اليكس فيشمان - يديعوت

في الجيش الاسرائيلي راضون: هذه المرة، كما يقولون هناك، الجيش البري لم يخيب الامل. في البحث لدى وزير الدفاع امس اعلن ضابط استخبارات كبير بان 'حماس باتت نادمة عن أنها تخلت عن التهدئة'. من الصعب الجدال: في اليوم الاول من الخطوة البرية عملت فرقة غزة بشكل مهني وجدير بكل ثناء. في تسعة ايام القتال ضربت حماس ضربة شديدة جدا، دون رد حقيقي. كل ذلك صحيح، يا سادتي الجنرالات، ولكن مهلا. انتم تعرفون بالضبط لمن تظهرون نصف عمل. حتى الان قطعنا فقط 'الطريق الى الهدف'. اما المعركة الكبيرة، المعقدة، 'على الهدف' فلا تزال امامنا.
بين منتهى السبت ويوم الاحد نفذ الجيش الاسرائيلي هجوما على مستوى فرقة منسقا استخدم فيه سلسلة من المساعي للسيطرة على شمالي القطاع وعلى مناطق اطلاق الصواريخ في هذه المنطقة. وحسب تعريفات حماس، فان هذه المنطقة تسمى 'منطقة الحماية'، المنطقة التي يفترض أن يتم فيها القتال امام القوات المتقدمة من الجيش الاسرائيلي بواسطة العبوات، الكمائن وقذائف الهاون. بسبب التخوف من الافخاخ والعبوات نفذ الجيش الاسرائيلي اقتحاما لـ 'منطقة الحماية' اساسا بقوات مشاة. مقاومة العدو في هذه المرحلة كانت اقل مما توقعوا. القليل من الصدامات والقليل من العبوات. حماس اختارت أن تتقلص الى داخل منظوماتها الدفاعية الاساسية وامطرت بنار الهاون القوة المتقدمة.
معظم قوات الجيش الاسرائيلي وصلت الى الاهداف التي تقررت لها في وقت مبكر اكثر من المخطط له. وحماس في هذه المرحلة من العملية تكبدت نحو 50 قتيلا، بعضهم في الاشتباكات المباشرة والبعض الاخر من النار المساعدة التي رافقت القوات من الجو وبنار المدفعية. 50 قتيلا هو رقم عالٍ، ولكن لا يزال ليس بالحجم الذي يمكنه أن يشوش خطط حماس.
في هذه المرحلة بدأت مرحلة القتال على الاهداف في اطراف غزة لترسيخ الجلوس هناك، لجمع القوة والانتظام استعدادا للانطلاق الى المعركة الاساسية. المنطقة المدينية من غزة تصفها حماس بانها منطقة الصمود والتي تعتزم ان تدير فيها اساس القتال. ويدور الحديث عن استعداد لقتال عصابات داخل منطقة مدينية بكل ما ينطوي عليه ذلك من معنى: بيوت مفخخة، انتحاريين، صواريخ مضادة للدبابات، قناصة، عبوات على محاور الطرق، انفاق مفخخة وانفاق هروب من خلية اقليمية واحدة الى اخرى. وبالتوازي مع الحركة في شمالي القطاع تحركت قوة مدرعة على محور كارني نتساريم، وعمليا قطعت منطقة مدينة غزة عن الجنوب. في واقع الامر تلقينا صورة حصار مجال مدينة غزة. القوة المدرعة في المحور الجنوبي يفترض أن تمنع وصول التعزيزات من الجنوب، تمنع الهروب من منطقة غزة جنوبا والاحتكاك بوحدات حماس التي ستظهر امامها. هذا في واقع الامر ما فعلته القوات امس: استولت على مناطق مسيطرة، استولت على بيوت في اطراف الاهداف، قدمت الدبابات، المجنزرات والجرافات وبدأت تتمترس. الدبابات والمدفعية فتحت معركة تليين للاهداف داخل المنطقة المدينية من خلال النار السطحية والانحنائية. وبالتوازي شغل سلاح الجو والقناصة من الارض قوات حماس المتمترسة من خلال نار دقيقة حسب معلومات استخبارية. في الايام القريبة القادمة ستبدأ المعركة الاكثر تعقيدا: المعركة لاحتلال الاهداف. القتال حتى الان مخطط جيدا، مضبوط جيدا، بطيء وحذر مع الكثير من النار. احتلال هذه الاهداف يمكن أن يستغرق بضعة ايام، وهذه ستكون النتيجة الحقيقية للخطوة البرية: تآكل القوة العسكرية لحماس وجباية ثمن باهظ من الاصابات في داخلها. ليس صدفة أن طولب المدنيون في مناطق معينة في شمالي القطاع بالانصراف. المعركة داخل منطقة مدينية هي لظى حقيقي.
احد العناصر المثيرة للانطباع في الحركة التي نفذتها أمس فرقة غزة كان التعاون الوثيق بين القوة البرية المتقدمة في الليل وبين سلاح الجو الذي رافقها بمساعدة قريبة بالنار سواء من الطائرات ام من المروحيات. وهذه نتيجة مباشرة لدروس حرب لبنان الثانية.
بالتوازي مع القتال قامت القيادة السياسية اول أمس بخطوة دراماتيكية فأقرت تجنيد الاحتياط بحجم عشرات الاف الجنود. في نظر الفلسطينيين فان تجنيدا بهذا الحجم مثله مثل التسونامي الذي يؤشر ويحذر من ان اسرائيل تسير نحو حرب على نطاق واسع.
كما أن تجنيد الاحتياط هو ايضا درس صرف من حرب لبنان الثانية. من تصريحات قادة حزب الله يتبين أن ما يقلقهم حقا في القصة الغزية هو ان حماس ستضعف جدا او ستنهار او أنها من شأنها أن تبدأ عملية سقوط حجارة الدومينو التي خلقتها ايران والقوى الاصولية في الشرق الاوسط. اذا شعر حزب الله والايرانيون بان هذا هو الاتجاه، فقد يفتحون جبهة اخرى.