يعود هاجس توطين الفلسطينيين مجددًا في لبنان بعد تصديق الكنيست الإسرائيلي الأخير على قانون يجرّد غير اليهود من حقهم الإنساني بتقرير المصير.

إيلاف من بيروت: أطلّ هاجس توطين الفلسطينيين في لبنان برأسه بعد تصديق الكنيست الإسرائيلي الأخير، على قانون يجرّد غير اليهود من حقهم الإنساني بتقرير المصير، مثيرًا من خلاله موجة سخط واسع، لكونه يعرّف إسرائيل بأنها دولة يهودية أولًا وأخيرًا، وأنها هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي، وأن حق تقرير المصير يخصّ اليهود فقط.

وفيما اعتبرت إسرائيل، على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، أن التصديق على هذا القانون "لحظة حاسمة، حددنا فيها مبدأ وجودنا الأساسي"، أثيرت تساؤلات حول تداعيات هذا الأمر، وخصوصًا بالنسبة إلى مصير فلسطينيي الداخل، وفلسطينيي الشتات، الذين يرزح لبنان بثقلهم، وهم نحو نصف مليون فلسطيني في المخيمات.

قد سقط هذا القانون على واقع لبناني هش سياسيًا وحكوميًا، وأحيا القلق من هاجس التوطين، الذي صار يفرض إعلان حالة طوارئ لبنانية لمواجهة هذا الخطر، وطبعًا هذا لا يعفي الفلسطينيين من مسؤولية المواجهة، إلا أن لبنان قد يكون الأكثر تضررًا، وتضعه هذه الخطوة الإسرائيلية أمام حتمية المواجهة.

غير صحيحة
تعقيبًا على الموضوع يؤكد النائب السابق سليم سلهب في حديثه لـ"إيلاف" أن فرضية التوطين لا يمكن أن تكون صحيحة في لبنان، لأن الدستور اللبناني يمنع ذلك، ولا مجال في لبنان لتعديل الدستور لمصلحة التوطين، وفي حال حصل التوطين يفقد لبنان هويته اللبنانية، ويصبح مزيجًا عربيًا، وليس لبنانيًا فقط، ويتم تغيير معالم الشعب اللبناني، ليصبح حينها شعبًا مختلطًا من كل المكونات العربية، إن كانت فلسطينية أو سورية.

أما هل ينجح لبنان في سعيه إلى رفض التوطين؟. فيرى سلهب أنه ينجح في حال استمر التوافق اللبناني الداخلي حول رفض الأمر، ومهما كانت الضغوطات الخارجية، حينها لن تقوى على إرادة اللبنانيين وإصرارهم على رفض التوطين.

خطة سلام ترمب
بدوره يؤكد منير أبو جودة أنه "عندما عقد مؤتمر دافوس منذ أشهر عدة، تم الحديث إعلاميًا عن أن رئيس الحكومة اللبناني المكلف سعد الحريري تم إبلاغه على هامش المؤتمر بأن القرار الدولي بإقرار توطين الفلسطينيين في لبنان متّخذ ونهائي، ودُعي إلى الاستعداد له، ونُصح الحريري بوجوب التنسيق مع الأردن لتشابه الظروف بين البلدين، خصوصًا مع الحديث المتكرر عن أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عندما سيحين الوقت سيقول هذه هي خطة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وعليكم تنفيذها.

لذلك فإن على اللبنانيين أن يواجهوا هذا الموضوع من خلال وحدة صفهم تجاه أي نية خارجية بالتوطين في لبنان".

استضافة أم توطين؟
سعيد قليموس يؤكد أن "لبنان من الدول المضيفة والمتميزة في استضافة الفلسطينيين الذين هم ضيوف في لبنان بانتظار حق العودة الذي لا مفر منه، وهو من الثوابت في القضية الفلسطينية، لأن فلسطين في النهاية تتقاسم الأمل والألم مع اللبنانيين، ويبقى أن موضوع توطين الفلسطينيين في لبنان أمر مرفوض، مع وجود استهداف حقيقي ويومي للقضية الفلسطينية منذ بداية القرن الماضي، نحن نتسلح بالإرادة الجامعة الوطنية التي لا يمكن إلا أن ينتصر الشعب من خلالها برفضه التوطين".

أمين صايغ يرى بدوره أنه "أمام انشغال لبنان بأزمة النازحين السوريين، يُغفل المسؤولون قضية أهم وهي أزمة اللاجئين الفلسطينيين، خصوصًا أن البعض يتردد على مسامعه أن هناك دولًا كبرى تقترح المساعدة على إعادة النازحين السوريين مقابل توطين الفلسطينيين، وبالتالي فإن المعلومات في هذا الشأن تؤكد ألا نية لدى المجتمع الدولي لحل أزمة النازحين واللاجئين، خصوصًا أن هذا الموضوع مرتبط بعوامل إقليمية وخارجية".