محمد الحربي


الخطاب الديني المتشدد الاستعدائي الإقصائي الذي كان سائدا قبل 11 سبتمبر عاد ليتسلل إلى المشهد الإعلامي بقوة، كيف عاد؟ ولماذا؟ ومن يقف وراءه؟ ومن المستفيد الحقيقي من عودة هذا الصراع الأيدولوجي الثقافي بين تيارات وأطياف المجتمع الواحد؟
لا أتفق مع فتوى الدكتور يوسف الأحمد بهدم بناء المسجد الحرام وإعادة بنائه منعا للاختلاط، وكتبت في مقال سابق رأيي حول فتواه؛ والأحمد ومناصروه بالغوا في ردة فعلهم حيال من كتبوا معترضين على هذه الفتوى العجيبة، وتبرير الأحمد لفتواه بأنها دراسة هندسية تقدم بها لعلاج مشكلة قائمة في صحن الطواف خطأ كبير، كان ينبغي له عدم الخوض في أمر ليس من تخصصه ولا يفقه أستاذ الفقه فيه؛ لأنه أمر هندسي معماري بحت، الأولى أن يدرسه ويتحدث فيه مهندسون ومعماريون مختصون لعلاج المشكلة القائمة ـــ إن وجدت ـــ ولأن الإفتاء في شؤون المسجد الحرام أمر بالغ الحساسية كان أولى بالأحمد تركه لهيئة كبار العلماء، وlaquo;من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيهraquo;.
استمعت بالأمس إلى مقطع على اليوتيوب للقاء مسجل في قناة الأسرة للشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر المشرف العام على ديوان المسلم، يرد على سؤال المتصل أبو خالد من الدمام ويطلب من الشيخ الرد على مهاجمي ومنتقدي الأحمد، وللأسف الشديد كان رد الدكتور العمر صادما بكل ما في الكلمة من معنى، ليس لأن الشيخ العمر كان منفعلا أكثر مما يليق بداعية وحسب، وليس لأنه وصف انتقاد الأحمد بأنه laquo;فجور في الخصومةraquo; وحسب، ولكن لأنه ذهب في دفاعه عن الأحمد بعيدا؛ عندما قال بالحرف الواحد: laquo;بعض من كتب عن الشيخ يوسف من الإعلاميين في الصحف قوم بهت كاليهودraquo; وlaquo;ربما بعضهم ما ذهب إلى الحرم في يوم من الأيامraquo;، واستغرب بصورة صادمة أن laquo;فتاة ـــ امرأة تكتب مقالا في مجلة عندناraquo; وكأنها أتت منكرا!
يا شيخ.. يا دكتور.. يا ناصر.. ما هكذا تورد الإبل، ولا هكذا ندعو إلى الله، ولا هكذا نغضب للحق ـــ إن كان حقا ـــ وننتصر له.
يا شيخ.. يا دكتور.. يا داعية.. laquo;كاليهود مرة واحدة؟!raquo; هذه والله كبيرة، من أعطاك الحق بأن تشبه مسلمين موحدين من بني جلدتك باليهود ألد أعداء أمتك ودينك؟ كيف تخرجهم من الملة بهذه البساطة وتذبح دينهم وإسلامهم بدم بارد؟ لماذا تتوهم بأنك ومن تحبهم الوحيدون الذين يذهبون إلى الحرم ويتعبدون الله فيه ويؤدون شعائرهم؟ وماذا لو كتبت امرأة laquo;عندناraquo; مقالا في مجلة أو صحيفة.. هل قلمها عورة؟!
يا شيخ.. يا دكتور.. الأحمد أخطأ، ومن الفضيلة أن يعتذر، ومن تجنوا عليه أخطأوا ومن الفضيلة أن يعتذروا له، وأنت أخطأت ومن الفضيلة أن تبادر باعتذار كبير جدا جدا لنا جميعا.
* سؤال مجرد:
حتى لا نتهم الكاميرا بالرياء.. متى تكف عن التطفل بمناسبة وبدون مناسبة على الداعية الشيخ الدكتور محمد العريفي حيثما ذهب laquo;سامحها اللهraquo;؟!.