غزة - ضياء الكحلوت


حذّر الأمين العام للهيئة الإسلامية-المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حسن خاطر من مساعي ومخططات سلطات الاحتلال تجاه المسجد الأقصى المبارك، مؤكداً أن هدم الأجزاء الجنوبية من الأقصى والتي تضم مبنى المتحف ومبنى الأقصى والأقصى القديم والمصلى المرواني والساحة الواسعة التي فوقه بات هدفا استراتيجيا للاحتلال في هذه المرحلة.
وقال خاطر في بيان تسلمت laquo;العربraquo; نسخة منه أمس إن سلطات الاحتلال باتت تستعد فعلا للحظة الانهيار المتوقعة، وهناك العديد من المناورات والتدريبات التي قامت بها ما يسمى laquo;قيادة الجبهة الداخليةraquo;، وقد أصبح موضوع الانهيار الشغل الشاغل لهذه الجبهة، كما كشف قائدها العقيد ليفني لأسبوعية laquo;يروشاليمraquo; أمس الأول.
وقال الأمين العام للهيئة: بما أن معظم الأوساط الإسرائيلية أصبحت مقتنعة أن انهيار مباني الأقصى في الجهة الجنوبية هي مسألة وقت، فإننا في الهيئة الإسلامية-المسيحية لنصرة القدس نطالب منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية لتشكيل وفد على أعلى المستويات من المهندسين والخبراء لزيارة الأقصى وتقييم وضع المباني المشار إليها قبل فوات الأوان، ووضع الأمة في حقيقة ما يروج له الاحتلال.
وحذّر الدكتور حسن خاطر من أن هناك ثلاثة عوامل أساسية تجعلنا نأخذ تحذيرات الاحتلال على مستوى عال من الجدية والخطورة، أولها أن القسم الجنوبي من الأقصى متصدع بسبب الحفريات الإسرائيلية التي أجريت تحته وفي محيطه على مدار عقود من الزمن، مؤكداً أن الجدار الجنوبي للأقصى سبق وأن ظهر فيه عدة شقوق وتصدعات كبيرة إضافة إلى الطوابق السفلية وقد تم تدعيم أساسات الطوابق السفلية وترميم العديد من هذه الشقوق، إلا أن الخطر ما زال قائما، وقد حدث بالفعل انهيار في ساحة الأقصى مقابل باب السلسلة وكذلك انهيار في مدرسة للبنات بجوار الأقصى إضافة إلى سقوط وموت أشجار ضخمة في ساحة الأقصى وهذه كلها مؤشرات خطيرة على ما يحتمل وقوعه في مباني الأقصى الرئيسة في أية لحظة.
وأضاف خاطر أن الحفريات العميقة والكبيرة التي ما زالت سلطات الاحتلال تجريها تحت الأقصى وفي محيطه وعلى وجه الخصوص في ساحة البراق وكذلك الحفريات والأعمال السرية الأخرى التي تجريها منذ أكثر من عام في منطقة القصور الأموية الموجودة جنوب الأقصى والتي قامت بتغطيتها وعزلها، كل ذلك يؤدي إلى زعزعة أركان وأساسات الأقصى الضعيفة أصلا ويزيد في إضعافها أكثر وأكثر ما يزيد في احتمالات هذا الانهيار.
وتابع خاطر أنه laquo;من خلال التغييرات الجذرية والبنايات الكبيرة التي تنفذها سلطات الاحتلال في ساحة البراق إضافة إلى المخططات الخطيرة والمكثفة في منطقة وادي حلوة والبستان وسلوان عموما، وكذلك مشاريع سكة الحديد ومصعد البراق ومواقف السيارات والحدائق التوراتية، إضافة إلى مسار شبكة الأنفاق التحتية التي تكمّل هذه المشاريع الفوقية، كل ذلك يجعل من الجزء الجنوبي من المسجد الأقصى والواقع بموازاة ساحة البراق والحي اليهودي، مضافاً إليه القصور الأموية، هدفا استراتيجيا لدولة الاحتلال لتجسيد أحلامها وأوهامها الدينية في المدينة المقدسة.
وبيّن خاطر أن هذه التهديدات الخطيرة تأتي في الوقت الذي تكثف فيه الجماعات اليهودية دعواتها لاقتحام الأقصى في جميع المناسبات الدينية، مؤكداً أن بعض هذه الجماعات أصبحت تقدم جوائز ومكافآت مالية ودينية لمن يستطيع أن يثبت وجوده داخل الأقصى في مثل هذه المناسبات.
وقال: على قادة الأمة وعلمائها أن يعلموا أن الأقصى والقدس في مرحلة خطيرة وحساسة وتعد هي الأسوأ منذ تحرير صلاح الدين الأيوبي للمدينة إلى يومنا هذا، مطالبا الأمة بالتحرك العاجل قبل أن يهدم الأقصى ويبنى الهيكل على أنقاضه.