غزة - فتحي صبّاح170870a.jpg

خيّم هدوء حذر على مدينة رفح بعد تشييع زعيم تنظيم laquo;جند انصار اللهraquo; عبد اللطيف موسى وقائد ذراعه العسكرية laquo;ابو عبدالله السوريraquo; وعناصر أخرى في التنظيم قتلوا خلال اشتباكات مع قوات الامن التابعة للحكومة المقالة بعد اعلان زعيم التنظيم في خطبة الجمعة اقامة laquo;امارة اسلاميةraquo; انطلاقا من رفح. وعلمت laquo;الحياةraquo; من مصادر مطلعة في غزة ان laquo;ابو عبدالله السوريraquo; يحمل الجنسية السعودية، وان اسمه الحقيقي خالد حسن بنات، علما ان المعلومات الاولية افادت بانه سوري الجنسية. كما تبيّن ان نجله البكر قتل معه في انفجار المنزل خلال الاشتباكات مع حركة laquo;حماسraquo; اول من امس.

وتلبدت اجواء القطاع، مجددا، بتهديدات جماعات سلفية جهادية، اذ توعدت جماعة laquo;سيوف الحقraquo; بالثأر من laquo;حماسraquo;، في وقت تعالت اصوات جماعات سلفية اخرى تدعو الى حقن الدماء واحتواء الفتنة.

وتراجع عدد قتلى الاشتباكات الى 26 امس بعدما تبين ان بعض الاشخاص الذين اعتبروا في عداد القتلى، ما زالوا على قيد الحياة، ومنهم صهر زعيم التنظيم فهد موسى. وقالت مصادر حقوقية في رفح لـ laquo;الحياةraquo; ان قوات الامن والشرطة سمحت لعائلة موسى بتشييعه بعيدا عن وسط رفح، فتمت الصلاة عليه امام المقبرة الشرقية القريبة من حي البرازيل بحضور مئات من الاقارب والاتباع والمواطنين. واضافت ان قوات الامن ابقت المدينة، خصوصا محيط مسجد ابن تيمية في حي البرازيل، مغلقة امام وسائل الاعلام، ومنعت الاقتراب منها.

ورغم ان حكومة laquo;حماسraquo; نجحت في سحق تنظيم laquo;جند انصار اللهraquo; بشكل شبه تام، غير ان laquo;الحسم العسكريraquo; وضعها في مواجهة مع باقي التنظيمات السلفية الجهادية التي تستلهم فكر laquo;القاعدةraquo;. فبعد التهديدات التي صدرت عن تنظيم laquo;جند انصار اللهraquo;، أصدرت جماعة laquo;سيوف الحقraquo; السلفية الجهادية بيانا نشر على عدد من المواقع الاخبارية المحلية في غزة، هددت فيه بمهاجمة قادة laquo;حماسraquo;، ودعت المواطنين الى laquo;الابتعاد عن مراكز الشرطة والمقرات المدنية والوزارات والمساجد التي يؤدي فيها قادة حماس الصلاةraquo;، في اشارة الى انها ستستهدفها.

وقال زعيم تنظيم laquo;جيش الاسلامraquo; الشيخ ممتاز دغمش (ابو محمد المقدسي) انه فجع بخبر مقتل موسى، مستغرباً في بيان باسمه من laquo;استرخاص (حماس) الدم المسلم والموحد وضربها بعرض الحائط لكل النصوص الشرعية التي عصمت دم المسلمraquo;. واوضح ان laquo;مشايخ التيار السلفي الجهادي دعوا اتباعهم مرارا وتكرارا الى عدم الصدام مع حماس حتى لو كانت حكومتها مصنفة عندهم كحكومة كافرةraquo;. واعتبر ان laquo;حماس هي المسؤولة الآن في غزة، وعليه فهي المسؤولة الحقيقية عن الفتنة اولا وآخرا، وبيدها نزع فتيلهاraquo;. يذكر ان laquo;حماسraquo; خاضت آخر عملية laquo;حسمraquo; عسكري لها مع تنظيم laquo;جيش الاسلامraquo; في 15 ايلول (سبتمبر) الماضي.

وتدخلت اطراف اخرى لتطويق الازمة، اذ حرّم المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الاقصى المبارك الشيخ محمد حسين laquo;قتل النفس البريئةraquo;، واعتبر ان laquo;الخاسر الاكبر من الاقتتال (الداخلي) هو الشعب وقضيتهraquo;. في الوقت نفسه، وصفت الجماعات السلفية الجهادية في فلسطينraquo; عملية laquo;حماسraquo; بأنها laquo;رد فعل متسرعraquo;، معتبرة انه laquo;لا يجوز اراقة الدم تحت اي ظرفraquo;. واستنكرت laquo;تهويلraquo; خطاب موسى ووصفه واتباعه بأنهم laquo;جماعات تكفيريةraquo;. من جانبه، دعا laquo;حزب التحرير الاسلاميraquo; المسلمين الى عدم اللجوء للسلاح في حل خلافاتهم، وقال ان laquo;القتل والقتال لن يكونا ابداً طريقة شرعية لاقامة امارة اسلاميةraquo;.