إيلاف من بيروت: عن عمر ناهز 73 عاماً، رحل أمس رائد الفضاء السوري اللواء محمد فارس في إحدى مستشفيات مدينة غازي عنتاب التركية، على إثر إصابته بأزمة قلبية، حدثت في نهاية شهر رمضان، وامتدت تأثيراتها حتى وفاته الجمعة في منفاه الاختياري بتركيا، فقد قرر الخروج من سوريا عام 2011 عقب اندلاع الثورة السورية، مؤكداً حينها أنه بصفته رجل طيار شاهد طائرات النظام تقصف مدينة حلب دون تمييز، فأدرك حينها أن القادم أسوأ، مما دفعه للرحيل عن بلاده.

ونقلت وكالة "الأناضول" التركية عن مقربين من عائلة رائد الفضاء الراحل تأكيدهم نبأ وفاة فارس بعد تعرضه لأزمة قلبية في أواخر شهر رمضان.

ومحمد فارس من مواليد حلب السورية عام 1951، وهو أول رائد فضاء سوري وثاني رائد فضاء عربي بعد السعودي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، ونال شهرة كبيرة على الصعيد السوري والعربي والدولي بعدما صعد إلى الفضاء في رحلة مشتركة مع الاتحاد السوفيتي عام 1987 عبر محطة مير الفضائية.

وانتقل للعيش في تركيا مع اندلاع الأزمة السورية عام 2011، ومنحته أنقرة الجنسية التركية في وقت لاحق.

الأسد أبقاه في منزله 9 سنوات بلا عمل
تشير تسجيلات وحوارات لرائد الفضاء السوري الراحل، إلى أنه بعد عودته من رحلة الفضاء، أصبح نجماً في بلاده، مما جعل الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد يبقيه في منزله 9 سنوات بلا عمل، على الرغم من أنه طيار، ومشهود له بالكفاءة، كما تحدث عن معاناته المادية هو وعائلته، إلى الحد الذي كان يدفع زوجته إلى عدم الظهور في المناسبات الاجتماعية نظراً لسوء الأحوال المادية والمعيشية.

وفي معرض حديثه عن الطريقة التي تعامل بها الراحل حافظ الأسد معه، كشف عن أنه حينما تلقى وساماً من الدولة، قام حافظ الأسد بمنحه إياه في يديه رافضاً أن يطوق عنقه به خلافاً للبرتوكول المعروف، في إشارة إلى عدم شعور الأسد بالرضا عنه، وحينما تحدث عن دوافع ذلك قال :"لا أعلم ربما كان الأسد يريد ابنه باسل أن يصعد للفضاء بدلاً مني".