واشنطن ليست بوابتنا للاندماج في العملية السياسية

القاهرة - الزهراء عماد الدين

اثارت التصريحات التي ادلى بها وفد ضم عددًا من أعضاء الحزب الوطني بندوة بمجلس النواب الأمريكي مساء الأربعاء الماضي عن quot;شروط النظام لدمج جماعة الاخوان المسلمينquot; بالعملية السياسية ردود افعال متباينة سواء داخل الجماعة او لدى الخبراء والمراقبين.
من جانبه انتقد د.عبد المنعم ابو الفتوح عضو مكتب الارشاد وابرز رموز التيار الاصلاحي داخل الاخوان من وصفهم بـ quot;الذيولquot; الذين اعتادوا الحج لواشنطن لعرض ما يصفونه بمسيرة الاصلاح والديمقراطية في الوقت الذي يرفضون فيه اي تداول سلمي للسلطة، وقال quot;النظام المصري، يرفض تداول السلطة، واشكاليته ليست مع الاخوان فقط لكن مع الشعب المصري كله، لكنه دأب على استخدامنا كفزاعة للتهرب من الضغوط الخارجية المطالبة بالاصلاحquot;.
وأكد ابوالفتوح لـ quot;الشرقquot; أن تداول السلطة لن يتم الا عبر النضال الثوري السلمي لاسقاط النظام الحاكم، وليس عبر quot;تسولquot; الاصلاح من امريكا او غيرها، منتقداَ تقاعس قوى المعارضة في مصر عن دورها في انهاء نظام الحكم، واعتبر الاخوان هم اكثر القوى السياسية بذلاً وعطاءً في سبيل الديموقراطية.
ورفض ان تكون واشنطن هي بوابة الاخوان للدخول في العملية السياسية وقال quot;نرفض quot;تسولquot; الديموقراطية ولن نكون كـ quot;المرتزقةquot; الذين يتوجهون للغرب للدعمquot;، مشيراً إلى ان الغرب لم يحصل على حريته الا بعد نضال ودماء وتضحيات، لكنه لم يمانع ان يكون هناك حوار مع كل القوى الشريفة.
وكان الوفد الذي ضم في عضويته كلاً من محمد كمال ومنى ذوالفقار عضوي مجلس الشوري، قد طرح خلال ندوة مسيرة الإصلاح السياسي في مصر ما يمكن تسميته quot;شروط الحكومة لادماج الاخوان في العملية السياسيةquot;، والتي لخصتها ذوالفقار في ضرورة تحول الجماعة إلى حزب سياسي شريطة الا يكون على أساس ديني، والا تنكر حق المرأة في الحكم والإدارة، أو حق الأقليات الدينية في المشاركة.
وحذرت الندوة التي حضرها اعضاء بالكونجرس وباحثون واكاديمون من أن الاخوان لديهم أجندة للمنطقة كلها وانهم يعتمدون في تحركهم بالشارع المصري على غير المتعلمين واستقطابهم عبر الدين.
ويرى د.عمرو الشوبكي الخبير في شؤون الحركات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أنه لا توجد نية لدى النظام المصري الحالي لدمج الاخوان في العملية السياسية، حتى ولو قبل الاخوان بما طرح من جانب قيادات الحزب الوطني، مشيراً إلى تجربة حزب الوسط الذي حسم الخلاف حول قضايا المواطنة والاقباط والمرأة ومع ذلك لم يحصل على ترخيص منذ 12 عاما.
وأكد أن استبعاد الاخوان من العملية السياسية ليس بسبب موقفهم تجاه المرأة والاقباط أو الدولة المدنية، لكن بسبب اقصاء الحكومة لكل القوى الفاعلة في الشارع السياسي، مشيراً إلى ان كلام اعضاء الحزب الوطني في واشنطن عن الاخوان هو استكمال للمراوغة التي يتبعها النظام منذ وصوله للسلطة.
وتوقع الشوبكي أن تفتح ادارة اوباما باباً للحوار مع الاخوان عبر نواب الجماعة بالبرلمان خلال المرحلة المقبلة.
وكانت تقارير صحفية قد اشارت إلى أن جمال مبارك امين عام مساعد الحزب الوطني قد حذر خلال زيارته الاخيرة إلى واشنطن من فتح حوار مع الاخوان، مؤكداً أن وصولهم للسلطة يمثل خطورة على مصالح الولايات المتحدة في المنطقة. الا ان تلك التحذيرات اصطدمت بعد ممانعة ادارة اوباما في التعامل مع التيارات الاسلامية المعتدلة وفي القلب منها جماعة الاخوان.
وقالت التقارير أن الادارة الامريكية طلبت من النظام المصري احتواء الاخوان وفتح قنوات للحوار معهم بوصفهم الفصيل المعارض الاكثر انتشاراً وتنظيماً في الشارع المصري، مؤكدة أن بعض المقربين من إدارة اوباما ألمحوا لجمال مبارك خلال زيارته بأن واشنطن لن تمانع في مشاركة الاخوان في حكم البلاد طالما التزموا بالدستور والقانون ورضوا بالعملية الديموقراطية.