كبيرة جداً من مخلفات المتفجرات والقنابل يدوية الصنع التي تركها تنظيم داعش.

وقالت "بعد مرور عام، يمكن ملاحظة العديد من الإنجازات الإنسانية "حيث عاد ما يقرب من 870 ألف شخص الآن إلى الموصل فيما تعمل حكومة العراق والأمم المتحدة وشركاؤها من المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية من أجل ضمان العودة الآمنة والطوعية والكريمة للنازحين من سكان الموصل وإعادة تأهيل البنية التحتية المدمرة واستعادة سُبل العيش".

انشاء ستة مخيمات في نينوى
واوضحت ان مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد أنشأت ستة مخيمات للنازحين في محافظة نينوى وإقليم كردستان وقدمت خدمات الحماية والمساعدة الأساسية للنازحين في المخيمات وكذلك في المستوطنات العشوائية. 

كما قامت المنظمة الدولية للهجرة، بالإضافة إلى دعم النازحين غير القادرين على العودة، بالمشاركة مع مركز المشترك للتنسيق والرصد التابع للحكومة العراقية بإنشاء مركزين للموارد المجتمعية في الموصل لتسهيل إعادة إدماج العائدين. 

كما ساعدت اليونيسف في إعادة التأهيل الأساسي لثلث المدارس الـ 638 التي أعيد فتحها، وعلى أثر ذلك تمكن أكثر من نصف مليون صبي وفتاة من العودة إلى المدارس المحلية بينما قدم برنامج الأغذية العالمي والحكومة وجبات مدرسية طارئة إلى 87،000 طفل في المدارس الابتدائية في 145 مدرسة ابتدائية وأربعة رياض أطفال في غرب الموصل للفترة بين آذار/ مارس وأيار/ مايو الماضيين.

كما دعمت اليونيسف السلطات المحلية في إصلاح شبكات المياه واستفاد أكثر من 800 الف شخص من توفير مياه الشرب المأمونة وفي العام الماضي، خصّصت منظمة الصحة العالمية 53 سيارة إسعاف في هذه المحافظة لضمان حصول المرضى الذين يعانون من ظروف خطيرة على الرعاية الثانوية. 

مستشفيان ميدانيان
واوضحت رويدس انه في غرب الموصل، حيث تضررت ستة مستشفيات رئيسية، نقلت منظمة الصحة العالمية مستشفيين ميدانيين لتقديم خدمات الرعاية الصحية الطارئة للعائدين، وتدعم ستة مراكز للرعاية الصحية الأولية حيث يستفيد منها حوالي 150 ألف نازح. 

واضافت انه بما أن تنظيم داعش قد أغلق معظم صالات الولادة والمستشفيات في الموصل، فقد استجاب صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى الاحتياجات الكبيرة في مجال الصحة الإنجابية والحماية، وكان يدعم بالفعل غرفة الولادة في شرق الموصل في كانون الأول / ديسمبر 2016.

وفي عام 2017، دعمت 16 عيادة للرعاية الصحية الأولية من خلال توفير ما يقرب من 800 الف استشارة طبية حول الصحة الإنجابية للنساء والفتيات، وتم نشر ستة عيادات متنقلة لفرق الصحة الإنجابية في المدينة. وقد أعاد برنامج الاستقرار التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بناء البنية التحتية في هذه القطاعات أيضاً، وهو يعمل على إعادة بناء الشبكة الكهربائية التي ستحافظ على الصحة والتعليم وإمدادات المياه في الموصل.

ازالة 43 ألف و700 لغم
وبينت المنسقة الاممية انه منذ تحرير الموصل، أزالت فرق الألغام التابعة للأمم المتحدة أكثر من 43،700 لغم من المتفجرات، بما في ذلك 1000 عبوة ناسفة من الطرق والجسور والمدارس والجامعات والمستشفيات والعيادات ومحطات معالجة المياه والمباني التابعة لبلدية مدينة الموصل بالإضافة إلى ذلك، قامت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام بتطهير 550 موقعًا أساسيًا للبنية التحتية من مخاطر التفجيرات، الأمر الذي يسمح باستئناف الخدمات الأساسية لسكان الموصل والعائدين. 

وقدم برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية مساعدة قانونية لأكثر من 1،200 أسرة عائدة في 12 منطقة في شرق الموصل لتسوية حقوقهم في السكن والأرض والممتلكات، كما تمت إعادة تأهيل 257 منزلاً متضرراً من النزاع في غرب الموصل، وبذلك تمكّن نحو 3،000 شخص من العودة إلى ديارهم.

احتياجات انسانية ملحة
ونوهت المسؤولة الاممية الى انه على الرغم من هذه الإنجازات، لا تزال هناك احتياجات إنسانية واسعة النطاق في الموصل ومختلف مناطق العراق. إذ تم تمويل 54% فقط من خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2018، التي تهدف إلى الوصول إلى 3.4 مليون شخص من الأشخاص الأكثر ضعفاً الذين يحتاجون إلى مساعدات تُنقذ حياتهم ومساعدتهم على البقاء على قيد الحياة. 

وأضافت "بينما نشعر بالارتياح لرؤية عودة الحياة مُجدداً إلى الموصل، فإن ما يقرب من مليوني شخص في العراق لا يزالون نازحين، كما يواجه أولئك الذين اختاروا العودة إلى المدينة وغيرها من المناطق المحررة العديد من التحديات". 

واشارت الى ان الشركاء يحتاجون على وجه السرعة إلى مبلغ إضافي قدره 260.5 مليون دولار أمريكي لتلبية الاحتياجات الحرجة للعراقيين الذين عانوا سنوات من النزاع والنزوح.. وقالت "إنهم يستحقون السلام والحياة الطبيعية في حياتهم دون مزيد من التأخير".

وكان رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية قد اعلن منتصف تموز يوليو من العام الماضي 2017 عن تحرير مدينة الموصل رسمياً من سيطرة تنظيم داعش. 

وقال في كلمة الى مواطنيه من مقر قيادة قوات مكافحة الإرهاب التابعة للجيش العراقي في الموصل "من هنا من قلب الموصل الحرة المحررة نعلن النصر المؤزر على داعش".. 

وأضاف "نعلن اليوم انتهاء وفشل وانهيار دولة الخرافة في إشارة إلى ما يطلق عليه التنظيم (دولة الخلافة) والإرهاب الداعشي فهم أعلنوها من هنا قبل ثلاث سنوات وبدمائنا استطعنا أن نحقق الانتصار على هذه الدويلة القاتلة".

وشرعت القوات العراقية في 17 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2016 بحملة استعادة الموصل بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ومشاركة نحو 100 ألف من القوات العراقية وفصائل الحشد الشعبي وقوات البيشمركة الكردية.