فازت مجموعة من النساء السويسريات المسنات بأول انتصار على الإطلاق في قضية المناخ في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.

وقالت النساء ، ومعظمهن في سن 70 ، إن عمرهن وجنسهن جعلهن عرضة بشكل خاص لتأثيرات موجات الحر المرتبطة بتغير المناخ.

وورد في حيثيات حكم المحكمة أن جهود سويسرا لتحقيق أهدافها لخفض الانبعاثات كانت غير كافية على الإطلاق.

وهذه هي المرة الأولى التي تحكم فيها المحكمة ذات السلطة القوية بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري.

وانضمت الناشطة السويدية غريتا ثونبرج الثلاثاء إلى الناشطات اللواتي احتفلن في المحكمة في ستراسبورغ

"ما زلنا لا نستطيع تصديق ذلك حقا، ولا نكف عن سؤال محامينا "هل هذا صحيح" ؟

وقالت روزماري وايدلر ، وهي إحدى قادة النساء السويسريات، لوكالة رويترز للأنباء: "يقولون لنا إنه أكثر ما يمكن أن تحصل عليه، أكبر انتصار ممكن"

والحكم ملزم ويمكن أن يؤثر على القانون في 46 دولة في أوروبا بينها المملكة المتحدة.

روزماري وايدر والتي و آن ماهرر
Getty Images

وقضت المحكمة بأن سويسرا "لم تمتثل لواجباتها بموجب الاتفاقية المتعلقة بتغير المناخ" وأنها انتهكت الحق في احترام الحياة الخاصة والأسرية.

كما وجدت أنه "كانت هناك فجوات حرجة" في سياسات البلاد لمعالجة تغير المناخ بما في ذلك الفشل في تحديد التخفيضات في غازات الاحتباس الحراري - تلك الغازات التي تسخن الغلاف الجوي للأرض عندما نحرق الوقود الأحفوري مثل النفط والفحم والغاز.

وقالت النساء السويسريات، اللواتي يطلق عليهن كليماسينيورينين أو كبار السن من أجل حماية المناخ، إنهن لايستطعن مغادرة منازلهن ويعانين من نوبات صحية خلال موجات الحر في سويسرا.

وأظهرت بيانات أن الشهر الماضي كان أعلى آذار حرارة في العالم على الإطلاق، مما يعني أن سجلات درجات الحرارة قد كسرت لعشرة أشهر متتالية.

وكان أكثر من 2000 امرأة، معظمهن في سن 70، في مجموعة كليماسينيورينين قد رفعن القضية قبل تسع سنوات داعيات إلى حماية أفضل لصحة المرأة فيما يتعلق بتغير المناخ.

وقالت الرئيسة السويسرية فيولا أمهيرد في مؤتمر صحفي إنها بحاجة لقراءة الحكم بالتفصيل قبل التعليق، وفقا لوكالة رويترز للأنباء.

وأضافت: "الاستدامة مهمة جدا لسويسرا، والتنوع البيولوجي مهم جدا لسويسرا، وهدف إيصال مستوى انبعاث الغازات إلى الصفر مهم جدا لسويسرا."

ورفضت المحكمة قضيتين أخريين رفعهما ستة شبان برتغاليين ورئيس بلدية فرنسي سابق، جادل كلاهما بأن الحكومات الأوروبية فشلت في معالجة تغير المناخ بسرعة كافية ، منتهكة حقوقهم.

وقالت إليزابيث ستيرن (76 عاما) وهي عضوة في المجموعة النسائية إنها رأت كيف تغير المناخ في سويسرا منذ أن كانت طفلة ترعرعت في مزرعة.

"لم أخلق للجلوس في كرسي هزاز وغزل الصوف"

وردا على سؤال حول التزامها بالقضية لمدة تسع سنوات ، قالت: "البعض منا خلق هكذا، لم نخلق لنجلس على كرسي هزاز نغزل الصوف."

وكان النشطاء الشباب في جميع أنحاء العالم يأملون في أن يفوز الشباب البرتغاليون الستة أيضا بقضيتهم ضد 32 حكومة أوروبية.

وجادل الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 24 عاما، بأن موجات الحر الشديدة وحرائق الغابات تركتهم غيرقادرين على الخروج للعب، والذهاب إلى المدرسة، وأنهم يعانون من القلق على خلفية المناخ.

لكن المحكمة قالت إن القضية تحتاج إلى البت فيها في البرتغال أولا.

وقالت صوفيا أوليفيرا، 19 عاما، لبي بي سي نيوز إنها شعرت بخيبة أمل ولكن فوز النساء السويسريات هو فوز لنا أيضا وفوز للجميع".

وزعمت قضية ثالثة رفعها رئيس بلدية فرنسي سابق أن تقاعس الحكومة الفرنسية يهدد بغمر بلدته في بحر الشمال.

وتم رفض القضية لأن الذي رفعها لم يعد يعيش في فرنسا ويجب على المدعين إثبات أنهم ضحايا مباشرون لانتهاكات حقوق الإنسان.

وتؤثر الأحكام الصادرة في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان على القانون عبر الدول الأعضاء الـ46.

وقالت إستل ديهون كيه سي، المحامية في كورنرستون تشامبرز في المملكة المتحدة ، "إن الحكم يتعامل مع القضايا الصعبة في محاكم المملكة المتحدة بطريقة قد تكون مقنعة."

وقالت لبي بي سي نيوز:" إن الحكم يرفض بشكل شامل الحجة القائلة بأن المحاكم لا يمكنها أن تحكم في الالتزامات القانونية للمناخ لأن تغير المناخ ظاهرة عالمية أو لأن عمل دولة واحدة هو مجرد "قطرة في المحيط".

وقد وقعت الحكومات على مستوى العالم على تعهد بالحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

لكن العلماء والناشطين يقولون إن التقدم بطيء للغاية وأن العالم ليس على المسار الصحيح لتحقيق الهدف الحاسم المتمثل في الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى مستوى 1.5 درجة مئوية.