إيلاف من لندن: بعد ثلاثة عقود قضاها في الإعلام الميداني، قدم خلالها تغطية لأخبار الحروب والأزمات والكوارث الطبيعية من ميادين القتال، ينتقل محمد العرب في رحلة جديدة إلى رحاب عالم الذكاء الاصطناعي، حيث أطلق منصة تواصل اجتماعية مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.

وقد بلغت رحلة العرب الصحفية 18 بلدًا، بينها البحرين والمغرب وباكستان والصومال، بالإضافة إلى بلدان مشتعلة ميدانيا مثل أفغانستان (مرحلة سقوط طلبان وعودة طلبان) وغزة (2008) وسوريا والعراق واليمن (خمس سنوات وثلاثة أشهر وهي أطول مدة يتواجد فيها مراسل حربي في منطقة مشتعلة)، جمع خلالها خبرة واسعة في تغطية الخبر ومعالجته.

واليوم، ينتقل العرب من متاريس المعارك إلى خوارزميات الذكاء الاصطناعي، من خلال منصة تواصل اجتماعي مدعومة بالذكاء الاصطناعي، أطلق عليها اسم "pangeanis"، وتسعى لتوفير "فضاء حر للتعبير والتفاعل من دون قيود" على حد قوله، بالرغم من التحديات التي قد تطرأ.
وكان لـ"إيلاف" مع العرب هذا الحوار:

إيلاف: الا تجد فرقاً كبيراً بين الميدانين؛ إعلام الأزمات والذكاء الاصطناعي؟
العرب: على الصعيد التقني نعم، ولكن على صعيد الإعلامي فالموضوع يعتمد على تعاقب الأجيال والمفاهيم والأساليب. المراسل في الميدان يعتبر مصدر المعلومات الأكثر موثوقية. أما الذكاء الاصطناعي، فقد أحدث ثورة في مفاهيم العمل في عدة مجالات. وأصبحت سرعة نمو هذه التقنية تؤثر على جميع مجالات الحياة، ومن بينها مجال الإعلام في مقدمتها. ومن المسلم به أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة قوية لتحويل البيانات الضخمة إلى معلومات مفيدة، مما يساعد الصحفيين في تحديد الأخبار المهمة وتحليلها بشكل أفضل.

المنصة تحمل اسم pangeanis. فما دلالات الاسم؟
الاسم مستوحى من قارة "بانجيا" أو "Pangaea"، التي تعني "الكل" كما تعني الأرض باللغة الإغريقية. تُعتبر بانجيا القارة العملاقة التي كانت موجودة قبل حوالي 360 مليون عام، قبل أن تنفصل لتُشكل القارات المعروفة اليوم. اختيار هذا الاسم يعكس رغبتنا في أن تكون المنصة مكانًا للجميع بعيدًا عن التصنيفات والانقسامات، حيث نسعى لتوفير بيئة مفتوحة وشاملة للتواصل والتفاعل. على الرغم من أننا نعرض أنفسنا كمنصة تواصل اجتماعي عربية إسلامية، إلا أننا نرحب بالجميع من جميع الثقافات والخلفيات.

كيف وجدت تقبل جمهور المنصات الاجتماعية للمولود الجديد؟
خلال أقل من شهر ومن دون إعلانات أو حملات تسويقية، تجاوز عدد المشتركين حاجز الـ 20 ألف مشترك. هذا الرقم يعد إنجازًا بالنسبة لنا، خاصة وأن المنصة لا تزال في مرحلتها التجريبية.

تقدمون نفسكم على انكم منصة بسقف حرية مرتفع. كيف ستتعاملون مع القيود التي تفرضها بعض الجهات والدول؟
نحن نؤمن بأن حرية التعبير هي قيمة أساسية، ولذلك نسعى لتوفير مساحة آمنة لكل الأفراد للتعبير عن آرائهم وقناعاتهم من دون تدخل منا. في المقابل، نحن نلتزم بعدم السماح بأي نشاط يحرض على العنف أو الإرهاب، أو ينتهك القواعد الاجتماعية والقانونية. لكن لن نمنع أي رأي سياسي بشرط ألا يحرض على العنف والارهاب، كما ان لدينا فلسفة اخبارية خاصة بما يتعلق بتغطية الملفات الساخنة لذا ستمنح المنصة ادوات تكنولوجية مبتكرة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لنقل واقع المناطق التي تشهد احداث مهمة، مع الالتزام بمبادئ النزاهة والموضوعية في تغطية الأخبار.


فريق عمل منصة Pangeanis

ما دور الذكاء الاصطناعي في منصتكم؟
أولاً، تم بناء الذكاء الاصطناعي بواسطة فريقنا المكون من 86 مبرمجًا مباشرًا و50 مبرمجًا غير مباشر من خلال مقر شركتنا في مانغالورو، المعروفة باسم شاطئ السيليكون. باستخدام التقنيات الهندية، يعتمد مشروعنا على أن يدعم الذكاء الاصطناعي عملية النشر والانتشار.

ماهي خططكم المستقبلية؟
كمشروع عربي، هدفنا في المرحلة الأولى هو أن نصبح رقمًا صعبًا في القارتين الأفريقية والآسيوية خلال السنوات 2024-2025، وذلك من خلال استقطاب عرب المهجر ثم الانفتاح على العالم كمحطة تسويقية. وندرك أن العالم الآن أصبح قرية صغيرة، لذا نجد أن لدينا مشتركين من دول أوروبية والأميركتين وأستراليا رغم عدم استهدافنا هذه الأسواق بشكل مباشر.

ختاما، هل ستعود إلى التلفزيون؟
أعتزم طرح تلفزيون عبر منصتنا "Pangeanis" في المستقبل.