باريس: قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان إن سلطات بلاده رحلت الجمعة الإمام الجزائري محمد تاتيات الذي كان خطيبا في أحد مساجد تولوز، بعد صدور حكم قضائي في حقه إثر اتهامات بـ"التحريض على الكراهية وعلى التمييز إزاء اليهود".

في المقابل، ندد أحد محامي تاتيات بالطرد الذي قال إنه حصل "بالقوة العسكرية". وردت محكمة النقض طعن الإمام مثبتة إدانته بشكل نهائي في 19 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ما أتاح لوزير الداخلية في 5 نيسان (أبريل) الماضي، التوقيع على قرار طرده.

إثر الحكم عليه نهائيا بالتحريض على الكراهية والعنف إزاء اليهود، طردت السلطات الفرنسية مساء الجمعة الإمام الجزائري محمد تاتيات الذي كان يخطب في أحد مساجد تولوز بجنوب فرنسا إلى الجزائر.

في أقل من 24 ساعة
وأشار وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان في رسالة على "إكس" إلى أن "قانون الهجرة (سمح) مجددا بأن يطرد إمام في تولوز يحرض على الكراهية ومحكوم عليه قضائيا، إلى بلده في أقل من 24 ساعة".

وندد أحد محامي تاتيات بطرد حصل "بالقوة العسكرية". وقال جان إغليسيس "لم يكن الأمر طارئا، فهو في فرنسا منذ 40 عاما وله أطفال ويعمل هنا ولم يثر أي ضجة منذ سبع سنوات، وها هو الآن في طائرة متوجهة إلى الجزائر".

وكان من المفترض إقامة جلسة الإثنين للنظر في التماس عاجل من محامي الإمام بشأن قرار الطرد هذا في المحكمة الإدارية في باريس، وفق ما كشف المحامي.

ووفقاً لما نقله موقع "فرانس 24" صرح إغليسيس أن "ما يحصل هو نوعا ما خطر... فهو تحد لأصول الدفاع والسلطة القضائية"، مشيرا إلى أنه تعذر عليه التواصل مع موكله عندما كان قيد الترحيل في مطار تولوز.

وصل محمد تاتيات إلى فرنسا في 1985 إماما مبتعثا من الجزائر. وبعد سنتين انتقل إلى تولوز ليخطب في مسجد حي أمبالو.

وفي حزيران (يونيو) 2018، أبلغ المسؤول المحلي عن منطقة أوت-غارون عن تصريحات تم الإدلاء بها خلال خطبة في مسجد النور في 15 كانون الأول (ديسمبر) تنطوي، في نظره، على "تحريض على الكراهية وعلى التمييز إزاء اليهود".

وفي 31 آب (أغسطس) 2022، حكمت محكمة الاستئناف في تولوز على تاتيات بالسجن أربعة أشهر مع وقف التنفيذ بسبب تلك الخطبة.

وفي 19 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ردت محكمة النقض طعن الإمام مثبتة إدانته بشكل نهائي.

وفي 5 نيسان (أبريل) الماضي، وقع وزير الداخلية على قرار طرده.