محمد ناهض القويز

ليس خافياً على الإنسان العادي ماتتعرض له حكومة التشدد الإيرانية من المخاطر.

مخاطر داخلية عاصفة تمثلت بعدم قبول نتائج الانتخابات والقيام بالمظاهرات وانقسام الملالي والآيات. ومن الواضح أن القبضة الحديدية لم تفت في عضد الإصلاحيين مما يتطلب خططا بديلة لمواجهة الانتفاضة الداخلية التي تعتبر أخطر حدث مر على الجمهورية الإيرانية منذ الثورة.

أما المخاطر الخارجية فيتصدرها المشروع النووي الإيراني والمماطلات في محادثات الحل الدبلوماسي وتزايد احتمال الحل العسكري سواء قامت به إسرائيل منفردة أو بالتعاون مع الأمريكيين. وحتى من دون العمل العسكري فإن إيران قد لاتتحمل المزيد من العقوبات وبالذات لو تمكن الأمريكيون من كسب تأييد الروس والصينيين في هذا المجال.

من هنا يمكن أن نفسر التحركات الإيرانية الأخيرة بالمطالبة بتعويضات من العراق عن الحرب الإيرانية - العراقية تتجاوز الألف مليار دولار. وكذلك احتلال بئر النفط العراقية القريبة من الحدود ورفع العلم الإيراني عليها. يمكن أن نفسر ذلك كله على أنه محاولة لفتح جبهة جديدة وإنشاء أزمة تعرقل المسارات الأخرى وتبرر استخدام المزيد من العنف الداخلي.

أما على المستوى الأيديولوجي فإن من الواضح أن إيران على استعداد للتضحية بالشيعة العرب في سبيل المشروع الإيراني، وإلا فكيف نفسر هذا الانقلاب على الحكومة العراقية.

أما الشيعة العرب فقد بدأوا يدركون ولو متأخرين أن إيران على استعداد لحرق الجميع شيعة وسنة في سبيل المشروع الإيراني في اليمن ولبنان ودول الخليج وأخيرا في العراق الذي ساهمت إيران في تشكيل بنيته السياسية.

هذه المناورات الإيرانية تستوجب مناورة عربية للوقوف مع العراق ضد الأطماع الإيرانية.