كلنا مساهمون في إبقاء العفن في المنطقة العربية والإسلامية
بيروت - منى سكرية
laquo;لهذه الأسباب أنا في بيروت، وليس في بغداد raquo;... هذه جملة من حديث طويل وممتع أجرته laquo;أوان raquo; مع رئيس مركز الدراسات العراقية، والباحث العراقي في علم الاجتماع الدكتور فالح عبدالجبار. عناوين كثيرة تناولها شرحا ونقدا ورؤية... في السياسة، والديمقراطية laquo;التي لا تُستورَد ،raquo; والمثقف laquo;الملحق والتابع لدولة ،raquo; و laquo;الواهم raquo; بأن السياسة الأميركية ستتغير، وكثير من العناوين الأخرى.. وفيما يلي نص الحوار:
{ أنت مقيم حاليا في بيروت، وتدير المعهد العراقي للدراسات الإستراتيجية، لماذا المركز في بيروت وليس في بغداد؟
- هو مركز دراسات عراقية، وتعريفا هو معهد دراسات إستراتيجية. أما لماذا في بيروت؟ فلسبب بسيط جدا، أولا لأن الوضع الأمني في بغداد سيئ جدا، وثانيا لأن الجهاز التعليمي انهار في فترة الحرب العراقية - الإيرانية، وإحدى نتائج انهياره غياب الباحثين المتفرغين، وثالثا لا توجد تقاليد بحث في أرشيفات منظّمة ولا حرية نقاش، وما زاد الأمر سوءا هو العنف الأهلي الذي حصل، وكان أشبه بالحرب الأهلية.
وفي المقابل، تتمتع بيروت بتعددية في الرأي وحرية فيه، فضلا عن الانفتاح على العالم. وجغرافيا، بيروت هي الأقرب إلى العراق وأوروبا في آن واحد، وفيها قاعدة معلومات ضخمة وهائلة، سواء في الجامعة الأميركية، أو في المكتبات وغيرها من المراكز المتخصصة. كما أن إمكانية استيراد الكتب تتم بسرعة، وهذه مسألة مهمة جدا. أيضا يوجد في بيروت 54 جامعة، وهناك كثير من زملائي هنا، وزملائي في أوروبا يستسهلون المجيء إلى بيروت. والأهم من ذلك هو أني أحب بيروت.
{ عندما تزور بغداد ماذا ترى فيها؟ وما الشيء الذي تحب أن تجده فيها؟
- أكثر ما يؤلمني في بغداد إلى حد الوجع الشديد، أنها مدينة كانت زاهية باللون الأخضر، وضفتا دجلة زاهيتان بالماء. الآن فيها تصحّر، وقبل أسبوع كنت هناك، وكدت أختنق من جرّاء عاصفة رملية. بغداد مدينة مجللة بالغبار، فالإسفلت بلون الغبار، والأرض ذات البلاط الأحمر أصبحت بلون الغبار؛ أشجار النخيل بلون الغبار، والبيوت الصفراء والحمراء والبيضاء كلها أصبحت بلون عسكري واحد هو لون الغبار.
{ أليست هذه عاصفة مؤقتة؟
- لا، هذا وضع دائم لا يزول إلا بالمطر. وبعد المطر تهب عاصفة رملية أخرى، ويحصل ما يحصل. طبعا العاصفة مؤقتة ولكن الغبار في المدينة يكاد يكون طبقة سميكة من المساحيق، تشبه المساحيق التي يضعها الممثلون، كأنها شيء يرمز إلى الثقل الذي يخيّم على المدينة، يمكنني القول إنه ثقل من القذارة.
الشيء الآخر المؤلم هو غياب المدينة، في التعاون والسلوك والقيم واللباس، وكأن المدينة صارت قرية كبيرة. الشيء الآخر هو الرثاثة؛ رثاثة الدولة نفسها، جهازا ومسؤولين.
بغداد كانت صبية جميلة، فذهبت لأجدها مدينة laquo;مكركبةraquo;، ومقّلعة أسنانها، حذاؤها ممزق وتنورتها قديمة، ووجهها مليء بالتجاعيد. هناك أيضا الحفر التي تملأ كل الشوارع، حتى في المنطقة الخضراء، أي مركز الدولة؛ يعني السراي والبرلمان، ندخل إلى أرقى مركز في الدولة، فنجد أُكرات الأبواب مخلوعة، ولمبات الإضاءة مكسورة، وأشرطة الكهرباء متدلية من الجدران، ورائحة المصاعد كريهة. العناصر المدنية أيضا؛ أنا أعرف أنها موجودة ولكن تم سحبها، والآن نجد الوجه الرثّ هو الظاهر، وليس المدني، والمرأة مضطهدة.
{ عايشت كثيرا من الحقب في تاريخ العراق، وعايشت كل أنواع المشاعر تجاه هذه الحقب، بمعنى الحب والفرح والدموع. هل مازلت تحزن وتفرح وتغضب، وعندما تنظر إلى العراق من بيروت، فبأي مشاعر تنظر إليه؟
- كلما ذهبت إلى العراق شعرت بأني غريب، وكلما ابتعدت عنه تذكرته وصورته مرسومة في رأسي. عندما قرأت التاريخ كنت حاقدا على العهد الملكي حقدا شديدا، وعاشقا للعهد الجمهوري، ولكن عندما قرأت التاريخ كوثيقة، وجدت أن العهد الملكي أوجد تراكما حضاريا، جئنا وخرّبناه بكل لطف وهمّة وحنين، والأسوأ من هذا أننا نعتقد بأننا نعمل العجب العجاب، وأنا هنا لا أتكلم عني شخصيا فحسب، بل عن جيل كامل، ولو عادت عجلة التاريخ، لمنعتُ كل الثورات.
{ هل يمكن القول إن ما يطفو على السطح اليوم، بعد الاجتياح الأميركي للعراق وسقوط النظام السابق، هو الذي انفجر من قمقم، أم كأن صلاحية الختم الموجود على هذه الصفيحة انتهت، فانفجرت كل هذه المؤشرات التي تحدثتَ عنها؟ أم أن الاحتلال هو الذي عمم مزيدا من هذه الأوضاع المأساوية؟
- هناك ما نسميه التراكم الحضاري والتراكم اللاحضاري. ما هو التراكم اللاحضاري؟ أولا: الدولة التي كانت تقوم على الدستور والقانون والانتخابات، أصبحت دولة تقوم على سلطة حزب واحد، وبعد ذلك على عشيرة الرئيس وعائلته، والمجتمع كله تحوّل إلى مجتمع عبيد لدولة مترعة بالنفط، ولا تخضع لأي حساب. المؤسسات المدنية تم تفكيكها، وأتوا بالعشيرة، وأطلقوا حملات إيمانية، والأسوأ من ذلك أنهم بعثروا أموال النفط في حربين. هذا على جانب الدولة. وعلى جانب المجتمع، ففي كل العالم هناك هجرة من الريف إلى المدينة، وبالتالي انتقلت القرى إلى المدن، واحتفظت بكل قيمها التقليدية العشائرية، والدّيات، إلى فصل النساء عن الرجال وإلى ذبح المرأة الخ.. وما يرافق ذلك من تخاريف وأساطير، وما يرافق ذلك من سحر وطقوس سحرية، وما يرافق ذلك من تخلّف اجتماعي، ومن عداء للمرأة وغير ذلك، ويصبح البطل الاجتماعي بالنسبة للمهاجر هو إما شيخ القبيلة وإما رجل الدين، وبالتالي يفقد صلته بالمدينة، فيحصل انقلاب. لذا أرى بغداد اليوم قريةً كبيرة.. بغداد لم تعد مدينة.
موجة لتأييد التغيير
{ واكب مجيء أميركا إلى المنطقة، سواء باجتياح العراق أو بشعارات الديمقراطية والمواطنة واحترام الرأي الآخر، موجة انتقال كثير من المثقفين العرب والكتّاب الأكاديميين والسياسيين، من باب الإعجاب والتكيف وربما المديح، والبعض تمنى الـlaquo;غرين كارتraquo; السياسية، ليس بمعنى الجنسية. ماذا تقرأ في هذه المواكبة؟ وهل كانت قراءة خاطئة برأيك؟
- دعيني أكمل حديثي عن العراق.
{ ولكن لا تدعني أنسى السؤال؟
- لا، لن أنسيك السؤال، أنا تكلمت عن مسؤولية الحكومة السابقة في العراق، ولم أتكلم عن مسؤولية الأميركيين. إن الانقلاب الذي حوّل بغداد إلى قرية، وفي انقلاب القيم المدنية إلى قيم قديمة ريفية وقبلية ودينية، وأقصد دينية بالمعنى السيئ، وليس بمعنى الإيمان والعقلانية بل بمعنى الخرافة؛ هذا التحوّل يتحمل الأميركيون مسؤوليته بسبب فرضهم الحصار على العراق من 1990 إلى 2003 تاريخ احتلالهم له. ولنفترض جدلا، فقط من أجل النقاش، أنهم فعلا احتلوا العراق من أجل نشر الديمقراطية. كيف لهم أن ينشروا الديمقراطية وهم الذين خربوا الأسس المدنية للديمقراطية قبل أن يأتوا إلى العراق! إن الذين قاموا بهذا العمل مجرمون وعلى مدى التاريخ، ولن يغفر لهم التاريخ ما فعلوه.
أما بالنسبة للتحوّل الحاصل، فأقول إننا نعيش في ظل ما يسمى النظام السياسي العربي. ما هو هذا النظام؟ هو إما أنظمة الحزب الواحد، كما كانت الحال في العراق، وإما أنظمة سلطانية تقليدية كالموجودة في الخليج، أو أنظمة تقليدية تحاول إقامة ليبرالية، ولكنها ليبرالية مقيّدة، مثل ما هو حاصل في الأردن ومصر والجزائر. والمثقفون العرب عموما عاجزون عن مواجهة هذا الوضع، وإذا سألنا لماذا؟ لكي نفهم الوضعية، فالمثقف في الغرب مستقل، تراه يطبع الكتاب وينتج ويعيش على المؤسسات. أما المثقف عندنا، فإذا لم ترعه دولة فمصيره الموت، لذا فهو ملحق بالدولة. المثقف العربي يحكي بالنظرية المجرّدة ضد الدولة، ولكنه في الممارسة تابع لها، وعندما يريد التخلص من هذه الوضعية يخجل من نفسه، وعندما يأتي الدعم من الخارج، يدّعي أنه المنقذ فيسير وراءه ويفرح فقط لأنه يريد الخروج من هذه الوضعية.
أنا أجد في هذا الانتقال إعلانا وإشهارا للعجز. في الماضي كنا عاجزين عن تعبئة مجتمعاتنا في اتجاه التمتع بمقدار من الحريات، ومن احترام البشر وحق الحياة والقليل من الرأي. نحن ننسى خطاب الحرية، برفع الشعارات ضد إسرائيل وأميركا، وهي شعارات صحيحة طبعا، ولكننا نطلقها لكي ننسى سؤال الحرية المكمّل لهذه الشعارات. إن الإنسان الذي يقف ضد أميركا وإسرائيل وأي عدو آخر، عليه أن يقف مع ناسه ومع حرية البشر، لأن الواحدة منهما مكمّلة للأخرى. ومن يتكلم بالشعارات وبأميركا وإسرائيل، ولا يتكلم بحرية القول والعمل وحق الحياة داخل بلده، لا أشتري كلامه بـ laquo;فرنكraquo;، لأن هذه مجرّد طريقة لإخفاء التواطؤ.
{ تقول إن في هذا إشهارا للعجز، ولكن مواكبة التأييد والإعجاب، هل كانت نتيجة الكره المضمر للوضع الذي كانوا يعيشونه، أم أنها تنم عن عقل وعقلانية؟
- كل نظريات الديمقراطية تشير إلى شيء بسيط، هو أنها لا تستورد من الخارج. الديمقراطية تبنى كمؤسسات داخل بلدانها، ومن يبنيها عادة هم مثقفون وقادة، وعندما لا يبنونها فماذا يفعلون؟ يقولون تعالوا يا أميركيين وأقيموا لنا هذه الديمقراطية، مع أن بناءها يقع على عاتقهم هم لا على الأميركيين. هذه القضية قضيتنا، نحن عندما نريد ديمقراطية لا نريدها للأميركيين بل نريدها لشعبنا، ليمارسها بوضوح وقانونيا؛ هذا هو واجب المثقفين. أما عندما ننتظر من الأميركي أو الأوروبي أن يقيم الديمقراطية في بلداننا، فهذا يعني أننا عاجزون عن هذا الدور، فننادي: يا أهل الخارج تفضلوا إلى الداخل، وأقيموا لنا هذه الديمقراطية. إن هذا الترحيب بقوى الخارج هو مظهر عجز، أو تبطين للعجز بغلاف تغيير القيم الديمقراطية.
{ هل ترى أن الفورة الأميركية القائلة بدعم الديمقراطيات وحقوق الإنسان في العالم، قد هدأت بعض الشيء لدى المؤيدين لها، وتحديدا المثقفين؟
- أرى العكس! هناك ارتفاع في هذه الموجة لسببين: وصول الرئيس باراك أوباما إلى البيت الأبيض، والمبادرات التي قد تحصل من جراء ذلك.
ولنكن واقعيين، نقول إن ما يصل إلى بلادنا هو مزيج مما نريده ونفعله، وما يريده الآخرون ويفعلونه، وهذا التأثير المتبادل موجود. أتصور أن الإعجاب بأوباما جاء من كونه إفريقي الأصل، وجذوره إسلامية، وخطابه مختلف في الشكل. لكن من يعتقد أن السياسة الأميركية ستتغير كثيرا، واهم، فما سيتغيّر هو الأساليب. الأميركيون يرون اليوم، أو على الأقل هكذا يظهر من كلامهم، أن المجابهات لا تجدي نفعا. لذلك هناك انفتاح على سورية وإيران.
{ كيف ينظر المثقفون العرب إلى ذلك؟
- كثير من المثقفين العرب يرون في هذا الانفتاح تحوّلا تاريخيا في السياسة الأميركية، ولكنه ليس كذلك، وبالتالي فهو يعزز اتجاه التعويل على الولايات المتحدة في دمقرطة العالم العربي. دعونا نعترف: لا ديمقراطية في العالم العربي، ومسؤولية دمقرطته تقع علينا، وليس على غيرنا، وعدم حصول هذا الأمر هو مسؤوليتنا. أنا أعتبر نفسي مسهما في هذا، حتى لو أنني لم أفعل شيئا، كلنا مسهمون في إبقاء هذا العفن في المنطقة العربية والإسلامية.
العراق والديمقراطية
{ هل شاركت في الانتخابات التي حصلت في العراق مؤخرا؟
- لا، لأنها كانت انتخابات بلدية، ويجب أن يكون المشارك فيها مقيما في البلد. لكنني شاركت في الانتخابات البرلمانية، وكان ذلك قبل عيد ميلادي الستين، من كم سنة الحمد لله!!
{ عندما يذهب العراقيون إلى صناديق الاقتراع، هل ينتخبون من يريدونه، أم ينتخبون لدول الجوار، بوصفها أطيافا متشاركة بالقرابة والنسب، والمصلحة والارتباط السياسي؟
- جرت الانتخابات الأولى العام 2005 على أساس الرموز الدينية والقومية، ونالت الاتجاهات الوسطية العابرة للطوائف مليونا و350 ألف صوت، من مجموع 8 ملايين ونصف مليون ناخب. وهناك قوى أخرى غير دينية وغير مذهبية وغير قومية من القوى المحلية، حصلت أيضا على 350 ألف صوت تقريبا.
هذا يعني أن هناك مليوني عراقي من أصل ثمانية ملايين ناخب، أي ربع الناخبين تقريبا، يمكن أن يكون مقدمة لقيادة أكثر فاعلية. هذا الربع الذي أسميه laquo;الربع الفعالraquo; مكوّن من الطبقة المتعلمة الحديثة، وليس الطبقة المهاجرة الأمية الفقيرة أو البسيطة.
أما الانتخابات الثانية العام 2005، فجرت أيضا في ظل احتقان مذهبي طائفي (سُني - شيعي) شديد، من أسبابه صعود الإسلام السياسي، وتأثيرات إيران والثورة الإيرانية، وأيضا التمييز ضد الشيعة الذي مارسه نظام الحكم السابق، وعامل تنظيم laquo;القاعدةraquo; الذي كان يستهدف الرموز الدينية الشيعية بشكل عشوائي؛ إجرامي وغير إنساني، وأيضا بعض الميليشيات الشيعية التي كانت تستهدف السُنة، بشكل إجرامي واضح. لكن هذه العوامل خفّت الآن، لأن هناك صراعا على السلطة، وبمجرّد الوصول إلى السلطة انتهى هذا الصراع، والحريات الدينية انفتحت، ولم يعد من مطالب للطائفية الآن.
أما في الانتخابات الأخيرة، فإن أكبر حزبين دينيين شيعيين خسرا فيها، وهما المجلس الأعلى الإسلامي بقيادة عبدالعزيز الحكيم، وتيار مقتدى الصدر. لقد تكبّدا خسارة هزّتهما. والحزب الذي فاز، وأقصد حزب الدعوة بزعامة نوري المالكي، لم يدخل الانتخابات بلافتة إسلامية، أي أنه لم يقل إنه حزب الدعوة، إنما قال إنه ائتلاف دولة القانون.
{ كباحث في علم الاجتماع، ما الشيء الذي تبحث عنه في هذا التناقض وهذه المؤشرات؟
- هناك كثير من المؤشرات في هذه الانتخابات، منها أن الناخب انسحب من الهوية الطائفية، واتجه إلى انتخاب القضايا، وكان لديه مقدار سلبي على معاقبة من يراهم غير مؤهلين، أكثر من قدرته على اختيار ممثليه، وأيضا خسارة الأحزاب الدينية الطائفية التي تنادي بولاية الفقيه، وهذه رسالة واضحة بأن الناخب يريد حكومة مدنية وليس دينية.
هذه المسألة مهمة جدا، إذ حتى الحزب الإسلامي السُني خسر. إن القوى المحلية الصاعدة نضجت إلى درجة أنها تقول للمركز: نحن هنا، ولم يعد مقبولا أن تنفرد أنت بالحكم في بغداد.
وهناك رسالة أخرى للجيران والدول الأخرى، تقول إن الهويات الدينية هي هويات ثقافية وليست سياسية، قد تُسيَّس لفترة، ولكن لا يمكن أن تُسيس طويلا.
أما الرسالة الأخرى، فهي أن بعض القوى المحلية التي هي بغالبيتها مدنية وعلمانية وليست إسلامية، بدأت تصعد بوضوح. هذه وغيرها من المؤشرات، رسالة قوية وواضحة، سنرى تجلياتها في الانتخابات المقبلة، لأن الانتخابات الأخيرة كانت انتخابات محلية وبلدية.