نواكشوط ـ القدس العربي

أكد الدكتور أحمد محمود ولد افاه رئيس اللجنة التحضيرية لتخليد ذكرى إعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أن الأخير كان 'فعلا ثوريا جبارا، ونهجا جهاديا وأخلاقيا عظيما، ودفقا إيمانيا هائلا، بذل نفسه وأبناءه وما يملك في سبيل الله والمبادئ التي آمن بها وناضل طيلة حياته من أجل تحقيقها'.
جاء ذلك في كلمة ألقيت أمس الاثنين في افتتاح 'اسبوع إحياء الذكرى الثالثة لاستشهاد صدام' الذي تنظمه حاليا في نواكشوط اللجنة الشعبية الموريتانية لدعم القضايا العادلة ومؤازرة المقاومة في العراق وفلسطين والدفاع عن سورية.
وقد منعت السلطات الإدارية في العاصمة الموريتانية نواكشوط تنظيم هذه التظاهرة إلى أن تدخل الرئيس محمد ولد عبد العزيز وأمر بالسماح بتنظيمها وهو ما استحق به الرئيس شكر المشرفين على المهرجان.
وأكد الدكتور أحمد محمود أن صدام حسين كان مؤمنا 'أن وحدة هذه الأمة هي الركيزة الأساسية في عملية النهوض، لتستعيد الأمة دورها الرسالي العظيم، ولتشع كما كانت على الإنسانية جمعاء، فيعم العدل والسلام، وتستعيد البشرية إنسانيتها المداسة بحكم تفوق قوى الطغيان والبغي المتمثلة في الهيمنة الأمريكية المسنودة بحقد الصهيونية المجرمة'.
وقال 'إن المهرجان مخصص لاستحضار لحظة تاريخية حفرت في ذاكرة الإنسانية بدم عربي طاهر وزكي ،أراد المولى عز وجل أن يكرم فيها واحدا من أعلام الأمة وأبطالها التاريخيين، وقادتها المخلصين المؤمنين المجاهدين، في زمن عز فيه أن نجد بين من يحتلون مواقع المسؤولية في الأمة من يتصف بإحدى هذه الصفات..!؟'
وتابع رئيس اللجنة قائلا 'رغم أن أمتنا هي أمة الرسالات والبطولات والأمجاد، إلا أنه قد طال عهدنا بالبطولة، وكأن أرواح أبطالنا تجفونا، كون البطولة لم تعد من سمات أمتنا ومميزاتها الأساسية، وقد جسر الشهيد صدام حسين تلك الهوة السحيقة، ووصل الجفاء الطويل حين مثل أعلى معاني البطولة، فأفصح عن صورة من صور البطولة حيث أنها تحمل سمات خاصة ومبتكرة، كما تجدد التواصل مع التاريخ المجيد لهذه الأمة'.
وفي كلمة أخرى أكد عبد السلام ولد حرمة رئيس حزب الصواب (البعث الموريتاني)، أن الأمة العربية 'تعودت منذ الآباد القديمة لنشأتها على تصميم أبنائها في معانقة المحن ومواجهة الخطوب والتحديات الحضارية وأهوال الوجود البشري لمواصلة وتجدد وتطور دورها الرسالي بين الأمم، ورفض مساعي الهيمنة والإذلال والتبعية والاستعباد، التي تراد لها من حين لآخر، ولهذا ظلت معاركها العديدة في هذا السبيل متواصلة تصنع أحداثها التاريخية وأيامها الخالدة وتنجب قادتها ورموزها الذين صنعوا تلك الأحداث ووسموها ببصماتهم الخاصة'.
وأضاف قائلا 'إن محطات أمتنا في صراعها المعاصر والراهن كثيرة بل ما زالت متواصلة، وما زالت تنجب رموزها في كل رقعة من بقاعها، بدءا بعمر المختار، وعبد الكريم الخطابي، وعبد القادر الجزائري، وجمال عبد الناصر وعبد العزيز الرنتيسي وأبو عمار... وغيرهم كثير، وها نحن اليوم نجتمع لتخليد واحد من ألمع هذه الرموز هو الشهيد: أبو الشهداء وملهم قيم الشهادة شهيد الحج الأكبر صدام حسين'.
وفي ختام المهرجان حيت اللجنة الشعبية الموريتانية لدعم القضايا العادلة والمقاومة في العراق وفلسطين والدفاع عن سورية في بيان تـُلي بالمناسبة 'أبناء العراق وجهادهم اليومي ضد المحتل الغاصب والمقاومة العراقية البطلة، بكل فصائلها وقواها القومية والإسلامية والوطنية، ورموزها وقائدها المجاهد عزة إبراهيم الدوري'.
وأوضحت اللجنة أن احتلال العراق عام 2003، واغتيال الشهيد صدام حسين يمثلان 'ذروة المؤامرة على الأمة منذ شرفها الله عز وجل بحمل رسالة الإسلام الخالدة إلى الناس كافة، ولأن أعداء الأمة عجزوا عن إغراء الشهيد المجاهد صدام حسين أو ترهيبه، فقد تحاملوا عليه واغتالوه، في محاولة لاستكمال فصول تدمير التجربة الوطنية الناهضة في العراق منذ تموز (يوليو) 1968، تماما كما تحاملوا من قبل على قائد عربي آخر هو الرئيس القائد جمال عبد الناصر رحمه الله، بعدما حرر مصر العربية من أذناب الاستعمار وعملائه، وبعدما عبر بصدق عن آمال وتطلعات أبناء هذه الأمة من المحيط إلى الخليج'.
وكان المهرجان مناسبة ألقيت فيها قصائد شعرية مجدت صدام وأبناءه، كما دعت للاستمرار في مقاومة الاحتلال الأمريكي للعراق.
وشارك في هذا المهرجان جمع غفير من رجال السياسة والصحافة والفكر ونشطاء المجتمع المدني الموريتاني.