لندن - 'القدس العربي'

قال قيادي في الحزب الحاكم في مصر انه ليس من المستبعد ان يحصل رجل الأعمال والسياسي البارز هشام طلعت مصطفى على البراءة من تهمة التحريض على قتل المغنية اللبنانية سوزان تميم. وأشار اللواء نبيل لوقا بباوي وكيل اللجنة الاعلامية في مجلس الشورى والقيادي بالحزب الوطني ان النيابة وجدت ما يكفي من الادلة لاحالة هشام إلى محكمة الجنايات، إلا ان الأمر سيتوقف على 'كتيبة الدفاع عن هشام' لاثبات براءته.
وحول ما تردد عن وجود تسجيلات صوتية للاتفاق بين الضابط السابق محسن السكري وهشام على قتل سوزان، قال اللواء ان المحكمة قد ترفض قبول تلك التسجيلات كدليل لانها تمت بدون اذن من النيابة. وحول ما اذا كان الحزب الحاكم قد تدخل في التحقيقات مع هشام، قال ان التدخل الوحيد هو بعدم حماية المتهم حتى اذا كان واحداً من رموز الحزب الحاكم، كما هو الحال بالنسبة لهشام، ما يؤكد انه لا أحد فوق القانون في مصر. وحول امكانية تسليم هشام للامارات لمحاكمته حيث وقعت الجريمة، قال ان القانون المصري يسمح بمحاكمة المتهم طالما انه موجود على الأراضي المصرية. وتوقع اللواء ان تكون المحاكمة طويلة وأن تشهد 'أخذاً ورداً' لأن اعتراف المتهم الأول محسن السكري ضد هشام ليس دليلاً كافياً لادانته بالتحريض على قتل سوزان.
واستمرت اجواء الصدمة والترقب مخيمة على الساحة السياسية والاقتصادية في مصر غداة توجيه الاتهام رسميا الى 'امبراطور' العقارات هشام طلعت مصطفى بالتحريض على قتل المغنية اللبنانية سوزان تميم. وبدت النخبة الحاكمة حريصة على ان تنأى بنفسها عن المتهم الذي يعتبر الرجل الثالث في امانة السياسات التي يرأسها جمال مبارك، كما يشغل منصب رئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس الشورى.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الحكوميــة من خلال مصادر لها انها علمت أن الســـيد صفوت الشريف رئيس مجلس الشـــورى قد وافق على رفع الحصانة عن السيد هشام طلعــت مصـــطفى عضو المجلس يــوم 25 آب (أغسطس) الماضي بنــــاء على طلب السيد المستشار النائب العام في 24 من نفس الشهر .وأضافت الوكالة ان الشريف كان قد وافق فى 10 آب (أغسطس) الماضي على ما انتهى اليه المستشار رئيس لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس الشورى بالاذن لهشام طلعت مصطفى للادلاء بأقواله امام النيابة العامة، وذلك بعد ابلاغه بطلب النيابة العامة باتخاذ اجراءات التحقيق ورفع الدعوى الجنائية ضده في قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم في دبي .
واعتبر مراقبون ان جناحا في الدولة كان حريصا على الدفع بتبرئة هشام، من خلال شن حملة اعلامية واسعة في التلفزيون الحكومي وبعض الصحف الحكومية، في الوقت نفسه الذي كانت التحقيقات تؤكد تورطه في القضية. ولم يستبعدوا ان تكون العلاقة العائلية التي تربط هشام بأحد اركان الحكم وقفت وراء تلك الحملة، وجعلته واثقا بما يكفي للعودة الى مصر من سويسرا عندما انفضحت علاقته بالقتيلة.