تحذير أميركي من تهديدات صادرة عن laquo;القاعدة في أرض النيلينraquo;

الخرطوم - النور أحمد النور

قللت الخرطوم، أمس، من تحذير الولايات المتحدة رعاياها من السفر إلى السودان، ولا سيما دارفور، واعتبرت ذلك خطوة روتينية، وانتقدت تأييد المرشحين لمنصب نائب الرئيس الأميركي، الديموقراطي جوزيف بايدن والجمهورية سارة بايلن، فرض منطقة حظر جوي فوق دارفور لوقف laquo;الإبادة الجماعيةraquo; و laquo;الأعمال الوحشيةraquo; في الإقليم، ووصفت موقفهما بأنه laquo;متاجرة رخيصةraquo; بقضايا السودان في الحملة الانتخابية وتهديد لأمنها وعدوان على سيادتها.
وقال مسؤول رئاسي لـ laquo;الحياةraquo; في الخرطوم أمس إن واشنطن درجت على اصدار تحذيرات متكررة إلى رعاياها بعدم السفر إلى السودان خلال فترات متباعدة، ورأى أن ذلك لا يتسق مع الأوضاع الأمنية، مؤكداً أن بلاده تشهد استقراراً أمنياً، و laquo;ليس هناك ما يدعو إلى القلقraquo;. وأوضح أن مقتل ديبلوماسي أميركي في الخرطوم مطلع العام كان حادثاً معزولاً وقبض على الجناة الذين تجرى محاكمتهم،لافتاً إلى أنه لا يوجد نشاط لخلايا ارهابية وليست هناك مؤشرات على تهديدات جدية لسلامة الأجانب.
وانتقد دعوة المرشحين لمنصب نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن وسارة بايلن إلى فرض منطقة حظر جوي فوق دارفور لوقف laquo;الإبادة الجماعيةraquo; و laquo;الأعمال الوحشيةraquo; في الاقليم، ووصف ذلك بأنه تهديد لأمن البلاد وعدوان على سيادتها. وأضاف أن قضية دارفور تستخدم في الحملة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة، وتستغلها مجموعات الضغط لتعزيز نفوذها. وطالب المرشحين للرئاسة الاميركية جون ماكين وباراك أوباما والمرشحين لنيابة الرئيس بـ laquo;عدم المتاجرة بالسودان وقضاياهraquo;، ووصف ذلك بأنه laquo;عمل لاأخلاقيraquo;.
وحذّرت الخارجية الاميركية الاميركيين من السفر إلى السودان، ولا سيما إلى دارفور. وقالت الخارجية في بيان وزعته السفارة الأميركية في الخرطوم أمس إن الأميركيين الذين يختارون السفر إلى السودان ينبغي مراجعة وضعهم الأمني واتخاذ الاحتياطات المناسبة، واخطار السفارة بمواقع وجودهم في السودان وتسجيل أرقام هواتفهم للاتصال بهم في حال الطوارئ. وأضافت أن مجموعة تطلق على نفسها اسم laquo;تنظيم القاعدة في أرض النيلينraquo;، في إشارة إلى النيلين الأبيض والأزرق اللذين يتعانقان في الخرطوم، هددت باستهداف الرعايا الأميركيين فى السودان، كما تعهدت laquo;جماعة الجهادraquo; بمواصلة القتال ضد الولايات المتحدة وحلفائها بعدما تبنت اغتيال الديبلوماسي الأميركي جون غرانفيل وسائقه السوداني رمياً بالرصاص في الخرطوم في مطلع العام.
وكان بايدن قال في مناظرته مع منافسته بايلن: laquo;ليس لديّ رغبة في الإبادة الجماعية عندما تحدث في دارفور، فنحن يمكننا أن نفرض منطقة حظر جوي الآن، فهو عمل داخل اختصاصنا، ويمكننا أن نقود حلف الناتو إذا كانت لدينا الرغبة في اتخاذ موقف قويraquo;. وزاد: laquo;كنت في مخيمات اللاجئين في تشاد وشاهدت المعاناة، فالآلاف وعشرات الآلاف ماتوا ويموتون... فيجب علينا أن نستنفر العالم للعمل ونجمعه بتحركنا لتوفير المروحيات للحصول على 21000 جندي من الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي لوقف هذه الإبادة الجماعيةraquo;. أما حاكمة ألاسكا سارا بايلن فقالت: laquo; نؤيد منطقة الحظر الجوي في دارفور والتأكد من أن كل الخيارات موجود على الطاولة أيضاً، فأميركا تقف موقفاً تستعد فيه للمساعدة لأننا جميعنا أفراداً وإنسانيين ومسؤولين منتخبين يجب أن نفعل كل ما في وسعنا لإنهاء تلك الأعمال الوحشية في تلك المنطقة من العالمraquo;.
إلى ذلك، قال قائد القوة الاممية الافريقية المشتركة في دارفور laquo;يوناميدraquo; الجنرال مارتن لوثر اغواي انه من غير وجود طائرات هليكوبتر فإن بعثة السلام في دارفور مصيرها الفشل. وأفاد اغواي في تصريحات أن دولاً عدة أطلقت نداءً بتوفير 18 طائرة هليكوبتر منها ست مروحية للمهمات الهجومية بجانب طائرة مدنية لسد الاحتياجات الفعلية للقوات المشتركة في الاقليم.
وطالبت laquo;حركة/جيش تحرير السودانraquo; (قيادة الوحدة) أمس بتعليق المبادرات السودانية والإقليمية المتعلقة بحل أزمة دارفور laquo;لمدة شهرين على الأقل، باعتبارها غير صالحة زمنيا وكلها مرتبطة بقضية الرئيس السودانيraquo;، في إشارة إلى طلب ادعاء المحكمة الجنائية الدولية محاكمته بتهم مرتبطة بجرائم دارفور. ورأى الناطق باسم الحركة محجوب حسين، في بيان، أن الأولوية هي لانتظار قرار قضاة المحكمة الجنائية في شأن طلب توقيف الرئيس البشير.
من جهة أخرى، قال مساعد الرئيس السوداني موسى محمد أحمد إن ملف الترتيبات الأمنية في اتفاق السلام في شرق البلاد بين الحكومة ومتمردي laquo;جبهة الشرقraquo; السابقين، كان من أصعب الملفات التي شهدت تقدماً، إذ جرى استيعاب 300 مقاتل في الجيش الحكومي من بينهم 60 ضابطاً و20 ضابطاً في جهاز الأمن الوطني و32 ضابطاً في الشرطة، إلى جانب استيعاب 50 من خريجي الجامعات في شرق السودان في الكلية الحربية. وأوضح أن ملف الترتيبات الأمنية نفذ بنسبة60 في المئة.