موسكو: أعلنت روسيا الأحد سيطرتها على بلدة بوغدانيفكا في شرق أوكرانيا مكثفة ضغوطها للسيطرة على مدينة تشاسيف يار غداة تصويت مجلس النواب الأميركي على مساعدات عسكرية جديدة لقوات كييف التي تعاني نقصا في الذخيرة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن "وحدات من القوات الجنوبية حررت بالكامل منطقة بوغدانوفكا (الاسم باللغة الروسية) في جمهورية دونيتسك الشعبية".

وتقع بوغدانيفكا وهي بلدة صغيرة كان عدد سكانها ما دون مئة نسمة قبل الحرب، على بعد أقل من عشرة كيلومترات من تشاسيف يار المدينة التي يتركز عليها الهجوم الروسي بعد السيطرة على باخموت شرقاً في ربيع 2023.

وتقع تشاسيف يار على مرتفع على بُعد أقل من ثلاثين كيلومترا جنوب شرق كراماتورسك، المدينة الرئيسية في منطقة دونيتسك الخاضعة للسيطرة الأوكرانية والتي تعد محطة مهمة للسكك الحديد والخدمات اللوجستية للجيش الأوكراني.

ومن شأن السيطرة على تشاسيف يار أن تتيح للجيش الروسي فرصة التقدّم في المنطقة.

ولم يذكر الجيش الأوكراني بوغدانيفكا في تقريره الصباحي، لكن وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف كان قد أقر بأن "الوضع متوتر" على الجبهة الشرقية حيث الجيش الروسي "متفوّق من حيث العديد".

ويأتي إعلان موسكو غداة تصويت مجلس النواب الأميركي على مساعدات عسكرية واقتصادية بقيمة 61 مليار دولار لكييف بعد أشهر من العرقلة.

وقالت أوكسانا (50 عاماً) وهي ممرضة التقتها وكالة فرانس برس الأحد في وسط مدينة كييف "لقد وصلت أخيراً!"، في إشارة إلى المساعدات. ورأت أنها "سوف تساعد كثيرًا".

وأمل ستيبان (61 عاماً) وهو موظف لدى شركة شبكات السكك الحديد الأوكرانية، أن يكون الحصول على شحنات القذائف والذخائر "فورياً... لأن الرجال يعانون على خط الجبهة".

واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء السبت بعد تصويت مجلس النواب الأميركي لصالح حزمة المساعدات أنها "ستنقذ آلاف الأرواح".

وأكد أنها "مساعدة مهمة جداً سيشعر بها جنودنا على خط الجبهة".

وتحدّث الرئيس الأميركي جو بايدن عن "مساعدة حيوية"، وحضّ مجلس الشيوخ على المصادقة عليها في أسرع وقت.

"عدة أسابيع"
يعاني الجيش الأوكراني نقصا في الذخيرة، بالإضافة إلى صعوبة تجنيد متطوعين جدد، بعد أكثر من عامين من حرب أنهكته.

وميدانياً، لا تسير الأمور في صالح أوكرانيا بعد أشهر من فشل الهجوم المضاد الذي شنته في صيف العام 2023، وباتت روسيا تحتلّ نحو عشرين بالمئة من أراضيها.

وفي حين يتوقع أن تسمح المساعدات الأميركية للقوات الأوكرانية بالتقاط أنفاسها في مواجهة الجيش الروسي، إلا أنّ الشحنات الأولى من القذائف والذخيرة الموعودة لن تؤثر على سير المعارك "قبل عدة أسابيع"، حسبما أكد المعهد الأميركي لدراسة الحرب في تقريره الأخير.

في هذه الأثناء، قد يستفيد الروس من فترة الانتظار التي ستستمر أسابيع لمواصلة قصف البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا وشنّ هجمات برية خصوصاً في دونباس.

ورأى الكرملين من جهته أن المساعدات الأميركية الجديدة "لن تغير شيئاً" على الأرض.

وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف السبت أن قرار توفير مساعدة لأوكرانيا "سيزيد الولايات المتحدة ثراء وأوكرانيا دماراً بقتل مزيد من الأوكرانيين بسبب نظام كييف".

ورحّب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بقرار مجلس النواب الأميركي، معتبراً أنه "يوجه إشارة واضحة إلى الكرملين".

وأعلنت الشرطة الأوكرانية الأحد إصابة اثنين من عناصرها وامرأة مسنّة في قصف روسي على منطقة خيرسون في جنوب البلاد.